آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ٠٧ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
لكل حالة من حالات ضعف الانسان وقوته هناك تشريع قرآنى . فى حالة القوة ممنوع عليه الاعتداء والاكراه فى الدين ، وفى حالة الضعف و الضغط والاضطهاد للمؤمنين يبيح التشريع القرآنى للمسلمين أن ينقذوا أنفسهم من الاضطهاد بالقول طالما يتمكن الايمان من قلوبهم ، ولو وصل الأمر الى النطق بالكفر فلا شىء عليه طالما أن قلبه عامر بالايمان يقول تعالى (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( النحل 106). وتتعاظم المشكلة مع وجود مؤمنين وسط دولة تضطهدهم وتشن حربا على دولة اسلامية مسالمة ، ولا بد حينئذ أن تطارد المؤمنين داخل أراضيها وتضطهدهم وترغمهم على الولاء لها فى حربها ضد تلك الدولة المسلمة المسالمة. هنا يأتى التشريع القرآنى يبيح للمؤمنين التظاهر بالموالاة للمعتدين مجرد تظاهر لحماية النفس من البطش ، ودون أن يتاثر القلب أو أن تكون الموالاة حقيقية ومخلصة لذلك المعتدى الاثم. يقول تعالى : (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ ) ( آل عمران 28 )
هذا هو التشريع فى القرآن.
وقد تم ويتم تطبيقه فى تاريخ البشر حين يكون هناك اضطهاد وقهر واكراه فى الدين.
ولأن الشيعة عاشوا طويلا فى خندق المقاومة و تحت ضغط الملاحقة والاضطهاد من السنيين فقد تأكد ذلك التشريع القرآنى عندهم وأصبح معلما من معالم التدين الشيعى تحت مصطلح ( التقية ) المأخوذ من الاية الكريمة السابقة من سورة آل عمران.