هذه هى أمّى .!!

آحمد صبحي منصور في السبت ١٨ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لما بقيت عشرين سنة اكتشف أن أمى كانت متجوزة قبل جوازها بابويا ، وأنها أنجبت من جوزها الأول ثلاث أولاد وهم كبار ومتجوزين . يعنى لى اخوة من الأم لم تعرفنى أمى بهم ولم تكن لها صلة بهم . عرفت بهذا بالصدفة . بعد موت ابويا كنت ابحث عن اوراق معاشه فى دولاب قديم فعثرت فيه على قسيمة طلاق امى من جوزها الأول ، وواجهتها فاعترفت وقالت انه كان بيضربها ويهينها فكرهته وانفصلت عنه وقطعت صلتها باولادها منه وانشغلت بجوزها التانى يعنى ابويا وانا . مع انها عمرها ما اشغلت بى أبدا . ولا كنت بأحس بحنانها ، كل اللى أفتكره حنان أبويا الله يرحمه . بعد موت ابويا باقل من سنة أمى اتجوزت ، ونسيتنى تماما ، وشقيت طريقى بنفسى ، وأمى خدت ميراثها من ابويا وصرفته فى اقل من سنتين . نسيت اقول ان امى مسرفة وأنانية ولا تحمل هموم أحد إلا نفسها ، وده كان سبب مشاكلها مع ابويا ، وابويا مات مخاصمها . وجوزها التالت رجل عجوز ومسيطرة عليه وفرقت بينه وبين أولاده ، وحرمت أولاده منه . وبعدين مات وورثته برضه . والكل بيكرهها . انا إتبهدلت وتجوزت و لا حسّت بى لا سألت علىّ . أنا كمان شلتها من دماغى وأبنى الصغير ما يعرفش عنها حاجة . بس قلت أروح أتعرف على اخواتى من أمى . لقيتهم ناس عال العال ، وعندهم عقدة من أمى ، وقالوا انهم فكروا انها ماتت لغاية لما ابوهم قبل ما يموت قال لهم ان امهم عايشة بس هى اللى اختارت تبعد عنهم . وحكى لهم إزاى أمهم (أمى ) خسّرته فى تجارته بسبب اسرافها وجشعها ولما خسر اللى وراه واللى قدامه طلبت منه الطلاق فانجرحت كرامته وطلقها . لقيت نفس اللى عملته أمى مع ابويا عملته مع جوزها الأولانى ويمكن مع جوزها التالت . دلوقتى أمى مريضة ووحيدة ، ومفيش حد بيروح يزورها . عايز أزورها مراتى بتقول انها ما تستحقش وان اللى هى فيه انتقام من ربنا . هل مفروض ازورها بعد كل اللى عملته معايا .
آحمد صبحي منصور

1 ـ الله جل وعلا حين أوصى بالوالدين إحسانا فهذا على العموم ، وهذا لمجرد أنهم الاب والأم ، بغض النظر إن كانوا  صالحين أو كافرين ، قاموا بمسئولياتهم أم فرطوا فيها .

2 ـ ثم أننا لا نتذكر طفولتنا المبكرة ، من الولادة وحتى ثلاث سنوات ـ تقريبا ـ وفى هذه المرحلة تكون الأم بالذات هى كل شىء ، ومعها الأب . لا يستطيع الطفل الحياة بدون رعايتهما . ومعنى أنه إن عاش فهذا برعايتهما . ثم عندما يكبر لا يتذكر هذه الفترة الأولى من حياته حين كانت أحضان أمه هى الوطن وهى المأوى وهى الطعام وهى التى تحنو عليه وتنظفه وتبكى لو أصابه مرض ، وتتمنى لو جاءها المرض بدلا منه . هذه غريزة الأم . كلنا ينسى هذا . وربما يتذكر سيئات لها فيما بعد ، وقد أصبح الفرد معتمدا على نفسه بلا حاجة اليها ، بل ربما تكون هى التى فى حاجة له .

3 ـ لا بد أن تزور أمك وتحسن اليها وتنسى ما فعلته بك ، وعليك أن تتصل بإخوتك من أمك ليزوروها وليحسنوا اليها . هى أخطأت بلا شك ، وإن أنتم أخطأتم معها فأنتم تكررون خطأها معكم . الاحسان اليها فى مرضها ومحنتها سيكون عمل خير ينفعكم فى دنياكم ، والله جل وعلا لا يضيع أجر من احسن عملا .

اجمالي القراءات 4272