آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ١٦ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ الآية الكريمة نزلت فى موضوع خاص وهو عن بعض المنافقين الذين كانوا ينشرون الاشاعات وقت الخطر ، وكان الأولى بهم عرض ما يقال على أولى الأمر أو أصحاب الشأن أو الاختصاص ، أو بتعبير عصرنا الجهات الأمنية المسئولة عن حماية الدولة والمجتمع . ثم كان ( تذييل ) أو خاتمة الآية الكريمة بقوله جل وعلا : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) ( النساء 83 ). مع أن الخطاب هو للمؤمنين فى المدينة فى عصر النبى عليه السلام إلا أنه يمكن فهم العمومية فى الخطاب للمؤمنين فى قوله جل وعلا : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) ( النساء 83 ).
2 ــ فضل الله جل وعلا ورحمته هو لمن يختار الهداية ، فالله جل وعلا يزيده هدى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) محمد ) . والهداية لا تعنى العصمة من الوقوع من الخطأ . فلا يوجد بشر معصوم من الخطأ ، يشمل هذا المؤمنين والأنبياء . يقول جل وعلا : (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) الزمر ). الأنبياء هم (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) والمؤمنون هم الذين (وَصَدَّقَ بِهِ ). وهم جميعا ( أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ ). وهؤلاء المتقون ــ من المؤمنين والأنبياء ــ لا يخلون من أسوا الأعمال ، ولكن يكفر الله جل وعلا سيئاتهم وأسوأ ما عملوا ويجزيهم بالجنة (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ )
3 ـ بالتالى فإن وصف ( قليلا ) يعنى الناس ، فالأقلية من الناس هى التى ستنجو من النار وتدخل الجنة . كما أن بسبب عدم العصمة ووقوع البشر فى الذنوب فإن وصف ( قليلا ) يعنى أيضا العمل ، فالمؤمنون المتقون لا يطيعون الشيطان إلا قليلا .