بحث أيمن اللمع ( لفظ محمد فى القرآن الكريم )

في الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لفظ كلمة "محمد" في القرآن الكريم

في هذا البحث سوف أتطرق قليلاً للإسم محمد ، ومن ثم سأدخل في البحث المطلوب ، وهو لفظ كلمة محمد والنتاقض ( التناقض) في الإعتقاد عند المسلمين بما يخص النبي محمد ( محمداً) ، والآيات الكريمات التي جاء فيها لفظ محمد ، والله تعالى المستعان.
اسم ( إسم) محمد جاء في القرآن الكريم أربع مرات كما وجاء اسم (إسم) أحمد مرة واحدة:{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }[الصف : 6]
أما ذكر اسم (إسم) أحمد فهو ذكر لصفة الحمد ، فالأسم ( فالإسم) في القرآن الكريم يدل على الوصف والصفة الموجودة في صاحب هذا الإسم ، ولاسيما أسماء الله الحسنى ، فمن الخطأ القول بأن تفسير الآية :{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }[مريم : 65] ،هل تعلم من تسمى بأسمائه ، فهنالك الكثير من تسموا بأسماء الله ، ولكن السؤال هنا عن الصفة التي يحملها هذا الإسم.
أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الرعد : 33]
يقول السمين الحلبي ، في عمدة الحفاظ:" ليس المعنى أظهروا أساميها فقولوا : اللات، والعزّى، وهبل، ونحو ذلك، وإنما المعنى أظهروا حقيقة ما يدّعون فيها من الإلهية. (،) وإنكم تَجدون تحقيق ذلك فيها؟ " ويقول في قوله تعالى: تبارك اسم ربّك: " أي يتزايد خيرهُ وإنعامه. (،) والمعنى أنّ البركة والنعمة الفائضة في صفاته..."
وفي العودة لنفس الآية السابقة { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}
نفهم منها أن اسم أحمد أي أن صفته هي كثير الحمد.

أي أن النبي الذي سيأتي من بعدي محمود(كثير الحمد) فهو أحمد في ذاته ومحمد ومحموداً ( محمود) من قبل الآخرين ، وكانت صفته بين الناس قبل البعث الصادق الأمين، وكان هذا حمداً له.

لقد تحول الحمد عند المغالين الى (إلى) التقديس والتعظيم ، حتى أنهم فضلوه عن باقي المرسلين ، متجاهلين جملة التنبيهات في القرآن الكريم ، والتي تحذر من الوقوع بذلك. (،) وجاء لفظ محمد في مواقع جاء التنبيه فيها لعدم التعظيم والمبالغة في حبه وحب من كانوا معه ، لكونهم بشراً ، وفي هذا البحث إن شاء الله سأتطرق لها جميعها محاولاً قدر الإمكان إخراج المعنى القرآني ، وبيان الإنحراف في فهم وتطبيق تلك الآيات عند المسلمين.

1. {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران : 144]

وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل؛(:)

هي جملة موضحة كل الوضوح لبشرية النبي محمد ، و"ما" أداة تنفي كل الفضائل التي زعمها أهل الدين الأرضي وألسقوها ( ألصقوها) للنبي محمد ، وكلمة "إلا" تبضيعة ( تبعيضية) ، (.)

أي أن محمداً رسول كمن سبقه من الرسل لا أفضلية ولافرق.

وفي تفسيرها عند جميع المفسرين لا تجدهم أبداً يتطرقون لهذا المعنى بل كان كل محور حديثهم هو معركة أحد وما دار فيها من فتنة ، فجعلوا تلك المعركة السبب الرئيسي لنزول هذه الآية الكريمة ، فيقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (لما إنهزم من إنهزم من المسلمين يوم أُحُد ، وقُتِل من قتل منهم ، نادى الشيطان : ألا إن محمدًا قد قُتل.(،) ورجع ابن قَمِيئَةَ إلى المشركين فقال لهم : قتلتُ محمدًا.(،) وإنما كان قد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَشَجَّه في رأسه ، فوقع ذلك في قلوب كثير من الناس واعتقدوا أن رسول الله قد قُتل ، وجوزوا عليه ذلك ، كما قد قَصَّ الله عن كثير من الأنبياء ، عليهم السلام ، فحصل وهَن وضعف وتَأخر عن القتال ففي ذلك أنزل الله [عز وجل] (1) على رسوله صلى الله عليه وسلم : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ } أي : له أسْوة بهم في الرسالة وفي جواز القتل عليه).

