مارتن لوثر

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٥ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل انتم تعتقدون العالم الاسلامي یحتاج بمارتین لوتر؟
آحمد صبحي منصور

 مارتن لوثر نجح بتأييد حاكم إقتنع بمشروعه الاصلاحى ، ووقف معه بالسلاح فى ظروف مواتية أوربية وقتها ، وسالت دماء كثيرة حتى تأسس هذا الاصلاح الاحتجاجى البروتستانتى على حساب الكنسة البابوية الكاثولوكية العتيقة العتيدة .

الحال أصعب فى بلاد المحمديين .

 ما يسمى بالعالم الاسلامى لا يحتاج الى مارتن لوثر ، بل يحتاج إصلاحا حقيقيا  تشريعيا يؤسس دولة ديمقراطية تضمن الحرية المطلقة فى الدين والمشاركة السياسية والعدل القضائى والعدل الاجتماعى وحقوق الانسان وكرامته ، وتضع فى اولوياتها إصلاحا حقيقيا للتعليم لأنه تصنيع للإنسان ولأنه أعظم الاستثمار . المُعضلة الكبرى أن إحتكار الوهابية للساحة الدينية الفكرية أسّس جيلا شرسا مختلفا عن الأجيال السابقة ، يواجه جيلا عجوزا متحكما من العسكر وأتباعه قد تعدى الستين من العمر . أى أن هذه القيادات الحاكمة الآن حتى لو انتصرت بقوة السلاح فإن الجيل الشاب الآن الذى تعلم الوهابية هو الذى سيحكم فى المستقبل القريب جدا .   الجيل الذى يحكم الان  يلعب فى سن الستين . وهو الى زوال حتى بدون قتال ، وسيئول الحكم الى جيل الشباب ـ من هم اليوم من الشباب ، والذين يشكلون أغلبية السكان . هذا الجيل تعلم تعليما فاسدا وآمن بدين وهابى فاسد ، وهو يحمل حقدا لانهائيا على تهميش وتعذيب استمر من طفولتهم الى شبابهم ، وسيصحبهم  هذا الحقد فى انتقامهم من المحكومين الذين هللوا للحكام .

يعنى هى مهمة عسيرة تبدأ من فوق بإرادة سياسية مخلصة فى الاصلاح . لو إفترضنا وجودها فستكون مهمتها عسيرة . 

اجمالي القراءات 6141