نبى فى الاسكيمو

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٢ - ديسمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لماذا لم يرسل الله انبياء سوى في الشرق الأوسط .. لماذا لم يرسل حتى نبي واحد في جنوب امريكا او اواسط افريقيا او في استراليا او حتى الصين او الهند ؟
آحمد صبحي منصور

يقول جل وعلا (  وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (165) النساء ) . لا نعرف كل الرسل والأنبياء ، ولكن نعرف أنه فى كل أمة أو مجتمع جاء فيها نذير أو مصلح يدعو للحق سواء كان برسالة سماوية او مهتديا برسالة سماوية . يقول جل وعلا (إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ (24) ( فاطر ). والمجتمع الذى يخلو من رسل وأنبياء ونُذُر بالاصلاح لن يعذبهم رب العزة ، : يقول جل وعلا (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) ) ( الاسراء ).

وهناك حقيقتان واضحتان فى التاريخ الدينى للبشر:

1 ـ مهما بلغ تخلف المجتمع  ، وحتى فى المجتمعات المنعزلة والبدائية قديما وحديثا ترى الناس يؤمنون بوجود الخالق ولديهم معارف عن الملائكة والشياطين والطوفان . أى لديهم بعض العلم بالدين .

2 ، إن البشر مهما بلغ تخلفهم ومهما بلغ تقدمهم الحضارى فإن الأغلبية الساحقة منهم تؤمن بآلهة مع الله . ومعظم هذه الآلهة المزعومة كانت فى الأصل رسلا وأنبياء ، ثم تم تدمير الدين الحق وتحول الى كهنوت ودين أرضى ، وبعد أن كان النبى يدعو الى ( لا إله إلا الله ) يصير النبى فى عقيدة الناس الاها مع الله ، ثم تتسع قائمة الاعتقاد فى البشر لتشمل رجال الكهنوت الدينى المسيطر . حدث هذا بعد نوح وفى تاريخ كل الأنبياء حتى عيسى ومحمد . وقد أثبت د محمد علاء الدين منصور الباحث الراحل فى التراث الفارسى والرئيس السابق لقسم الدراسات الشرقية فى كلية آداب القاهرة أن زرادشت ( الاله المشهور عند الفرس ) هو نفسه (ابراهيم بن آزر ). وهنا يمكن القول بأن ( بوذا ) يحتمل أنه كان نبيا وبعد موته تحول فى عقائد قومه الى اله . وليس هذا مستبعدا لأنه مع وجود القرآن الكريم مع المحمديين محفوظا من لدن الله جل وعلا للهداية فأنهم يعبدون محمدا . وتكلمنا ونتكلم فى ذلك كثيرا . ولا حياة لما تُنادى .. أليس كذلك ؟ 

اجمالي القراءات 14113