ولكني أرى فيها كل الوضوح بأن محمداً بشرٌ سيموت ، وأنه كمن سبقه من الرسل ولا يوجد أي تفضيل بينهم ، بغض النظر عن وقت وسبب نزولها.
الجملة الرئيسية هي أن محمداً كباقي الرسل ، ثم يأتي الإستنكار على الإنقلاب على الأعقاب اذا ما مات أو قتل.

والملفت بأن نفس الجملة والمعنى قد نزلت في عيسى ابن مريم:
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المائدة : 75]
وهي أيضاً تؤكد قطعاً على بشرية عيسى المسيح وأمه مريم، فتذكر لنا بأنهما كانا يأكلان الطعام ، وهذا ما كان يحتج به المكذبين ( المكذبون) بالرسل، فهم يريدونهم مميزين ولا يجب أن يكونوا كالبشر، فلا يجوز أن يأكلوا الطعام مثل باقي البشر أو أن يمشوا في الأسواق ،{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً }[الفرقان : 7]
لذلك يخاطب الله البشر بنفس منطقهم ومنهجهم تأكيداً لبشرية من يتكلم عنهم، ولنفي التقديس عنهم، فقال ما كان عيسى إلا كمن سبقه من الرسل ،وهذا هو السبب الحقيقي الذي نزلت من أجله الآية لتنبه من قدسوا وغَلوا في حُبهم لمحمد، وحتى لا نقع في الخطأ الذي وقع فيه من قدسوا عيسى وأمه ،فهي إشارة واضحة وتنبيه للمسلمين لِئلا يعبدوا بشراً، وهذا للأسف ما لم يحصل ،فقد تجاهل المتجاهلون معنى هذه الآيه الكريمة ،محاولين كل المحاولات الضالة والمضلة للتزييف في المعنى ،وتحويل الأنظار عن هذا المعنى .

وهو بيان من الله وتشبيه منه، يذكر لنا مسبقاً بأن مصير محمد في التقديس سيكون كما جرى في عيسى وأمه .
2. {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }[الفتح : 29]
يقول الطبري في تفسيره للآية الكريمة :

(وقوله( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) يقول تعالى ذكره : محمد رسول الله وأتباعه من أصحابه الذين هم معه على دينه ، ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) ، غليظة عليهم قلوبهم ، قليلة بهم رحمتهم( رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) يقول : رقيقة قلوب بعضهم لبعض ، لينة أنفسهم لهم ، هينة عليهم لهم.

كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة( رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) ألقى الله في قلوبهم الرحمة ، بعضهم لبعض( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ) يقول : تراهم ركعا ( ركعاً) أحيانا ( أحياناً) لله في صلاتهم سجدا ( سجداً) أحيانا( أحياناً) ( يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ ) يقول : يلتمسون بركوعهم وسجودهم وشدّتهم على الكفار ورحمة بعضهم بعضا ( بعضاً) ، فضلا ( فضلاً) من الله ، وذلك رحمته إياهم ، بأن يتفضل عليهم ، فيُدخلهم جنته( وَرِضْوَانًا )يقول : وأن يرضى عنهم ربهم).

وهذا الوصف لظاهر أعمال النبي محمد ومن كان معه، من شدة وغلظة على الكفار،وبالمقابل الرحمة واللين فيما بين المسلمين لبعضهم البعض، كما يصف لنا حالهم في عبادتهم وطلبهم لرضوان الله وفضله، وذكر لنا أثر السجود على الوجوه دلالة على السجود الطويل والمداومة علية ( عليه) ، فشبه جملة تلك الخصال بالزرع الذي نبت أحسن نبات فأعجب الزراع وأغاظ الكفار، ثم يأتي وعد الله لمن آمن منهم وعمل صالحاً بالجنة ، فلم يعِد جميع أولئك الذين كانوا مع النبي، والذين قال فيهم بأنهم كانوا أشداء على الكفار وكانوا رحماء فيما بينهم ،ومن شبههم بالزرع الذي أعجب الزراع وأغاظ الكفار، لم يعدهم جميعاً لأن منهم من سينحرف ويبتعد وسيضل، وهذا من علم الغيب عند الله، فقال :{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } ، أي بعبارة أخرى ليس كل من له وسم على وجهه من أثر السجود سيكون من أصحاب الجنة ،و كلمة "منهم" لا تعني الكل ، وهذا ما لم يذهب اليه المفسرون ، بل وجعلوا هذه الآية دليلاً على وضع جميع الصحابة موضعاً مقدساً، بحيث أكدوا بها على أنهم من أهل الجنة لا محالة، فتلاعبوا في عائدة كلمة "منهم" فقال البعض :( وقوله( مِنْهُمْ ) يعني : من الشطء الذي أخرجه الزرع ، وهم الداخلون في الإسلام بعد الزرع الذي وصف ربنا تبارك وتعالى صفته. (،) والهاء والميم في قوله( مِنْهُمْ ) عائد على معنى الشطء لا على لفظه ، ولذلك جمع فقيل : " منهم " ، ولم يقل " منه " . وإنما جمع الشطء لأنه أريد به من يدخل في دين محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى يوم القيامة بعد الجماعة الذين وصف الله صفتهم بقوله( وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ).

3. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد : 2]
نلاحظ قوله سبحانه :الذين آمنوا ثم يؤكد ويقول وآمنوا بما نُزِّل على محمد،
في هذه الآية الكريمة التأكيد على إتباع القرآن، وهو ما أنزل الله على محمد، جاء التأكيد والتشديد في هذه الآية على القرآن الكريم، وليس لها أي علاقة بشخص محمد، أي لم تقل وآمنوا بمحمد لأن الرسالة يكون الدعوة فيها لله ،فلم يأت نبي يطالب الناس بالإيمان بشخصه والدعوة لنفسه، وهذا ما يلاحظه المتدبر المؤمن بآيات القرآن، إلا أن أصحاب الدين الأرضي، عملوا على تحويل وتبديل الدعوى الى شخص النبي ،وقالوا بأن من لم يحب شخص محمد أكثر من أهله وماله ونفسه لم يؤمن!.

يقول الله "الذين آمنوا" أولاً، ثم "عملوا الصالحات"، ثم قال" وآمنوا بما نزل على محمد "،أما كلمة الإيمان الأولى- بإعتقادي- هو إيمان الجانب، من الأمن والأمان والسلم، وهو الجوهر الأساسي للإسلام ،الإسلام السلوكي.

كما هو مبين في أحسن دين لله :
ومَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً [النساء : 125]

فبداية الإيمان يكون بالتسليم لله والسلم والإحسان مع الآخرين،وهذا هو عمل الصالحات، ثم يكون الإتباع العقيدي ،فلا إيمان لمن لا يُؤمن جانبه.

لاحظ وصف مانزل على محمد بأنه "الحق" ،فيقول مؤكداَ على اتباعه وحده وأن ما دونه باطل فيقول في الآيه التي تليها مباشرة:

{ ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }(3)
فلم يستجب المسلمون لأمر الله في إتباعهم للحق الذي نزل على محمد والذي جاءت الآية السابقة تؤكد عليه، بل جعلوا محمداً مشرعاً مع الله، وتركوا ما أنزل الله متمسكين ما وصفه الله بالباطل .

4. {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [الأحزاب : 40]
في هذه الآية الكريمة يخبر الله مسبقاً بأن النبي محمد ( محمداً) لن يكون له أبناء، ومن جاء له فسوف لن يبقوا ليكبروا، طبعاً لهذا الأمر سبب قوي، فكثير من الأنبياء خلفهم من بعدهم أبناء لهم.

إذاً لم التبليغ المسبق لعدم بقاء إبن يرث النبي محمد ( محمداً) من بعده؟
الملاحظ في التاريخ بأن "علي" كان له منزلة خاصة جداً بسبب أنه كان أبن (إبن) عم النبي، وحتى أبناؤه ومن تلاهم حملوا هذا الفخر، والى يومنا هذا لا زال بعضنا يتفاخر بأن هنالك صله له بالنسب للنبي أو أحد ممن يظنون بأنه من أقربائه، كالأولياء الذين لطالما سمعنا بهم، ولو كانت تلك الصلة من نسج خياله هو، فهذه صفة ظاهرة بين العرب ،وهي التفاخر بالأنساب،وكل ذلك ولم يكن للنبي أبناء ،فكيف بهم إذا اتصل النسب بأحد من أبنائه؟
وهو أمر ملاحظ عند فرقة الشيعة بشكل واضح، حيث جعلوا لهم اثنى عشر إماماً عملوا على سلسلتهم إلى علي ،وكان جميعهم- بزعمهم- يحمل لواء الإمامة بالترتيب والذي كانوا قد استلموه من علي بن أبي طالب، والذي بدوره-أي علي- قد استلمه من النبي محمد.
فقد نسي المسلمون ماهو السبب الحقيقي وراء عدم بقاء ذرية للنبي محمد، وأعمتهم عصبية الأنساب والتفاخر بها ، وكأن الله قد اصطفى بني هاشم بالرسالة والإمامة ومن بعدها دخول الجنة، متناسين" أبي لهب " ( أبا لهب) عم النبي محمد.

هذا بحثي المتواضع أضعه تحت عنايتكم من تعليقات وتوجيهات.