الشعب المصري هو المستفيد ..تعليقا على .. مقال الأستاذ محمد عبد المجيد

رضا عبد الرحمن على في الجمعة ٢٥ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

الشعب المصري هو المستفيد ..تعليقا على .. مقال الأستاذ محمد عبد المجيد

الاستاذ الفاضل / محمد عبد المجيد ::كنت أنوى كتابة تعقيب على مقال حضرتك( حوار بين المشير و .. السفيرة الأمريكية ) فتحول التعقيب إلى مقال ..

أولا:

لا أنكر أبدا أن ما تقوله صحيح ومنطقي وقابل للتصديق لأن السياسات العليا في العالم تتدخل في اختيار الرؤساء وفي رسم السياسات العامة في الدول النامية وهذا معروف وواضح جدا ولا جدال فيه ، ولا أنكر أبدا إمكانية تزوير عمليات تدوين الأصوات والأرقام أثناء الإملاء والنقل من لسان إلى لسان ومن شخص إلى شخص وبدت بعض هذه المؤشرات في ظهور أخطاء واضحة في بعض النماذج الخاصة بإعلان النتائج في اللجان الفرعية التي يوزعها كل مستشار وقاض على المندوبين بعد الفرز التي ظهر فيها فارق كبير جدا بين العدد الكلي للأصوات الصحيحة وتجميع عدد الأصوات التي حصل عليها كل المرشحين ، ولا يمكن أن ننكر أبدا مساندة الجميع لشفيق بكل وضوح في أمور كثيرة جدا.

ثانيا ::

 بالنسبة لما قاله الدكتور عثمان : فهو صحيح أيضا فالعملية الانتخابية تمت بنزاهة بنسبة كبيرة فعلا ـ بداية من عملية التصويت وحتى غلق صناديق الاقتراع ، يعني التصويت داخل اللجان كان حرا ونزيها ، والمخالفات التي حدثت كلها خارج اللجان يتساوى فيها جميع المرشحين قد تزداد مخالفات بعض المرشحين في حشد الناس وقد تقل لكن معظم المرشحين كان لهم أنصار كالعادة متواجدون أمام اللجان للدعوة لهم لكن بهدوء نسبي غير مسبوق على سبيل المثال الاخوان في انتخابات البرلمان كانوا يحشدون الناس للتصويت لمرشحيهم بكل ثقة وكل حماس وبشجاعة مرفوعين ارأس واضعين المواطن الذي يدعونه في مأزق التصويت للشريعة أو ضدها أما اليوم فيدعون الناس على استحياء شديد وبهمس في أذنهم بسبب سقوطهم المدوي في البرلمان وفضحهم امام الناس خلال الفترة الماضية  ، هذا ما شاهدته بعيني لكن بالطبع ليس هو كل الحقيقة وكل ما حدث لكن لأول مرة أرى وجهات نظر مختلفة وتوجهات مختلفة أمام لجنة انتخابية وجميعهم يحترم وجود الآخر ولا يمانع في الحديث عن مرشحه أمام المخالفين دون أي تعصب وهذه ظاهرة جديدة وإن كانت قليلة أو نادرة أو حالة فردية

ثالثا ::

الأستاذة الفاضلة : نورا الحسيني  رأيها في محله وهو أمر حقيقي وطبيعي ولا يمكن إطلاقا أن يتم تصوير جميع اللجان وأن يتم الاشراف على كل اللجان بنفس الدرجة ونفس الدقة ونفس المستوى من الاهتمام وهنا يتدخل وعي الناس ودرجة اهتمامهم بالعملية الديمقراطية التي ستحدد مستقبلهم بحيث يشعر كل مواطن أنه رقيب على العملية الانتخابية كلها ، لكن هذه مرحلة متقدمة سيصل إليها الشعب فيما بعد. المقال كاملا على هذا الرابط :: 

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=9705

وبعد كل هذا اسمحوا لي أن أعبر عن وجهة نظري في الأمر قبل إعلان النتيجة بفوز أحد المرشحين فهمها كان فأنا على رأيي وعلى ثقة في الشعب المصري مهما طال الوقت.

