البقرة 204 : 206

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٤ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما هو المراد بقول الله سبحانه وتعالى : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة ). نفهم أن قول الله جل وعلا ( ومن الناس ) يعنى أنه يوجد فى أى شعب هذا بين الناس . فهل يوجد فى عصرنا هاذان الصنفان من الناس ؟ ومن هم ؟
آحمد صبحي منصور

الله جل وعلا يصف صنفين من الدعاة  فى كل مجتمع يوجد فيه ناس ، نوع محترف يصطنع التقوى والصلاح يعظ الناس ولا يتصور أن يعظه أحد ، وهو دائما فصيح اللسان يعجب الناس بقوله ويشتهر بين العوام  ويستخدمه الحكام فى السيطرة على العوام  ، وهو شديد الخصومة لمن يواجهه بالحق ، وإذا قيل له أتق الله أخذته العزة بالاثم . هذا الصنف هو أساس الفساد . ولو كان لهذا الصنف نفوذ فى أى مجتمع أسرعوا به الى الفساد . وهذا هو حال المجتمعات التى تنتسب زورا الى الاسلام بعد أن سيطر عليها الدين الوهابى . إنهزمت الايدلوجية الناصرية الاشتراكية العروبية وحلت محلها الايدلوجية السلفية الوهابية ، وبعد أن تسيدوا على الناس بالتحكم فى الاعلام والتعليم والمساجد ووصلوا للنفوذ السياسى إنقسموا فيما بينهم يقتتلون ، الاخوان وهابيون وكذلك القاعدة وشتى التنظيمات الأخرى ، وهم ضد السعودية معقل الوهابية ، وهم بعد أن دمروا العراق وسوريا يتقاتلون  فيما بينهم ، ويقتلون الناس الابرياء . وبسببهم تندلع المذابح وتنتشر  ، وليس هناك فساد أفظع من هذا . وكل هذا بسبب الدعاة فصيحى  اللسان . ولقد أُتيحت لهم الفرصة فسعوا فى الأرض فسادا ، يهلكون الحرث والنسل ، والله جل وعلا لا يحب الفساد كما قال جل وعلا . 

الصنف الآخر من الدعاة هو المؤمن الذى يتصدى لقول الحق لا تأخذه فى الحق لومة لائم ، لأنه باع نفسه لله جل وعلا يبتغى مرضاة الله وحده . والله جل وعلا رءوف بالعباد لأنه بوجود هذا الصنف من دعاة الحق يتم حصر وفضح الفساد ، يقول جل وعلا : (  وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)  ) الحج ).

اجمالي القراءات 7067