وثيقة زائفة

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢١ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
نشرت جريدة شارل ايوب بموقعها الالكتروني وثيقة نادرة لنص عهدة محمد ابن عبدالله الى المسيحيين وهذا رابط المقال http://www.charlesayoub.com/more/785065 السؤال عن مدى صحة هذه الوثيقة وهل هنا عهدة في الاصل وان كان كذلك فما فائدة العهدة العمرية لمشيحي الشام الم يكن الاحرى به ان يلتزم بعهدة الرسول مع تحياتي الخالصة لاستاذي الدكتور اجمد صبحي منصور وكافة المشرفين على الموقع -------------------------------------------------- http://www.charlesayoub.com/more/785065
آحمد صبحي منصور

1 ـ الوثيقة تقول :

بسم الله الرحمن الرحيم 
هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين بشيراً ونذيراً ومؤتمناً على وديعة الله فى خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها، قريبها وبعيدها، فصيحها وعجميها، معروفها ومجهولها، كتاباً جعله لهم عهداً فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثاً، ولميثاقه ناقضاً، وبدينه مستهزئاً، وللّعنة مستوجباً سلطاناً كان أو غيره من المسلمين المؤمنين:
- لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزيةً ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه
- ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا
- ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد

وكتب علي بن ابى طالب هذا العهد بخطه فى مسجد النبى وشهد بهذا العهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*صورة الوثيقة من موقع دير سانت كاترين

 

2 ـ وأنا أقول : إنها وثيقة مزورة ، وليس لها أى صلة بالنبى محمد عليه السلام .

ولقد قرأتها فى أوائل الثمانينيات حين كنت فى رحلة الى شيناء مع طلبة كلية اللغة العربية قسم التاريخ .

وزرنا دير سانت كاترين ، وأعتقد أن من كتب هذه الوثيقة كان يريد كف الأذى والاضطهاد عن النصارى . ليس المجال متسعا لتبيين الزيف فى الوثيقة ، ولكن نقول سريعا أنها من حيث الشكل فقد رسموا فيها ليدين ( أى يدى النبى ) ، لتشير الى توقيعه ، ولم يكن هذا معروفا يومئذ . كما أن مصطلح ( الذمة ) و( أهل الذمة ) لم يكن معروفا إلا مع العصر الأموى . ومصطلح الذمة فى القرآن ليس مقصودا به أبدا أهل الكتاب . كما أن هذه  الوثيقة تتكلم فقط عن النصارى وتنسى بقية أهل الكتاب من بنى اسرائيل ( الذين هادوا ) و ( اليهود ) .

3 ـ ليس هناك داع لهذا التزييف لأن رب العزة جل وعلا حرّم الإكراه فى الدين وأوجب حصانة وحماية بيوت العبادة للجميع . وقد شرحنا هذا كثيرا .

اجمالي القراءات 7123