كما قلت أنا أوافق الجميع في كل ما سبق من كلام ، ولكن قناعتي الشخصية تقول لي أن الشعب المصري هو المستفيد من كل ما يحدث وكل يوم يتعلم الجديد رغم ظلامية المشهد ورغم كل ما فيه من تشاؤم عند البعض وما فيه من خداع ، ورغم عدم ثقتي الكاملة في نزاهة المشهد وإيماني باحتمالية أن يكون كل ما حدث ويحدث هو مسلسل ومسرحية هزلية صنعت خصيصا لتشتيت الناس المشتتين أصلا وتضييع تركيزهم وحماسهم وإجهاد وإجهاد طاقتهم الثورية لدرجة النسيان ، وإيهامهم بأن مصر دخلت عالم الديمقراطية من أوسع الأبواب عن طريق المناظرات للمرشحين وعن طريق تأمين اللجان والاهتمام بالناخبين وتصوير الاعلام للعملية الانتخابية على أنها انتصار للشعب المصري كل هذا غير مستبعد إطلاقا لكن أنا على يقين كامل لو كان كل هذا صحيح ومقصود ومُعَد مسبقا لخداع المصريين وإيهامهم بأنهم انتصروا حتى يتم تفريغ ما بداخلهم من شحنات وطاقات ثورية ، أكرر كل هذا يصب في مصلحة الشعب المصري في النهاية كيف هذا:

وجهة نظر بسيطة وقراءة قريبة جدا من الواقع المعاش الآن في مصرأتمنى أن تكون صحيحة

بالفعل لقد هبط مؤشر تأييد الاخوان والسلفيين بعد البرلمان والشورى وبعد تصريحاتهم المخيفة عن المستقبل وكيفية إدارة البلاد وبحثهم عن السلطة وعن مصالحهم للتحكم في العباد وتجاهل الفقر والجهل والمرض والفساد

من وجهة نظريفالمراهنة الحقيقية هي على تنامى الوعي عند المصريين ، وأظن أن الشعب المصري هو المستفيد من كل ما يحدث رغم كل العواقب والمساوئ والعقبات التي تقف في طريق الثورة وطريق التحول الديمقراطي ، أعتقد أن الشعب المصري اليوم وكل يوم يثبت للجميع أنه فعلا تخلص من خوفه وقهره وخرج من القُـمـقـم وانتفض فزعا فأفزع الجميع مهما كانوا يملكون قوة مالية أو عسكرية ، أعتقد أن جميع الفلول ومن يسكنون طره وكل من يملكون القوة والمال والسلطة في مصر وكل من يتحكمون ــ (بالمال أو السلطة أو الدين) ــ في المشهد السياسي في مصر يهابون الشعب المصري ويخافونه وأصبحوا يضعونه في الحسبان ، أقول هذا الكلام حتى لو كان كل ما يحدث هو مسلسل هابط وخادع للمصريين حتى لو كان كذلك فأصر أن الشعب المصري مستفيد أيضا لأنه أجبر هؤلاء العتاه المستبدين المتسلطين أن يستجيبوا لمطالب الشعب وينفذوا هذه الانتخابات بهذا الشكل الذي لم يحدث منذ تاريخ مصر العتيق

وهذا الحدث وإقبال الشعب على صناديق الاقتراع يعتبر مؤشرا خطيرا يخيف الجميع مهما كان قويا ومهما كان مدعما بالعسكر والفلول أو الدين ، أو مدعما من الخارج بقوى خارجية عربية أو أجنبيه ، الجميع اليوم يعرف تماما ويقدر قوة الشعب المصري ، وبكل وضوح لا يمكن لأي مسئول مصري في المستقبل (برلماني او وزير أو رئيس وزراء أو حتى أحد المرشحين للرئاسة) سيصل إلى ربع سطوة مبارك واستبداده ولذلك فالشعب الذي نجح في إزاحة مبارك بصعوبة فهو شعب قادر على إزالة وإبادة أي رئيس أو نظام حاكم مهما كان قويا

لذلك أكرر رغم كل هذا وكل ما يحدث المواطن المصري هو المستفيد لأنه بدأ يتدرب على الحرية والديمقراطية كل عدة أشهر ، وبدأ يعرف قيمته وقيمة صوته وقيمة التصويت لـ س او ص وهذا التدريب وهذه الممارسة الحقيقية والمشاركة في العمل السياسي ستجعل المواطن يتمسك بها ويناضل من أجلها رغم أن الشعب لم يحصد أو يجنى أي مكاسب منذ اندلاع الثورة في 25 يناير 2011م ، لكن رغم هذا فالشعب مُصر على اكمال ثورته.

