حديث يوافق القرآن

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٥ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما رأيك فى الأحاديث التى يتفق معناها مع القرآن الكريم ؟ هل ترفضها أيضا ؟ وماذا تقول فى الحديث القائل ( إن الله يحب إذا عمل أحطكم عملا أن يتقنه ) وهو يتفق مع القرىن الكريم كما ترى لأنه يدعو الى إجادة العكمل واتقانه .؟؟
آحمد صبحي منصور
أولا :
حديث ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) يخالف القرآن الكريم ويخالف الأخلاق العليا . لأن كلمة العمل فيه جاءت عامة تشمل العمل الصالح و العمل السىء ، أى طالما هو عمل متقن فالله يحبه .. هذا تناقض مع القرآن لأن هناك من يتقن الجريمة و هناك من يرتكب الجريمة الكاملة التى ينجو منها ويوقع غيره من الأبرياء فيها ، فهل يحب الله ذلك الاتقان فى العمل ؟
ثانيا :
قارن بين هذا الحديث الباطل وقوله تعالى (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) ( الكهف 30) فالله تعالى هنا يحدد العمل بانه حسن أى عمل صالح وليس بمجرد الاتقان . لذا فالعمل الصالح هو المقترن بالايمان وهو الذى يرضى عنه الرحمن.
ثالثا :
لو افترضنا وجود احاديث تتفق مع القرآن الكريم فما الداعى لها طالما يوجد معنا الأصل وهو القرآن الكريم ؟ وهو المفروض اتباعه وحده ، وهو الأعلى فصاحة وتعبيرا ، وهو أحسن الحديث ، وهو الذى يتمسك به المؤمن وحده و لا يؤمن بحديث سواه طبقا لما أمر رب العزة ؟
ثالثا:
وهل تستطيع أن تشهد يوم القيامة بأن الرسول قال فعلا هذا الكلام ؟ وهل يصح أن تكون شاهدا على ما لم تسمع بنفسك ؟ وهل ترضى أن يكون لك الرسول خصما حين تزعم أنه قال ما لم يقل ؟
رابعا :
كان للنبى محمد عليه السلام خطب وكلام جميل وفصيح كثير خارج القرآن ، وهذا يدخل فى السيرة و التاريخ و ليس جزءا من الاسلام الذى اكتمل بالقرآن الكريم ( المائدة 3 ) فهل تريد تكذيب القرآن الكريم واتهامه بأنه لم يكتمل ؟
خامسا:
لو تسامحنا فى إضافة أى حديث للنبى والاسلام واعتبرناه دينا طالما يوافق القرآن ، فسيسارع البعض باضافة أحاديث أخرى بحجة أنها لا تخالف القرآن ، ثم إن تقدير ما يتفق مع القرآن و ما لا يخالف القرآن من الأمور النسبية التى تخضع لاختلاف وجهات النظر ، وبالتالى ستتسع الفجوة ، وستتعدد مئات الألوف من الأحاديث المطلوب نسبتها للنبى . وهذا ما وقع فيه من كانوا يسمونهم بالصالحين ، يقول أحدهم إنه كلما قرأ كلاما حسنا نسبه للنبى محمد وجعله حديثا . وكم من كلام حسن قاله الحكماء و الفلاسفة و العلماء والصالحون.. وكلها ليست جزءا من الاسلام ، واضافتها الى الاسلام بزعم اتفاقها مع القرآن سيعطى الفرصة ليس فقط للكذب على الرسول بل التزييف دين الله وادخال السموم الى الاسلام.
وهذا ما فعله المسلمون فى أديانهم الأرضية.
اجمالي القراءات 20868