الرجوع للحق ..

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٢ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
برغم ما تقوله من انك تتعلم من تلاميذك فلم اقرأ انك يوما قلت اننى كنت على خطأ ولقد عرفت الرأى الصحيح مما قاله فلان ..
آحمد صبحي منصور
إن تغيير أفكارى عملية ديناميكية مستمرة فى حياتى منذ أن بدأت اناقش التصوف فى رسالة الدكتوراة فى أواخر السبعينيات معتقدا أنه لا بأس به ولكن الخطأ من الصوفية ، وخرجت من البحث أنه دين أرضى يناقض الاسلام ، وأصبحت سنيا معتدلا أقول بوجود أحاديث صحيحة واحاديث كاذبة ، وقلت هذا فى أول كتاب لى ( السيد البدوى بين الحقيقة و الخرافة ) عام 1982 .
وبدأت مناقشة الأحاديث فتبين لى أنها لا تعتبر جزءا من الاسلام وانها كلها أقاويل مصنوعة لا يصح منهجيا أو اسلاميا نسبتها للنبى محمد عليه السلام .. وطوال هذه المدة ـ ولا زلت ـ أنظف عقلى وقلبى بالاحتكام الى القرآن الكريم .
ومن يقرأ مؤلفاتى الأولى فى جامعة الأزهر فى منتصف الثمانينيات يجدها مختلفة عن كتاباتى الان، ، فمثلا كنت أرى فى مؤلفاتى التاريخية انه لا ضير فى الفتوحات الاسلامية ، ثم تبين لى بالقرآن أنها تعتبر ردة عن الاسلام وعداءا للرحمن .. وحين كنت معيدا بالجامعة فى اوائل السبعينيات كنت ادافع عن حد الردة وعن الطلاق وفق شريعة الفقهاء السنية ، وانتهى بى الأمر الى إعلان انكار حد الردة عام 1987 والهجوم على تشريع الطلاق فى الفقه السنى فى منتصف التسعينيات .وكنت أكتب ضد اسرائيل وامريكا فى الصحف المصرية واحضر مؤتمرات ضد التطبيع وأقود حملات هنا وهناك باعتبار أن أمريكا واسرائيل هم أعداء الاسلام و المسلمين ، ثم تبين لى أن أعدى أعداء الاسلام و المسلمين هم النظم الاستبدادية و الوهابية و تنظيماتها من الاخوان المسلمين وغيرهم.ولا زلت أنظف عقلى وقلبى من ثقافة الاستبداد و الفساد والتراث المخالف للقرآن الكريم ..
وهذا التغير لم يكن فقط مبادرة منى أو نتيجة للقراءة والبحث ولكن كان أيضا من مناقشة مع العلمانيين والطلبة و الباحثين المتسائلين .. موضوع ( لا نسخ فى القرآن ) نبهنى اليه الشيخ محمود حسيب يرحمه الله جل وعلا وطلب منى بحثه علميا لأنه لا يليق بالله جل وعلا أن يقول كلاما ثم ينقضه. وكنت أعتقد بوجود نسخ كأى أزهرى عادى ، فبحثت الموضع بحياد فتبين لى ان النسخ يعنة الكتابة والاثبات ، وان للقرآن الكريم اصطلاحاته الخاصة المخالفة لمصطلحات التراث.. وكان هذا مبكرا فى اوائل الثمانينيات ..
موضوع نفى حد الردة جاء بعد مناقشة مع أحد أقاربى وهو طبيب علمانى تمرد على تربيتنا الدينية ،وصممت فى مناقشتى له على وجود حد للردة ، فلما بحثت الأمر قرآنيا وجدت العكس. موضوع الاشهاد على الطلاق وأنه لا حق للزوج فى تطليق زوجته بمجرد كلمة يقولها وكل تشريعات الزوجة جاء بعد نقاش مع أحد اخوانى من القرآنيين ، كنت فيها الفقيه الأزهرى المتزمت ، وكان هو يتساءل بفطرة سليمة ، ولم تاخذنى العزة بالاثم فبحثت الموضوع قرآنيا وتبين لى أنه على حق ، فكتبت فى الموضوع ونشرته وتكلمت فيه فى الصحافة وفى رواق ابن خلدون ،أى إننى لا أتراجع فقط عن راى متوارث كنت أومن به ولكن بعد البحث أعلن رأيي مواجها الجميع..ولا زلت فى نفس الطريق .
اجمالي القراءات 12210