نص السؤال
إبنتى : إسمحى لى بالقول بأن ما تحكيه يحدث تقريبا لكل من جاء بأسرته الى أمريكا ، هى نتيجة طبيعية لاختلاف اثقافتين الأمريكية والمصرية الشرقية . يزيد من حدتها أن الأولاد فى سن المراهقة . لو كانوا فى مصر سيكونون مشكلة ، أما وهم فى أمريكا فالمشكلة أكبر وأعمق .
الشىء الخاص فى مشكلتكم أنكم جعلتم الدين أساس الاختلاف . زوجك فى إضطراب دينى أصبح به يرى الاسلام من وجهة نظره ، وأنت لك وجهة نظر أخرى .
الزواج قائم على الاسلام السلوكى ـ بمعنى السلام ـ وبالتالى يجوز للمسلمة أن تتزوج خارج دينها طالما كان شخصا مسالما ، فلاسلام هو دين السلام فى السلوك والتعامل مع الناس ، وأما العقائد فمرجع الحكم فيها ليوم الدين أمام رب العالمين . فإذا كان الزواج مباحا بين المختلفين فى الدين إذا كان يجمعهنا السلام فكيف بالمتفقين فى الدين ( مسلم ومسلمة ) .
أرى أن تتركوا الخلافات الدينية جانبا ، وأن تركزوا على الجانب الأخلاقى فى علاقتكما وفى تعليمكما للأولاد . ولتكن حياتكما فى الغربة سكنا ورحمة ومودة ، وتفكيرا فى مستقبل أولادكما ، ونجاحا فى التأقلم مع الوطن الجديد . .
أسعدكم الله جل وعلا فى الدنيا والآخرة .