لماذا يختار الإنسان لنفسه أن تمرض؟
الانتقاب كعرض لمرض نفسي

نجلاء محمد في السبت ٢١ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

محاولة لتدبر الآيايات الكريمات التي تناولت المرض ( القلبي )النفسي .

فالآية التي تحدثت عن المرض النفسي أو القلبي : يقول تعالى :{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة10..

هذا أهم ما يمكن أن يعرف به المرض النفسي من خلال الهدي القرآني والنور الرباني في كلماته في القرآن الكريم .. ونرجع لتدبر الآية الكريمة بعد التعرف والوقوف على تعريف المرض النفسي من الناحية العلمية  مما جاء عن لسان علماء النفس والطب النفسي. :

 فالصحة النفسية:

هى القدرة على التطور والمرض النفسي هو .. عدم التطور بما يتانسب  مع مرحلة النمو

الصحة النفسية هى : توافق أحوال النفس الثلاث  وهى حالة الأبوة وحالة الطفولة وحالة الرشد.

الصحة النفسية هى القدرة على الحب والعمل (أي حب الفرد لنفسه وللآخرين  على أن يعمل عملا بناءاً يستمد منه البقاء لنفسه وللآخرين. والمرض النفسي هو : كراهية النفس والآخرين) والعجز عن الانجاز والركود والرغبة في الوصول إلى الموت.

وعندما ننتاول موضوع الانتقاب بالتحليل النفسي لشخصية المنتقب فإننا نرى أن الانتقاب سواء كان من الأنثى وهو الأكثر شيوعاً أو الرجل وهو الأقل شيوعاً  .. إنما يخفي وراءه ظواهر نفسية مرضية يمكن ملاحظتها بعد التأني وإمعان النظر في سلوك وشخصية المنتقب( أنثى كانت أم رجل) .

وعندما عبرت  الآية الكريمة عن المرض النفسي بمصطلحات القرآن (المرض القلبي) نجد أن الآية قد اختارت أسلوباً فريداً في التعبير عن المرض القلبي الذي يصيب المشرك أو الكافر أو المنافق .. يقول تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ{7} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ{8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ{9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ{13}

فكما أن الكفر اختيار والايمان اختيار والمخادعة اختيار .. كذلك فالمرض النفسي (القلبي) اختيار.. ولهذا عبرت الآية الكريمة أن الذين  في قلوبهم (أنفسهم) مرض قد اختاروه عن محض ارادة ..

وما أقبح الكفر أو الشرك  أو النفاق أو مخادعة الله تعالى والمؤمنين ما أقبح كل ذلك من مرض نفسي قلبي ..

ولهذا فالله تعالى يزيدهم مرضاً إلى المرض الذي اختاروه.. وبذا قد عبرت الآية بقوله تعالى (فزادهم الله مرضاً) ..!

فمن يزايد على شرع الله تعالى ويحرم ما أحل الله تعالى فهو من المنافقين والمخادعين لله تعالى وللمؤمنين ومن قبل ذلك لنفسه والله تعالى قد أباح لجميع البشر إظهار الوجه رجالا ونساءاً للتعارف .. والتعاون على البر والتقوى.. كما ورد في سورة الحجرات يقول تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات13

 ولن يتم التعارف بين الشعوب والقبائل وهى مكونة من الذكر والانثى الرجل والشاب والفتاة والمرأة .. إلا عن طريق التلاقي وجهاً لوجه وعيناً في عين..  وهذا يتنافى مع الانتقاب أو التلثم..

فهل الذين ينسبون الانتقاب إلى الدين أكثر حرصاً من الله تعالى على هداية البشر ..!!؟ بمعنى أنهم يهيئون الظروف البيئية التي تمنع الرزيلة والاثم  أكثر من آيات القرآن العظيم..!!؟

هل الذين ينسبون الانتقاب إلى الدين .. يرضون للعباد الايمان والله تعالى لايرضاه لهم..!؟  وإذا  كان كشف الوجه  هو الباعث الأوحد على المعصية والرزيلة .. وهما اللذان يؤديان إلى الكفر ..

