الإغتيال المعنوى لمرشحى الرئاسة

حمدى البصير في الثلاثاء ٢٢ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مع إقتراب موعد إجراء الإنتخابات الرئاسية ، التى ستبدأ غداالأربعاء ، وبسبب الدعاية المكثفة والمكلفة جدا لمعظم المرشحين " الرئيسيين " ، تزايدت حملات تشويه وتجريح المرشحين ، والتى يقوم بها فى الغالب منظمى الحملات الإنتخابية " المحترفين " ، وبعض المناصرين ، وذلك من أجل تشويه صورة مرشح رئاسى ، والنيل من سمعته وكرامته وتاريخه ، أمام مؤيده ، وذلك من أجل حث الناخبين على الإنصراف عنه ، وإختيار مرشح أخر وقت التصويت فى الإنتخابات الرئاسية .

والملاحظ قبل أيام قليلة من الإنتخابات ، أن حملات التشويه والضرب تحت الحزام ، والإغتيال المعنوى لمعظم المرشحين " المعروفين " قد تزايد بدرجة أكبر من الدعاية النظيفة للمرشحين ، أى أننى سمعت شائعات ، ونبش فى ماضى بعض المرشحين ، وإصطياد أخطاء لهم وتقليل من شأنهم ، أكثر من سماعى ومشاهدتى وقراءتى لبرامج المرشحين ، ورؤيتهم للمستقبل ، والحلول التى يمتلكونها لفك طلاسم المشكلات المصرية المزمنة ، فى النواحى الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، ولعب الفضاء الإلكترونى ، من خلال " الفيس بوك " دورا كبيرا فى توصيل الشائعات والإتهامات وعبارات التجريح والتقليل من شأن المرشحين وهدم صورتهم أمام مؤيديهم ومناصريهم .

وبالطبع تصل المعلومة المغلوطة أحيانا ، أو الشائعة المغرضة ، عن هذا المرشح أو ذاك ، فى ثوانى معدودة إلى معظم الناخبين ، من خلال مواقع التواصل الإجتماعى على شبكة الإنترنيت ، وتبدأ ردود الأفعال السريعة والعنيفة ، من المؤيدين والمعارضين من خلال جمل تكتب على الفيس بوك ، بعضها يحتوى على شتائم وألفاظ خارجة ، وبعضها الأخر يضع كاتبها تحت طائلة قانون العقوبات ، وتتحول مواقع التواصل الإجتماعى طوال اليوم إلى ساحات " للردح السياسى " والتراشق بأقبح الألفاظ أحيانا ، وذلك من أجل الدفاع أو الهجوم على المرشحين ، بل وتنتقل هذه المعركة الكلامية ، إلى بعض الفضائيات ، والمواقع الإلكترونية ، بل هناك صحف فقدت حياديتها وإستقلالها ، وأصبحت بوقا لبعض المرشحين من خلال مادة صحفية مدفوعة أحيانا ، وتبارت تلك الصحف فى تشويه صورة مرشح ما لصالح مرشح أخر ، من أجل كسب الأموال وجنى المصالح والتربيطات المستقبلية مع المرشح ، إذا فاز فى إنتخابات رئاسة  الجمهورية .

ولم يسلم أحد من المرشحين من نيران الدعاية المضادة أو الشائعات أوالتجريح وتشويه السمعة ، من أنصار المرشحين الأخرين ، فمثلا أتهم المرشح الدكتور سليم العوا إنه من عائلة سورية ومناصر للتشيع وكاره للأقباط ، أما الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح ، فهو مؤيد للتطبيع مع إسرائيل ويتلقى أموالا من قطر ، ويغازل كل التيارات السياسية بحجة التوافق ، من أجل الحصول على أصواتهم فى الإنتخابات ، وأنه مازال إخوانيا ، بل كان مناصرا للتيارات الإسلامية المتطرفة .

أما المرشح الرئاسى عمرو موسى فهو متكبر ومتغطرس ، ومازال يفكر بعقلية النظام السابق ، فى إقصاء وتهميش المعارضين ، والتنكيل بهم إذا فاز بالإنتخابات ، كما أنه يعانى من أمراض الشيخوخة ، ومشاكل صحية كثيرة نتيجة لكبر سنه .

 وأيضا " الفريق " أحمد شفيق ، أو زعيم " الفلول " ، فهو إمتداد لنظام مبارك الذى سيسعى بعد فوزه بالرئاسة ، إلى كتابة شهادة وفاة ثورة يناير ، وسيخرج كل رموز النظام السابق الفاسدين من السجون ، خاصة أنه شريك غبر مباشر فى موقعة الجمل ، بل وطالته أيضا بعض قضايا الفساد .

أما حمدين صباحى فهو يسعى إلى إعادة تطبيق النظام السياسى الناصرى الجديد ، ويسعى أيضا إلى عودة القطاع العام ، والتاميم ، ونحن فى عصر الليبراليبن والإسلاميين ، وبالطبع فإن الدكتور محمد مرسى يسعى إلى الأخر إلى تكريس سيطرة الإخوان على كل مقاليد الأمور فى مصر ، وتحقيق سياسة " التكويش " عمليا ، من خلال مشروع النهضة .

وهناك من يصف مرشح  جماعةالإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى بالمرشح الإحتياطى أو" الإستبن " لأنه كان المرشح البديل للمهندس خيرت الشاطر الذى تم إستبعاده لسابق الحكم عليه فى قضية سياسية ولم يرد له أعتباره .

أما باقى المرشحين ومنهم خالد على  والمستشار هشام البسطويسى ، فهم قليلو الخبرة السياسية  والإقتصادية ، ولم تلصق بهم حملات التشويه ، ربما لأنهم غبر معروفين ، أو لم يقوموا بالدعاية الإنتخابية الكافية ، بل ويطلق على هؤلاء المرشحين المغمورين أو المجهولين

نعم نحن نجرى إنتخابات رئاسية حقيقية للمرة الأولى فى تاريخنا السياسى ، ولكن لايجب أن نشوه صورة معظم المرشحين ، ونغتالهم معنويا ، لإن من بين المرشحين الثلاثة عشر سيكون هناك رئيسا لمصر ، فلا يصح إطلاقا أن نشوه سمعته مسبقا  ، لأنه سيتولى رئاسة أكبر دولة فى المنطقة ، وأخشى أن تؤدى الدعاية القذرة ضد المرشحين ، إلى إنصراف الناخبين عنهم جميعا ن أو المطالبة بمجلس رئاسى ، حتى يظهر مرشح رئاسى مناسب ، أو عدم تقبل نتيجة الإنتخابات بعد إجرائها ، إعتراضا على الرئيس المنتخب ، ويكون الحل إستيراد مرشاحا من الخارج ، تتوافر فيه كل الصفات والمعايير والقياسات ، ويظل المجلس العسكرى فى السلطة حتى نتفق على المرشح التوافقى المستورد ! .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 8775