موعدنا يوم الحساب.!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٨ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ايها الدجال تسمي موقعك اهل القرءان وتطعن من خلاله بصحيح السنة حري بك ان تسمي موقعك اهل الصلبان او عباد الاوثان ،،، وفي سحق لاحد ضلالاتك وتلبيساتك الغبية مثلك هذا نقل بسيط يسحقكم ،، ليس في الآية دليلٌ على أنَّ المُرتدَّ لا يُقتَل , وكونُ حد الردَّة لم يُقَم عليه لا يلزمُ منهُ عدمُ استحقاقه إقامةَ الحدِّ عليهِ , فقد لا يكُون قُدرَ عليهِ أو عُلمَ بهِ , وينبغي عند التباحث في المسائل الشرعية أن تُتَناول آيات الموضوع الواحد كلها ولا يقتصر على بعضِها تفاديا لمثل هذا الاستنتاج الخاطئ , فلو اتخذنا هذا الاجتزاءَ منهجاً لقُلنا إنَّ قوله تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) يؤخذ منه ألا يقام الحد على القاتل والزاني , فهل نستطيع القول بأن القتل والزنى لا حد فيهما لأنَّ الآية لم تذكر إلا العذاب الأخروي جزاءً على القتل والزنى.؟ اللهم لا.. ولا يلزَمُ من الحُدُود الشرعية أن يكُون دليلها قُرآناً , والمُسلِمُون يعتقدُون السنَّـةَ الصحيحةَ امتداداً وبياناً للقرآنِ الكريم , وهما بمنزلةٍ سواء من حيثُ الحجيَّـة , ومن أخطر اللوْثَات الفكريَّـةِ اليومَ التي بُلي بها بعضُ أبناء المُسلمينَ لفرطِ جهلِهم بالعلم الشرعي تصديقُهم لصحَّـةِ منهجِ من يجعلُ القرآن الكريمَ أوحدَ مصادر التشريع فلا يُسلَّمُ بغير الوارد فيه , وهذا هدمٌ للدين بالكلية ونقضٌ لعُرى الإسلام جُملةً واحدةً. والحُدود الشرعية على أقسام: * منها ما تظافرَ على الدلالة عليه القرآنُ والسنةُ كحد الزنى والسرقة وقاتل العمد والخطإ. * ومنها ما اختصَّ به أحدُهما دون الآخر كحد شارب الخمر والمُرتدِّ والزاني المُحصن. فحد شاربِ الخَمر وحدُّ الردَّة لم يرِدا في القُرآن وإنَّما ثبتَت بهما السنَّـةُ , وقد صحَّ من حديثِ ابن عباس أن النبي قال : ( من بَدّل دينه فاقتلوه ) وفي الصحيح أنَِّ النبي قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وصلّوا صلاتنا ، واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ) وهذا دليلٌ على أنَّ دماء النَّاس إنما يعصِمها على الإطلاق أن يدينوا لله بالإسلام , وما عدا ذلك من العواصم لدمائهم وأموالهم وأعراضهم بالعهود والذمة والجُنوح للسلم وغلبتهم على المُسلمينَ إنما هو غائيٌّ مؤقَّـتٌ. ومن العُلماء من يرَى أنَّ حدَّ الردةِ معنيٌّ به قولُه تعالى (وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) فقالوا إنَّ العذَاب الأليمَ المُتوعَّدَ به في الدُّنيا هو القتلُ جزاءً على ردَّتهِ. والفُقهاءُ مُجمِعُون على قتل المُرتدِّ , وينحصرُ خلافُهم في بعضِ النواحي التطبيقية شأنهُ في ذلك شأنُ سائر الحدود , وقد استُحدث الكلامُ على حد الردة في العصر الحالي وتأول بعضُ العُلماء عدم ثبُوته بأحاديث الآحاد كالشيخ شلتوت وغيره من العُلماء , وهم على جلالة أقدارهم ورسوخ أقدامهم محجوجون بإجماع السلفِ من لدن عصر النبوة إلى زمانهم , ومحجوجون بعمل الصحابة في قتل المُرتدين. ولم يظهر الشَّـغَبُ والتشويشُ على هذه المسألة وغيرِها إلا في زمننا العاثر الذي أصبحَ حدُّ الردَّة يوضَعُ - من قِبَل بعضِ أدعياء الفكر والثقافة - قضيةَ استفتاءٍ في بعض البرامج الفضائية فتتسربَ عبرَها هذه الشكوك وتتشرَّبُها قلوب المُشاهدينَ , ولا حول ولا قوة إلا بالله
آحمد صبحي منصور

يتكلم عن ( صحيح السنة ) ، أى هناك من هذه السُّنّة ما هو إفتراء. أى إنه دين فيه الصحيح وفيه الباطل ، أى يختلف فيه أصحابه. وهذا واقع لا سبيل الى إنكاره فهم مختلفون فى كل شىء ـ بل يختلف البخارى مع نفسه فى الصفحة الواحدة بل فى الحديث الواحد كما أثبتنا فى كتابنا ( القرآن وكفى ) . الاسلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لأنه القرآن وكفى. أما أديان البشر الأرضية فأئمتها هم مالكوها ، وهى تعبر عن أهوائهم وعن إختلافاتهم وعن تخلفهم العقلى والعلمى والحضارى، وبسبب سيطرة كهنوتها على المحمديين أصبحوا اضحوكة العالم ، وشرّ أمة أخرجت للناس .

طبعا لا فائدة فى هداية أمثال هؤلاء ، فقد زيّن لهم الشيطان سوء عملهم فرأوه حسنا . قال جل وعلا عنهم : (  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) ) البقرة ).

نقول له : نرضى لك ما ترتضيه لنفسك. إعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون. وموعدنا يوم الحساب أمام الواحد القهار ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون. 

أما عن وصفك لنا بالدجل وغيره فنحن نصفح عنك مقدما إبتغاء مرضاة ربنا جل وعلا.

اجمالي القراءات 4442