( أوكازيون) الصلاة !

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٦ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
استاذ أحمد . أنا بدأت أقتنع بمذهب القرآنيين ، أنا كنت علمانى وما ليش فى الدين ، بس قريت لكم وكلامكم دخل دماغى فى العقائد وضد السلفية والوهابية ، مش معقول الناس تؤمن بأن النبى لسه عايش فى قبره مسجون تحت الأرض وبيراجع أعمال الناس ويشفع فيهم ، ومش معقول كل ما واحد يصلى على النبى فالنبى يصحى من قبره يرد عليه السلام. ده كلام هجص زى ما انت بتقول فى الفيديوهات العظيمة بتاعتك عن البخارى . المهم كلامك عاجبنى فى كل ده خضوضا عن القيم الاسلامية فى حرية الدين والتسامح وحقوق الانسان وحقوق المرأة والسلام .لكن يا استاذ أحمد مشكلتى معاك هى الصلاة .ز انت لازم تعقدها بحكاية الخمس صلوات كل يوم .. القرآنيين التانيين سهلوا علينا الموضوع تلات صلوات وكفاية , ومنهم ناس ظراف خلوها صلة بربنا ، صلة طيبة وخلاص ، والمهم ما تئذيش حد . الخمس صلوات دول حاجة صعبة ، بتقول الاسلام فيه تخفيف ، طيب لا مؤاخذه ليه ما يكونش تخفيف فى الصلاة زى اوكازيون يعنى .. وتبقى تلاتة او اتنين أو شوية تسبيح . انا بأتكلم جد .. وبعدين شفت الطوابير اللى بتصلى فى المصالح الحكومية ويعطلوا مصالح الناس شفت السنيين بتوع زبيبة الصلاة ؟ طيب ازاى أصلى الظهر وبعدين العصر وبعدين المغرب والعشاء والفجر ، وإقلع الجزمة والشراب وتوضا .زوافرض أنا كنت فى الاتوبيس ولا فى الشغل .. موضوع صعب .ز يا استاذ أحمد ريحنا وخليها صلة بربنا وخلاص . آسف ان انا بأكلمك بطريقتى بس أنا قلبى أبيض وبأحبك فعلا .
آحمد صبحي منصور

شكرا ابنى العزيز ، وأقول :

1 ـ نحن لسنا مذهبا , نحن تيار فكرى اصلاحى لا يفرض رأيه على أحد . وكررنا هذا حتى مللنا من التكرار .

2 ـ نحن نتمسك بأن الصلاة خمس فرائض يومية بالخشوع وبالتقوى بين الصلوات واعتبار الصلاة والعبادات وسائل للتقوى ــ هذا ديننا الذى لا نفرضه على أحد . نحن ندعو فقط اليه ، ولكل إنسان حريته فى التعامل مع الخالق جل وعلا ، وهو مسئول عن هذه الحرية . ونحن لا نتدخل فى علاقتك بالرخمن سواء صليت له جل وعلا خمس صلوات او ثلاث ، أو لم تصل . ونحن لا يهمنا لو صدقت ما ندعو اليه أو رفضته . نحن مسئولون عما نقول وعما نفعل ، وكذلك أنت وكل انسان . ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعلى نفسه . كل ما نرجوه أن نُزحزح عن النار وندخل الجنة .

3 ـ لا يعنينا بشىء ما يفعله المنافقون والمراءون والمتطرفون والسلفيون والارهابيون ــ أصحاب الزبيبة فى الوجه والكفر فى القلب .

4 ــ أنت شاب ، وواضح انك لم تجرب مُتعة الصلاة والراحة النفسية التى يشعر بها المؤمن وهو يصلى يخاطب ربه . فقط أرجو أن تفكر فى مقارنة : أنت فى عملك الذى ترتزق منه ، تحرص عليه وعلى مواعيده وعلى أدائه على أحسن وجه ، وتقضى فيه 8 ساعات يوميا على الأقل . كل ذلك حرصا على مرتب . فماذا عن صلوات خمس موزعة على اليوم ، لك الحرية فى أدائها خلال ساعات النهار ، ولك تسهيلات فى التيمم وأن تصلى مترجلا ، أو وانت فى السيارة او فى الطائرة .. بل تصلى بلسانك وفلبك وانت مريض فى السرير ، وبالتيمم : مسح الوجه واليدين بأى شىء نظيف .. تسهيلات فى فرائض لا تستغرق نصف ساعة فى اليوم موزعة على يقظتك اليومية .. ما العسير فى هذا ؟ هل تستكثر على خالقك ورازقك جل وعلا  هذه الدقائق الثلاثين الموزعة على مدار اليوم ؟ ثم إن هذه الصلاة هى الصلة المنتظمة بربك جل وعلا ، وهى التى تطهر القلب وتسمو بالأخلاق وتنظم الوقت وتنظف مظهر الانسان .

أرجو أن تراجع نفسك .. هدانا الله جل وعلا وإياك .

اجمالي القراءات 8691