في طريق الندامة

كمال غبريال في السبت ٢٨ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

لا حق لأحد في انتقاد أداء الإخوان بالمجلس واستئثارهم بالمناصب ماداموا ملتزمين باللائحة، فالشعب انتخبهم ليكونوا ذواتهم وليس للتخلي عن ذواتهم لآخرين. . أنا شخصياً إذا انتخبت ذئباً لا أحب أن يخلف وعده معي ويؤدي كما الحمامة. . لو كانت الأغلبية لدعاة الحرية، لغضبت منهم لو سمحوا بوضع عقبات من أهل الظلامية في طريق لجان العمل البرلمانية الساعية لتفعيل الحرية والتقدم ببلادي. . فلتكن مشيئة الشعب وإرادته، وإلى الجحيم بتوافق زائف وهش لا يستند لأي أسس موضوعية، ولا يصمد حين يجد الجد.
• سنظل أسرى الانتماء والفكر الديني، حتى انتهاء الشعب أو الأسر.
• الثوار الحقيقيون هم من يتجاسرون على نقد الناس وسلوكياتهم وقيمهم وثقافتهم من أجل التأهل لمواكبة العصر. . ما أسهل ادعاء البطولة أو اكتسابها بنقد الحكام!!
• الذين يتحدثون أن تحليل الخمر أو تحريمها سوف تدهسهم أقدام الجماهير العطشى لقطرة مياه نظيفة لها ولأولاها. . ومن يتحدثون عن تحليل وتحريم المايوهات وتعري السياح سوف تعلقهم على المشانق جماهير الذين لا يجدون كساء ولا مأوى. . الظلاميون من زمان غير زماننا، خارجون من كهوف الماضي، ليناقشوا ويجادلوا في قضايا بائدة مفارقة لقضايانا وهمومنا، فأي بلاهة أن نأتي بهم لتعقيد حياتنا وإفشالها؟!!. . لو هناك مراقب في المريخ يرصد كلام هؤلاء، لتصور أن مصر دخلت مرحلة التحلل بعد الرفاهية، وأن مشاكلها تنحصر في احتساء الخمر وتعري النساء. . بلا خيبة.
• من يتجاهل أو ينكر دور الشعب المصري في إفشال الثورة وتحولها للانكفاء على الذات لا يحترم دور الشعوب، ويتصورها ألعوبة في يد من ينجح في تضليلها. . الحقيقة أن الظلاميين لم يخدعوا الشعب المصري أو يضللوه، بل لقد أتوا إليه بما يميل إليه ويعتنقه بالفعل من مواقف ورؤية لذاته وللحياة، وما التمدن الذي نشهد بعض معالمه سوى قشرة رقيقة فشلت في التغلغل في الجسد المتيبس، وتخفي تحتها ثقافة أبوية تغيبية متجذرة. . لهذا نجح حسن البنا هذا النجاح الهائل، فيما فشل أحمد لطفي السيد وطه حسين وسلامة موسى ونجيب محفوظ وعشرات غيرهم. . الشعوب وطبيعتها أقوى مما يظن الجميع حداثيين كانوا أم ظلاميين.
• لقد انتخبنا هذا المجلس لأننا قررنا أن نبيع الدنيا لنشتري الآخرة، ولأننا لسنا من هذا العالم ولكن لنا وطن ثان في السماء، وهنيالك يا فاعل الخير والثواب!!
• من أنفق العمر منغلقاً منكفئاً على دوجما يلقنونه مقولاتها دون تفكير، هل يصلح لو فرضنا أنه قرر فجأة الانفتاح لأن يقود شعباً للتقدم والرخاء؟!!. . سوف نرى مادمنا قد صرنا حقل تجارب، وقد قررنا الانقياد لرجال الماضي ليأخذونا إلى أين، لا ندري!!
• في مجتمع مريض بالتخلف تتحول قصة غرام بين فتاة وشاب من ديانتين مختلفتين إلى مشكلة دينية طائفية، ليحدد دين الفتاة نوعية رد الفعل، إما غزوة حرق وقتل وتدمير من قبل غوغاء مستجرمين، أو مظاهرات بادعاءات أسلمة جبرية من غوغاء متمسكنين. . إذا العقل غاب فلا رجاء!!
• نعيب نظام مبارك والعيب فينا، وما كان لنظام مبارك عيب سوانا. . قلنا أن التربة الفاسدة لا تنتج إلا الفساد، وهكذا كما أنتجنا فساد عصري السادات ومبارك ننتج الآن فساداً أشد ظلمة وتخلفاً، فالشعب الفاسد من جوف قلبه الفاسد لا يستطيع أن ينجب غير الفساد والتخلف.
• تسأل ما العمل: هل تقبل تحييد كل ثقافتك وقيمك، وتبدأ في الاطلاع على ثقافة العصر وقيمه لتختار منها الجوهري لنعيش العصر وحضارته، وأن تتخذ من العلم مرجعية واحدة وحيدة لعلاقاتك مع الناس؟
• نرحب بالمعونات الأمريكية غير المشروطة بمحاربة الإرهاب أو احترامنا لحقوق الإنسان وبالسلام في العالم والمنطقة.
• "رجل دين سعودي يحلل استخدام بطاقات التموين الإسرائيلية المسروقة". . ونعم الأخلاق والتدين!!
• يترحم الكثيرون على فقدان مصر لدورها الإقليمي في إثارة القلاقل والمؤامرات وقيادة المنطقة لحروب خاسرة تجلب الخراب على بلاد هي خربة من الأساس!!
• حتى لا تتفاقم مشكلة البطالة في العهد الجديد السعيد، لابد من تحويل معاهد السياحة إلى معاهد لتعليم الوقوف على فرش لبيع السواك والبخور والسبح وجوزة الطيب.
• لاشك أنه من حق الشعب المصري أن يحول ثورته من قفزة لمستقبل مجهول، إلى حركة هروب من مشاكل الحاضر، لأوهام الماضي ودفء يقينه، "فالهروب نصف الجدعنة" كما نقول.
 


 

اجمالي القراءات 7383