وأعتقد أن الشعب سينجح في الاختبار مهما طال الوقت ، وحتى لو فشل هذه المرة فليس من الصعب أن ينجح في المرات القادمة لكن بشرط أن يحفظ الله مصر وشعبها من خطط ومؤامرات التيارات الدينية وعدم تفاقم الوضع بين العسكر والتيارات الدينية ودخول مصر في نفق مظلم لا نعلم نهايته ولا عواقبه / مصر ستنجح وستتغير وما يفشل الشعب في تحقيقه وتغييره اليوم سينجح في تحقيقه وتغييره غدا في المستقبل القريب لكن أكرر بشرط أن يلتزم الاخوان والسلفيون ويتقوا الله في هذا الوطن ويتخلصوا من آفة التفكير في مصالحهم الشخصية ويفكروا في مصلحة هذا الوطن وأهله الفقراء.

أخيرا:

ماذا لو أصرّ المصريون على التعلم والاستفادة من أخطائهم .؟ ولو ببطيء شديد ، وماذا لو أصرّ المصريون على إكمال الثورة وإكمال عملية التحول الديمقراطي في مصر .؟ ، مع الأخذ في الاعتبار التدخل الأمريكي في المشهد لاختيار الرئيس المقبل ، فهذا مأزق كبير يستدعي من الأمريكان إيقاف عملية التحول الديمقراطي في مصر بأي شكل وسيتعاون معهم كل من يفكر في مصلحته فقط وكل من يبحث عن السلطة فقط وكل من ارتكب جرائم في حق هذا الوطن وحق هذا الشعب ويحتاج لمن يحميه من الحساب والعقاب في حالة نجاح المصريون في بناء دولة ديمقراطية حقيقية أو دولة القانون ، وهذا هو السناريو المرعب الذي قد يتسبب في نسف كل الأحلام المصرية ودخول مصر في قائمة أفغانستان والصومال والعراق ، ولذلك فمن الحكمة ومن الفطنة  السياسية إذا رأيتم الشعب المصري تعلم واستفاد من الدرس جيدا وناضل وأصرّ على إكمال ثورته وبناء دولته  فعلى الجميع مساندته ومساعدته حرصا على هذا الوطن ، وأكررها الشعب يتغير ببطيء ويتعلم ببطيء وحسب علمي لم يحدث في أي دولة من قبل انتخابات أربع مرات في أقل من عام ونصف ومع ذلك يذهب المواطنون للتصويت بنسب معقولة دون ملل أو كلل ، وهذا أكبر دليل على إصرار بعض المصريين ــ وإن كانوا قلة الآن ــ على إكمال مسيرة التغيير والإصلاح.

ولابد أن نضع في الاعتبار أن هذا الشعب الذي يناضل ويكافح معظمه يعيش في فقر وجهل ومرض وأزمات مستمرة لخنقه ، ويحيط به المستغلون والكاذبون المنافقون الذين  يبحثون عن مصالحهم ، ورغم كل هذا يقاوم البعض  و يقع البعض فريسة ، ولابد أن نفهم جيدا أن الثورة المصرية ليست مجرد ثورة على نظام مبارك الفاسد ، ولكنها ثورة على التحكم والتدخل الأمريكي في الشئون المصرية ، وكذلك ثورة على التدخل السعودي الوهابي في طمس وتشويه الهوية المصرية ، ولهذا أرى أن الثورة المصرية صعبة وتسير ببطيء شديد وهذا ما يجعل الشعب يتعلم ويستفيد بنفس البطيء ، ولكن من وجهة نظري نقطة الانطلاق لهذه الثورة هي حين يعرف معظم المصريين أن الثورة المصرية يجب ان تنتقل  من طور إسقاط النظام الفاسد الحاكم داخل مصر إلى طور أعمق وأكبر وهو الثورة على هيمنة أمريكا سياسيا على مصر ، والثورة على هيمنة الفكر الوهابي على المصريين وكلاهما حليف للآخر عندها فقط سيتقدم المصريون بخطى سريعة إلى الأمام.

قد أكون حالما .. وقد أكون على صواب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 9307