حديث الافك

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قرأت فى كتاب ( القرآن وكفى ) أنك تنفى وقوع حديث الافك للسيدة عائشة ، وتنسبه لاتهامات من المنافقين لمجموعة من المسلمين فى اول استقرار المسلمين فى المدينة ، وقلت أن اكذوبة حديث الافك التى نسبوها للسيدة عائشة يقولون انها حدثت فى اثناء الرجوع من غزوة بن المصطلق, نريد بعض المراجع التاريخية للتاكيد.
آحمد صبحي منصور

غزوة بن المصطلق حدثت فيما يقولون عام 6 من الهجرة ( تاريخ الطبرى 2 : 604 ) وبعض المؤرخين لا يذكرها أصلا من ضمن الغزوات و هذا ما جاء فى تاريخ الطبرى حين تحدث عن الاختلاف فى عدد غزوات النبى محمد ( تاريخ الطبرى 3 : 152 ـ 154 )
ولكن من يذكرها يجعلها عام 6 أى بعد غزوة الأحزاب التى حديث عام 5 خمسة من الهجرة (تاريخ الطبرى 2 : 564 ـ ) وبالتالى فقد نزل الأمر لنساء النبى ( وقرن فى بيوتكن ) ( الأحزاب 33 ) قبل غزوة بن المصطلق فكيف يخالف النبى هذا الأمر و كيف تخالفه نساء النبى .؟؟
وكما قلت فى كتاب 0(القرآن و كفى ) خاصا بموضوع الافك فى القرآن الكريم أنه نزل فى سورة النور اول ما نزل من السور المدنية و التى تؤسس التعاليم الاسلامية الاجتماعية فى مجتمع ناشىء ، وتعكس وجود احتكاكات اجتماعية فيه بسبب الكارهين للوافدين الجدد ، واولئك الكارهون هم من سماهم الله تعالى بالمنافقين . وهم أساس حديث الافك الذى لا شان للسيدة عائشة به وإنما يخص جماعة المسلمين و المسلمات.
الغريب ان الطبرى فى تاريخه عندما تعرض لموضوع حديث الافك ( تاريخ الطبرى 2 : 611 ـ ) ذكر الرواية طويلة برواة مختلفين ..
ولو رجعوا الى القرآن و احتكموا اليه ما انتقلت الينا هذه الاسطورة ..
و الطريف ان الطبرى يذكر ان النبى محمدا تزوج السيدة عائشة فى العام الأول من الهجرة ( تاريخ الطبرى 2 : 398 ـ )
والطريف ان راوى اكذوبة حديث الافك عن عائشة عن شخص مجهول يزعم انه سمعه من مجموعة من التابعين . يقول الطبرى فى تفسيره ( جامع البيان .. ) ( حدثنا به ابن عبد الأعلى قال حدثنا به محمد بن ثور عن معمر بن محمد بن مسلم نب عبيد الله (ابن شهاب ).. قال : حدثنى عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبى 0(ص ) حين قال اهل الافك ما قالوا فبراها الله ، وكلهم حدثنى بطائفة من حديثها ، وبعضهم كان اوعى لحديثها من بعض ... الخ ) ( تفسير الطبرى مجلد 9 جزء 18 ص 71 )
الواضح هنا أن الرواية مرجعها شخص واحد هو ابن شهاب الذى يزعم انه سمع القصة من مجموعة من التابعين . ولقد رووها عنه مع قوله انه يقول ( زعموا أن عائشة زوج النبى قالت : كان رسول الله ( ص ) إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه .. الخ ) أى إنه زعم ... أو إدعاء. وإذا كان هذا الزعم يخالف القرآن فىقوله تعالى ( وقرن فى بيوتكن ).
والطريف ان الطبرى حين تعرض لتلك الاسطورة فى تاريخه فانه لم يذكر نفس الرواة مع اتيانه بنفس الرواية ( تاريخ الطبرى 2 : 611
اجمالي القراءات 26207