أمية النبى من تانى

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٦ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لي ملاحظتان الاولى : هناك تناقض بين قولك (والقرآن يؤكد على ان النبى محمدا (ص) قبل البعثة كان لا يتلو كتبا سماوية ،وكان لا يخطها أو يكتبها ، فلما اصبح نبيا تعلم القرأة والكتابة ، واصبح يتلو القرآن ويكتب آياته) فانته تقول لنا ان النبي تعلم القرأة والكتابة بعد ان اصبح نبيا . حسنا اذ انت تقر ان النبي تعلم الكتابة والقرأة بعد البعثة وهذا يناقض قولك انه لما نزل قولة تعالى " اقرأ " ان النبي كان يقرأ عندها ويكتب والا لما كان قوله اقرأ ، ويناقض قولك انه كان يعرف القرأة والكتابة حين كات يتاجر لخديجة فانته تقول انه تعلم القرأة والكتابة بعد ان اصبح نبيا . دون ان تذكر لنا او يذكر لنا التاريخ من علمة القرأة والكتابة , وامر اخر ليس بالظرورة لكي تكون تاجرا ناجحا ان تجيد القرأة والكتابة فالكثير من اصحاب الاموال حتى في عصرنا هذا لا يقرؤن او يكتبون . ولنجاح الرسول كتاجر كان يعود ربما لامانته وصدقةه بالتجارة وليس لمعرفته بالقرأة والكتابة الثانية : ايهما كان سيكون اكثر اعجازا وبرهانا , لو نزل القرأن على رجل لا يعرف الكتابة والقرأة, الا انه خرج للناس بكلام اعجزهم عن الاتيان بسورة من مثله , ام لو نزل القرأن على رجل يقرأ ويكتب ويخط اخيرا انا اعتقد ان الرسول فعلا لم يكن ليقرأ او ليكتب , وياريت كان في مقالك اثبات اكثر من تفسيرك لكلمة الامي . فمعظم براهينك كانت مبينيه على تفسير معني الامي او الاميين على انها تشير لمن كان يجهل بالكتب السماوية السابقة للقران. ولا يوجد برهان على ان تفسيرك هو الاصح
آحمد صبحي منصور
شكرا أخى على ملاحظاتك وأرد عليها :
1 ـ كما قال جل وعلا انه عليه السلام قبل بعثته نبيا كان لا يقرأ ولا يكتب( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) فلما أصبح نبيا تعلم القراءة و الكتابة، وهذا لايتناقض مع قولى أنه لما نزل عليه قوله تعالى (إقرأ ) كان يعرف القراءة وإلا ما قال له (إقرأ) .
لأن القرآن الكريم نزل مرتين : ألأولى نزل كله مكتوبا دفعة واحدة على قلب النبى محمد فى ليلة القدر من شهر رمضان ، وهو هنا (الكتاب ) ، وبعدها بدءا من قوله تعالى (إقرأ) كان ينزل متفرقا حسب الحوادث. وسياتى تفصيل ذلك فى كتاب عن نزول القرآن الكريم ليلة القدر التى هى نفسها ليلة الاسراء( وتلك إحدى الحقائق القرآنية المجهولة للمسلمين). المهم هنا أنه عليه السلام بدأت نبوته بنزول الكتاب عليه فى ليلة القدر ـ وبعدها تعلم القراءة و الكتابة فلما قيل له (إقرأ ) كان يعرف القراءة و الكتابة.
2 ـ ليس فى تاريخ المسلمين ـ المكتوب بأثر رجعى فى العصر العباسى ـ إشارات لهذا الموضوع ، فتلك من ضمن الفجوات و التناقضات بين القرآن وما كتبوه فى سيرة النبى محمد عليه السلام. ونحن نكتشف حقائق السيرة النبوية والاسلام معتمدين على القرآن الكريم فقط ، وما لم يذكره القرآن الكريم عن النبى محمد فهو غيب بالنسبة لنا نتوقف عن البحث فيه فلا نستطيع ـ مثلا ـ أن نحدد إسم الشخص الذى تعلم على يديه محمد القراءة و الكتابة و المشار اليه فى قوله تعالى ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ) ( النحل 103 ) كل الذى نعرفه انه كان غير عربى (أعجمبا ) حسبما جاء فى القرآن الكريم ، أما متى تعلم باليوم و الشهر فلا نعرف ولكن نستنتج أنه كان بعد البعثة ونول القرآن كتابا مكتوبا فى قلبه.
3 ـ أما كونه تاجرا فيعنى معرفته القراءة و الكتابة فليس دليلا حاسما ولا يصح الاستدلال به وحده ، ولكننى جئت به ضمن أدلة قرآنية أخرى.
4 ـ أخالفك فى قولك أنه سيكون أكثر اعجازا وبرهانا لو كان النبى لا يعرف القراءة و الكتابة لأننا لا نتصور أن يقوم جاهل بالقراءة و الكتابة بمسئولية بشرية عن حفظ كتاب سماوى ضمن الله تعالى حفظه، ويكفى قوله تعالى ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ.) ( العنكبوت 48 ) أى لو لا جهله بالقراءة و الكتابة قبلها ثم معرفته بهما بعدها لارتاب المبطلون . فهنا يأتى التعليل من رب العزة.
5 ـ لم تقتصر أدلتى على معنى (أميين ) فى القرآن والذى يعنى العرب مقابل أهل الكتاب.. فلقد تنوعت الأدلة من القرآن ـ و ليس هناك عذر لمن لا يقرأ .
وشكرا
اجمالي القراءات 14361