هل نصحو على بلد آخر؟

خالد منتصر في الخميس ٢١ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

بلغة الطب من الممكن أن تحتمل مصر حقن بوتوكس أو فيلر للتجميل، لكنها لن تستطيع تحمل عملية زرع وجه أو جراحة تغيير هوية!!، لا بد أن تحتفظ مصر بهويتها المدنية، بملامحها الوطنية، هذا ما ينبغى أن يفهمه الدكتور محمد مرسى عندما يجلس على الكرسى، لا نستطيع تخيل أو تحمل أن نستيقظ فنجد بلداً آخر، أو أن نصحو فنجد وطناً لا نعرفه، لن نقبل أن نتحول إلى أهل كهف ونكتفى بأن نفغر أفواهنا مشدوهين ونحن نتعامل بعملة مختلفة ونتنفس هواء مختلفاً ونتكلم لغة مختلفة، تغيير العقل جراحة لن يصل إليها علم الطب ولا دهاء الإخوان!.

تخوفات مشروعة لا بد لها من رسائل اطمئنان، نتخوف من التحكم فى منصب شيخ الأزهر وإمكانية تغيير هويته الوسطية إلى الشكل الوهابى المتطرف، الأزهر كان وما زال حتى الآن رمانة ميزان فى معادلة الهوية المصرية التى كانت تتسم بالسماحة والاعتدال، نتخوف من التحكم فى منصب المفتى واستخدامه لتمرير فتاوى مدمرة للاقتصاد، خانقة للإبداع، قاتلة للحريات، الفقه وجهات نظر ومدارس ومذاهب، وقد صودرت عبر التاريخ مدارس الاستنارة الإسلامية فى الفكر والفقه الإسلامى لصالح مذاهب التزمت والتكفير،  للأسف هناك داخل المؤسسة بعض من سيطر عليهم الفقه الوهابى والتوجه البدوى والتشدد الصحراوى، غسل أدمغتهم وتمكن منهم حتى أصبحوا لوبى داخل هذا الصرح العملاق.

نتخوف من التحكم فى منصب النائب العام وإطلاق الحسبة على رقاب العباد من كل عابر سبيل ضد أى مثقف أو مختلف بتهمة الردة والازدراء!، نتخوف من توزيع بونبونى المناصب وتقسيم الحقائب الوزارية على قبيلة عبده مشتاق الإخوانية! تمهيداً للتغول فى مفاصل الدولة حتى تصاب بالروماتويد والشلل، وتتحول المؤسسات إلى ساحة انتقام وحلبة مصارعة وثأر وتخليص حق!.

نتخوف من الغرق فى الشكليات والطقوس ونسيان الجوهر، وها هو قد بدأ اللعب بالشكليات بمسألة أداء القسم فى التحرير!، وتناسى الناس وتناسى الثوار أن قسم عصام شرف فى التحرير لم يمنحه اللمعان والتألق والتفوق، ولم يمنعه من الأداء الردىء المتردى!، نتخوف أن يلى ذلك ويتبعه انشغال بعدم تحية علم ومنع سلام جمهورى وفرض زى معين.. إلى آخر هذه السفاسف، نتخوف من أن يتحول الفنان إلى رقيب موسوس مرتعش يخشى التربص ويخاف المصادرة، فينتج لنا فناً منزوع الدسم.

نتخوف من إعلام طبالى الزفة الذين سيحولون البوصلة بسرعة الضوء من الحزب الوطنى إلى الحزب الإخوانجى، نتخوف من أن يوقع القرارات رئيس الجمهورية بحبر المرشد، نتخوف من ألا يحترم حجم مصر ومكانتها وتقزم إلى مجرد ولاية فى دولة خلافة، أو قطعة شطرنج على رقعة تنظيم دولى!.

أتمنى أن يظل كل ما سبق مجرد تخوفات.

اجمالي القراءات 8514