هل يتهم  رجال الانتقاب والمحرضون عليه  رب العزة جلا وعلا بانه يرضى لعباده الكفر..!؟

أقول تعالى الله تعالى عن ذلك علوا كبيراً ..وكبرت كلمة تخرج من أفواههم تحرم ما أحل الله تعالى .. من يتعد حدود الله تعالى بتحريم الحلال أو تحليل الحرام .. فقد ظلم نفسه.. وظلم الله تعالى وهو أشد انواع الظلم والجُرْم.

 إن الآيات الكريمات التي تناولت شخصية المخادعون من الناس (نساءاً ورجالا) عندما يزعمون الايمان بكتاب الله تعالى وتعاليمه  ونواهيه في القرآن ذلك الكتاب السماوي الذي جاء بكل ما جاء في الكتب السابقة له.. هم يزعمون الايمان وربما يصدقهم المؤمنون .. ولكن القرآن يعلمنا ويفهمنا  أنهم ليسوا بمؤمنين .. وأنهم يخادعون الله تعالى ويخادعون الذين آمنوا .. وهم يعتقدون أنهم الأذكى .. ولكن الله كشف أمرهم وأنهم إنما في حقيقة الأمر ما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون بذلك..

  لأن في قلوبهم مرض في نفوسهم مرض هو التعالي على شرع الله تعالى والتكبر على أوامره فالله تعالى يقول (لتعارفوا) وهم يرفضون التعارف ويستكبرون عليه بزعم إثارة الغرائز .. وهى ثائرة عندهم دون انقطاع لأنه لا توجد تقوى تمنع هذه الغرائز .

ولهذا وفق تعريف الصحة النفسية السابق هم عاجزون عن حب المجتمع بجميع طوائفه العقائدية.. وينظرون نظرة استعلاء للمجتمع  بل هن تكرهن أنفسهن  لتسليم عقولهن وإرادتهن لرجال الدين ليحرموهن من حلال أحله الله تعالى لهن وهو كشف الوجه والتعارف بين أبناء المجتمع الذي يعشن فيه وباقي المجتمعات الانسانية الأخرى..

ليس هذا فقط بل إن المنتقبات أغلب اهتماماتهن هى بدائية تقتصر على الملبس الذي يقبرهن وعلى المأكل .. وإرضاء الزوج لأن رضاه من رضا الرب.. وفق تعاليم كهان الدين السني..!

إن المنتقبات راكدات اجتماعياً لاينجزن أعمالاً تساهم في رقي المجتمع ولا تقدم الأمة والدولة التي ينتسبون إليها.. فهم بحكم تحريم الاختلاط لايعملن بالمعامل ولا مراكز الأبحاث المتقدمة ولا المصانع ولا غرف العمليات بالمستشفيات إلا قلة ضئيلة . لأنهن لا يثقن بأنفسهن ولا يأمنَّ على انفسعهن من الفتنة وفقاً لمصطلحاتهم ومصطلحات رجال الدين  ..!

 وهم بهذا السلوك يتمتعن بالمرض النفسي الاصطلاحي في علم النفس والطب النفسي.. وتظهر على كثير منهن علامات الاكتئاب والقلق النفسي.. الذي يصل بهن إلى الرغبة في الوصول إلى الموت.!!!   

إن المزاج العام (Temperament)لدى المنتقبات  وهو التهيئة الانفعالية المتأصلة لديهن تجعلهن يتفاعلن بطريقة معينة مع المثيرات والمواقف بطريقة مختلفة تماماً عن باقي سيدات وفتيات المجتمع الذي يعشن فيه.. ويتحدد هذا المزاج العام لهن مبكرا في حياة الأغلبية منهن. ويتوقف ذلك على التوقيت الذي تم فيه الانتقاب.

في المقال القادم بعون الله تعالى  أستكمل .. الأعراض النفسية والسلوكية لبعض المنتقبات.

اجمالي القراءات 11189