إنقطاع الكهرباء فى مصر .. المشكلة والحل

حمدى البصير في الأحد ٢٢ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الإنقطاع المستمر للتيار الكهرباء حاليا ، خاصة فى بعض أوقات لنهار وخلال أيام الصيف الحارة والخانقة ، بل وفى ليالى رمضان ، قد تؤدى إلى الكثير من الوقفات الإحتجاجية وقطع الطرق  وزيادة الإحتقان الشعبى ، ولاسيما إن الشارع السياسى ملتهب بطبيعته ، وهناك مطالب فئوية عديدة تزداد كل يوم ، والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات تتصاعد ، بل إن أهالى قرية بردين بالشرقية قطعوا  طريق الزقاريق – القاهرة  يوم الجمعة الماضى ،عندما علموا بإن موكب الرئيس مرسى سيمر منه ، بعدما يصلى الجمعة فى أحد مساجد الزقازيق ، إحتجاجا على الإنقطاع المتكرر للكهرباء بقريتهم والقرى المجاورة مما إضطر الرئيس إلى أن يسلك طريق أبوحماد – القاهرة عند عودته للقصر الجمهورى ، وهذا مؤشر على إن إستمرار أزمة إنقطاع الكهرباء بلا حل ، فى أيام الصيف وليالى رمضان ، قد تؤدى إلى كارثة، إذاإختلطت الوقفات الإحتجاجية بالمطالب الفئويةوالسياسية ، ويغرق الوطن باكمله فى " الظلام " وتلك مأساة ، خاصة ونحن نبدأ مرحلة جديدة .

قد يكون هناك مؤامرة وراء إنقطاع الكهرباء من أعوان الثورة المضادة ، بعد أن تراجعت قليلا أزمة السولار والبنزين ، ولكن هناك زيادة غير عادية فى إستهلاك الكهرباء هذا الصيف ، بلغت حوالى 15 % ، والإستهلاك مرشح للزيادة ، ولاسيما بعد أن وصلت درجة الحرارة فى أيام رمضان إلى أكثر من 40 درجة مئوية ، فى ظل الإقبال الهائل على شراء وتشغيل أجهزة التكييف ، وفى نفس الوقت زيادة الأحمال فى ليالى رمضان بسبب السهر أمام شاشات التلفزيون لمتابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية التى لاتحصى ، وأيضا وجود زينات رمضانية فى معظم الشوارع والحارات بالمناطق الشعبية ، والتى تتوسطها الفوانيس الكبيرة والمضاء بالكهرباء طوال الليل وحتى مطلع الفجر ، بالإضافة إلى سرقة الكابلات والمحولات الكهربائية بشكل متكرر ، فى الوقت الذى قلت فيه كفاءة محطات الكهرباء بسبب النقص فى السولار ، وتراجع أعمال الصيانة .

الأرقام والإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الكهرباء تؤكد إن أقصى حمل للكهرباء كان فى مثل هذا الوقت من صيف العام الماضى كان 24.5 الف ميجاوات ، ووصل فى الصيف الحالى إلى حوالى 27 ألف ميجاوت ، بنسبة زيادة بلغت 15% عن العام الماضى ، وكان من المفترض أن تزداد الطاقة الكهربائية حوالى 2.5 ألف ميجاوات هذا العام بعد تشغيل ثلاثة محطات كهربائية ، ولكن لم يضاف سوى 600 ميجاوت فقط بعد تشغيل محطة كهرباء 6 أكتوبر فى مايو الماضى ، ولم يتم العمل فى محطة كهرباء أبى قير بالأسكندرية بسبب حصار الأهالى لها الذين يرغبون فى تعيين أبنائهم بتلك المحطة ، كما أن نقل الطاقة الكهربائية من محطة كهرباء غرب دمياط إلى الشبكة العامة متوقف أيضا بسبب رفض الإهالى هناك إقامة 65 برجا معدنيا على أراضيهم إلا بعد أن تدفع وزارة الكهرباء 25 مليون جنيه تعويضات لهم ، رغم إن التعويض عن البرج الواحد لم يكن يتعدى 10 ألاف جنيه قبل ثورة يناير .

وبسبب أزمة السولار المستمرة لم تعد محطات الكهرباء تعمل بكامل طاقتها ، ولعدم وجود اماكن باقية صالحة لإقامة محطات مائية على نهر النيل ، لم يعد امامنا سوى إستخدام المحطات النووية فى توليد الكهرباء ، والإعتماد بشكل أساسى على تطوير المحطات التى تعمل بالغاز ، والطاقة المتجددة ، لإن الإستهلاك الكهربائى فى مصر أصبح يتزايد بشكل جنونى ويكفى أن نعرف أن هناك حوالى 5 ألاف تكييف يتم تركيبها فى مصر يوميا ، وهناك حوالى 7ملايين جهاز تكييف فى مصر ، بعد ان كان عدد تلك الأجهزة لايتعدى 7 ألاف تكييفا فى عام 2006

لابد من الترشيد السعرى للكهرباء ، من أجل ترشيد الإستهلاك ، فتكون أول 300 كيلو وات مستهلكة مدعمة وتحاسب بسعر 12.5 قرشا للكيلو ، وهى الشريحة المطبقة حاليا ، ومايتم إستهلاكه بعد ذلك يحاسب ب35 قرشا للكيلو وات ، وإذا زاد الإستهلاك عن 500 كيلووات يحاسب ب50 قرشا للكيلو ، وإذا وصل الإستهلاك إلى مابعد ألف كيلو يحاسب بفئة جنيه واحد لكل كيلو وات .

أنا لا أطالب بزيادة أسعار الكهرباء أو رفع الدعم عنها ، ولكننى أطالب بترشيد الإستهلاك عن طريق تطبيق تلك الشرائح السعرية المتدرجة ، فلا يعقل أن يتحمل المواطن " الغلبان " إنقطاع الكهرباء عدة مرات فى اليوم ، ويختنق من الحر ويغرق فى الظلام ، وتفسد الاطعمة فى ثلاجته ، وهناك عشرة تكييفات تعمل ليل نهار فى إحدى الشقق ، بل إن بعض الفيلات الفاخرة فى منتجع شرم الشيخ ، صممت كى يعمل بها 25 تكييفا ، وبالتالى هل من العدل أن يدفع هؤلاء فاتورة الكهرباء على حساب 12.5 قرشا للكيلو ، ولايجد فقراء كوب ماء مثلج أو إضاءة كافية تنير حياتهم المظلمة دائما ؟

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 53555