1 ـ تصرفات النبى مع المشركين فى أمور الجهاد كانت بالوحى ، وفى تعامله عليه السلام مع اليهود ومشركى قريش نزل وحى قرآنى . ومن منهج القرآن فى القصص التركيز على العبرة دون مراعاة للسرد التاريخى وذكر كل الأحداث واسماء الشخصيات والمكان والزمان . لذا تظل هناك فجوة بين القصص القرآنى وما حدث فعلا فى الواقع .
2 ـ أول كتاب فى السيرة لابن اسحاق أغفل الكثير مما أشار اليه القرآن ، خصوصا فى موضوع فتح مكة ، وهناك حقائق تاريخية عن ثورة مشركى قريش بعد الفتح ونقضهم للعهد ، ولم يذكر ابن اسحاق شيئا سوى بضعة أسطر . وفى فترة الرواية الشفهية للسيرة قبل العصر الغباسى كان الرواة من أبناء المهاجرين القرشيين ومن أبناء الأنصار ، وفى عصر سادت فيه العصبية القبلية والفخر بالأجداد تحرج الرواة من ذكر الروايات التى تسىء لأجدادهم ، لذا تجد فارقا هائلا بين ما ذكره رب العزة عن المنافقين وما هو مكتوب عنهم فى السيرة ، ونفس الحال عن القرشيين .
3 ـ مذكور فى ترجمة ابن اسحاق ـ أول من كتب السيرة ، إنه كان يأخذ عن رواة يهود ، ولذلك اخترع اسطورة قتل أسرى بنى قريظة ، وهناك بحث لنا فى الطريق ينفى هذه الاسطورة .
وبالتالى فمع التسليم بأن مجمل السيرة لا بأس به فى العناوين الكبرى إلا أن هناك تفصيلات هامة جدا سكت عنها القصص القرآنى بسبب منهجه ، وهناك مسكوت عنه فى السيرة وهناك أيضا تزوير تاريخى فى السيرة .
وفى الرد على ذلك كله يجب أن نتذكر أن الله جل وعلا أرسل خاتم المرسلين ليكون رحمة للعالمين ، وأن نتذكر أنه موصوف بالقرآن بالرحمة والرأفة حتى كان ياتيه العتاب واللوم من استغفاره للمنافقين والمشركين ومن حرصه على هدايتهم برغم إيذائهم له .