التأقلم فى امريكا

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٦ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
مأساة أسرة هاجرت إلى أمريكا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إحنا أسرة مسلمة إنتقلنا إلى أمريكا منذ سنتين أسرة قرآنيه . زوجى أمريكى قرآنى وكان خلال وجوده فى مصر معنا كان مداوم على الصلوات الخمس فى المسجد وصيام رمضان . أولادى فى سن المراهقة الحمد لله مداومين على صيام رمضان والصلاة ولكن بعد وصولهم أمريكا تخلوا عن الصلاة ولكن مواظبين على الصوم. . عند وصولنا أمريكا وجدت أن زوجى لا يصلى أبدا ولكن يصلى الجمعه فقط فى المسجد ممكن من أجل الشكل الإجتماعى فقط لاغير ، وكنت الأحظ وأنا فى المسجد أنه يصلى ركعات كثيرة قبل وبعد صلاة الجمعه كما يفعل باقى الباكستانيين فى المسجد لأن المسجد باكستانى، وسألته عن السبب أخبرنى إنه يصلى النوافل تقربا إلى الله . قلت له وأين الفرض أنت لا تصلى الصلوات الخمس كما كنت تفعل فى مصر قال لى إنها مجرد rituals وهو يطبق الإسلام فى كل شئ بخلافى أنا وأولادى. نحن الآن فى جدال بيزنطى شبه يومى ممكن يصل إلى الخصام بسبب إتهامه لنا بعدم ممارسة تعاليم الإسلام ، وعندما قلت له وأنت كيف تمارس تعاليم الإسلام وأبسط شئ فى الإسلام وهو الصلاة لاتقوم به . رد قائلا أنا أطبق الإسلام عندما أعزف الموسيقى واطبق الإسلام عندما أتصفح الفيسبوك ، طبعا أى كلام وخلاص . أما أولادى الولد تم 18 سنه والبنت 15 إلتحقوا بمدارس حكومية نظرا لغلاء مصاريف المدارس الإسلامية، وأيضا لأنها مدارس باكستانيه سنيه بحته. طبعا تأثروا بزملائهم فى المدرسة. الولد بيشتغل فى الويك إند عشان نفسه يكون عنده عربيه أما البنت فهى فى صراع يومى مع أبوها لرفضه أى شئ تمارسة مثل الباسكت والبيانو وحتى الرحلات المدرسية بسبب تأخرها الدراسى ، وهى الآن وصلت لدرجة إنها بتكرهه ومش طايقه حتى تتكلم معاه ، ومفيش أى حوار بينهم نهائى ولا حتى مع إبنى ، بيحاولوا يتجنبوه بكل الطرق . وأنا الآن مش عارفة أعمل إيه . أنا ضحيت بكل شئ منصبى الكبير فى مصر وبيتى وأصاحابى عشان آجى أعيش هنا وأراعيه لأنه مريض ، بس هو وصل لمرحلة إنه قرب يوصفنا بالكفر وإن أولادى ممكن يبقوا مدمنين ومثليين وممكن يقتلونا ، مع إنهم محترمين جدا جدا بس مش عارفة إيه الهوس إللى هو فيه ده ، وبالرغم من كل تصرفاته الغير إسلاميه إلا إنه شايف إن هو الوحيد اللى مسلم وبيطبق تعاليم الإسلام . مش عارفة إزاى . رجوعى مصر مستحيل لأنى فقدت كل شئ الوظيفة والشقة والعربية وكل حاجة. وأولادى عاوزاهم يكملوا تعليمهم هنا على الأقل يتعلموا تعليم نضيف.
آحمد صبحي منصور

إبنتى : إسمحى لى بالقول بأن ما تحكيه يحدث تقريبا لكل من جاء بأسرته الى أمريكا ، هى نتيجة طبيعية لاختلاف اثقافتين الأمريكية والمصرية الشرقية . يزيد من حدتها أن الأولاد فى سن المراهقة . لو كانوا فى مصر سيكونون مشكلة ، أما وهم فى أمريكا فالمشكلة أكبر وأعمق .

الشىء الخاص فى مشكلتكم أنكم جعلتم الدين أساس الاختلاف . زوجك فى إضطراب دينى أصبح به يرى الاسلام من وجهة نظره ، وأنت لك وجهة نظر أخرى .  

الزواج قائم على الاسلام السلوكى ـ بمعنى السلام ـ وبالتالى يجوز للمسلمة أن تتزوج خارج دينها طالما كان شخصا مسالما ، فلاسلام هو دين السلام فى السلوك والتعامل مع الناس ، وأما العقائد فمرجع الحكم فيها ليوم الدين أمام رب العالمين . فإذا كان الزواج مباحا بين المختلفين فى الدين إذا كان يجمعهنا السلام فكيف بالمتفقين فى الدين ( مسلم ومسلمة ) .

أرى أن تتركوا الخلافات الدينية جانبا ، وأن تركزوا على الجانب الأخلاقى فى علاقتكما وفى تعليمكما للأولاد . ولتكن حياتكما فى الغربة سكنا ورحمة ومودة ، وتفكيرا فى مستقبل أولادكما ، ونجاحا فى التأقلم مع الوطن الجديد . .

أسعدكم الله جل وعلا فى الدنيا والآخرة .

اجمالي القراءات 4251