التشهد فى الصلاة ..

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما الذي ميّز الآية 18 من سورة آل عمران عن سواها من آيات تعظيم الشرائع لتكون الأصلح للقراءة عند الجلوس في الصلاة؟ ثم هل هنالك أذكار أخرى؟
آحمد صبحي منصور

طالما نتحدث عن التشهد فى الصلاة فهو الآية الكريمة رقم 18 من سورة آل عمران:( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )للأسباب الاتية :
1 ـ فهى الآية الوحيدة ـ وأقصر آية قرآنية ـ تكرر فيها شهادة التوحيد مرتين، وبدأت بأن الله تعالى هو الذى يشهد بذاته العلية على أنه لا اله الا هو جل وعلا، وأنه يشهد معه الملائكة وأولو العلم . وبالتالى فاذا كنا نريد أن نكون فى معية الله جل وعلا والملائكة و أهل العلم فلا بد من قول هذه الشهادة فى كل وقت ـ خصوصا الصلاة التى يجب أن تتخصص فى ذكر الله تعالى وحده والاشادة به وحده وتقديسه وحده وتحميده وحده وإجلاله وحده لا شريك معه.
2 ـ فالصلاة واحدة فى كل الرسالات مع اختلاف اللغات ، وكلها اخلاص العبادة و العقيدة لله وحده لا شريك له ، ولذلك قال تعالى لموسى ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) ( طه 14 ) اى لا اله الا الله جل وعلا و ان تكون الصلاة خالصة لذكره وحده دون ذكر أحد معه ، وحين بدلت قريش دين ابراهيم الحنيف وقف خاتم الأنبياء ليعلن لهم فى مساجدهم الممتلئة بتقديس الاولياء و الدعاء لله وغير الله :( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًاإِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ( الجن 18 ـ )
3 ـ والعادة أن يبدأ التحريف فى الدين بادخال التقديس لغير الله جل وعلا فى الصلاة و فى المساجد، فعلت هذا قريش ، وفعله أهل الكتاب ، فالدين الالهى الأصلى و الأصيل هو الاسلام ، ثم يتعرض للتزييف والتغيير بتقديس غير الله تعالى فى الصلاة وغيرها، ويحدث الاختلاف بعد نزول العلم الالهى والرسالة السماوية. ومن الاعجاز القرآنى هنا أن الله تعالى أشار ضمنيا الى حدوث ذلك للمسلمين كما حدث لأهل الكتاب ، فالاية 18 من سورة آل عمران والتى ذكرت التشهد أشار الله تعالى بعدها الى أن الدين عند الله هو الاسلام طبقا لما جاء فى آية التشهد السابقة ، ثم ذكر الله تعالى وقوع أهل الكتاب فى الاختلاف والابتعاد عن الاسلام ، وهكذا فعلنا مثلهم ، واقرأ الايات معا ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِفَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )

اجمالي القراءات 163581