آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ١٤ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الله جل وعلا يصف صنفين من الدعاة فى كل مجتمع يوجد فيه ناس ، نوع محترف يصطنع التقوى والصلاح يعظ الناس ولا يتصور أن يعظه أحد ، وهو دائما فصيح اللسان يعجب الناس بقوله ويشتهر بين العوام ويستخدمه الحكام فى السيطرة على العوام ، وهو شديد الخصومة لمن يواجهه بالحق ، وإذا قيل له أتق الله أخذته العزة بالاثم . هذا الصنف هو أساس الفساد . ولو كان لهذا الصنف نفوذ فى أى مجتمع أسرعوا به الى الفساد . وهذا هو حال المجتمعات التى تنتسب زورا الى الاسلام بعد أن سيطر عليها الدين الوهابى . إنهزمت الايدلوجية الناصرية الاشتراكية العروبية وحلت محلها الايدلوجية السلفية الوهابية ، وبعد أن تسيدوا على الناس بالتحكم فى الاعلام والتعليم والمساجد ووصلوا للنفوذ السياسى إنقسموا فيما بينهم يقتتلون ، الاخوان وهابيون وكذلك القاعدة وشتى التنظيمات الأخرى ، وهم ضد السعودية معقل الوهابية ، وهم بعد أن دمروا العراق وسوريا يتقاتلون فيما بينهم ، ويقتلون الناس الابرياء . وبسببهم تندلع المذابح وتنتشر ، وليس هناك فساد أفظع من هذا . وكل هذا بسبب الدعاة فصيحى اللسان . ولقد أُتيحت لهم الفرصة فسعوا فى الأرض فسادا ، يهلكون الحرث والنسل ، والله جل وعلا لا يحب الفساد كما قال جل وعلا .
الصنف الآخر من الدعاة هو المؤمن الذى يتصدى لقول الحق لا تأخذه فى الحق لومة لائم ، لأنه باع نفسه لله جل وعلا يبتغى مرضاة الله وحده . والله جل وعلا رءوف بالعباد لأنه بوجود هذا الصنف من دعاة الحق يتم حصر وفضح الفساد ، يقول جل وعلا : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ) الحج ).