تفادى المرض

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢١ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
من ساعة انتشار كورونا وأنا أعيش في هلع لن من طبيعتى الخوف من المرض . اعرف ان الموت حق ولا مهرب منه لكن المرض شيء بشع ، وانا عانيت منه كتير . ولما انتشرت كورونا أصبحت أتخيل نفسى مريض والوساوس بقت تمنعنى من النوم . أعمل إيه عشان أتخلص من الوساوس دى ؟
آحمد صبحي منصور

تأثرت كثيرا بهذه الرسالة ، وأقول :

1 ـ لا أحد ينجو من المرض ، ولا أحد ينجو من الموت . الموت مقرر على الجميع . ولكن المرض درجات ، هناك من يمرض كثيرا ومن يمرض قليلا . المرض يمكن تخفيفه ويمكن الشفاء منه ويمكن النجاة منه بالدعاء المقترن بالصدقة والطاعات .

2 ـ المؤمن العاقل يتدبر قوله جل وعلا : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) الشورى ). وهذا المؤمن يتقرب الى الله جل وعلا بتقديم الصدقات لمستحقيها ، ويتبرع بالمال جهادا في سبيل الله جل وعلا . والله جل وعلا يحثُّ على هذا بإستعمال تعبير ( الإقراض ) كقوله جل وعلا : ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة ) ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) ( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) الحديد ) ( إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) التغابن ) ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) المزمل  ). وقال جل وعلا : (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)  سبأ  ). بالانفاق في سبيل الله جل وعلا يأتي الجزاء من رب العزة جل وعلا مُضاعفا . منه الرزق المباشر ، ومنه الرزق غير المباشر والضمنى ، وهو الأهم ، مثل النجاة من الحوادث والنجاة من المرض أو الشفاء منه أو تخفيفه .

3 ـ المؤمن العاقل يحسبها . لو أصابه مرض فسيكلفه هذا المرض أجرا للطبيب وتكلفة للدواء علاوة على الآلام . لتكن هذه التكاليف كذا من الأموال . لو تبرع بها لكان خيرا له . هو سينفقها في المرض فماذا لو أنفقها مقدما في سبيل الله ؟

4 ـ الله جل وعلا يجزى المتصدق خيرا ، وهو يعلم أن المتصدق أحوج ما يكون للنجاة من المرض أو الشفاء منه أو تخفيفه.

5 ـ بادر أخى بالإنفاق في سبيل الله جل وعلا فهو خير لك . وحتى لا يأتي الاحتضار بالندم . قال جل وعلا : ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون ).

6 ـ هذه أهم موعظة نأخذها من فيروس كورونا الذى أوقف البشر على قدم واحدة . 

اجمالي القراءات 2272