المولد هو احتفال بذكرى يوم الوفاة
مولد النبي لم يكن في الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول

محمد خليفة في السبت ٢١ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

مولد النبي لم يكن في الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول

مقدمة
جرى العرف على الإحتفال بمولد النبي صلوات الله وسلامه عليه في كل عام كلما ورد الثاني عشر من شهر ربيع الأول فهل ولد الرسول فعلا في ذاك التاريخ ؟؟

أيضا
ما فتأ كاتبوا التاريخ الإسلامي من الإدعاء بأن يوم ميلاده وافق يوم الإثنين من أيام الأسبوع، ولذلك عظـَّم المسلمون ذلك اليوم تأسياً بما ذكر من رسول الله كان يصوم الإثنين من كل أسبوع، مرددا ذلك يوم ولدت فيه.

فما هي حقيقة ذلكما الإدعائين....!! ؟؟

نقطة بداية البحث :

                    كان لابد أولا من البحث عن نقطة بداية الحساب اليقينية، وأقصد بها حدث وفاة النبي صلوات الله وسلامه عليه، حيث كانت العرب تؤرخ للوفيات ، ولم يكن معلوما ولا متعارفا عليه تسجيل المواليد ذاك الحين، ذلك لأنهم لم يكن لديهم وثائق أو دفاتر لتسجيل الأحداث، وكلها كانت تعتمد على قدر المتوفي ، لذا ظهرت فيما بعد كتب ومجلدات تحوى أعلام الوفيات، وفيها ذكر متى وأين وكيفية وفاة الشخصيات التي يتحدثون عنها، ولم يظهر بحال أي ذكر عن الميلاد اللهم إلا تخمينا وربطا بأحداث قد تكون قد حدثت قريبا من ميلاد الشخصية قيد البحث.

هذا مما ترتب عليه أن ترسخ في الأرضية الثقافية المعرفية العامة لعامة المسلمين أن الإحتفال الشعبي بمـُولدْ إحدى شخصيات آل البيت هو الإحتفال بيوم موْلده ، مع أنه واقع الأمر إيحياءً لذكرى وفاته، ذلك لأنه أغلب الظن لا يوجد من يجزم بأن يوم ميلاد الشخصية كان يوم كذا، لكن المؤكد أن يتذكر الجميع يوم المفارقة بالوفاة، لذا توافرت الكتب والمجلدات التي تتحدث وتصف أماكن ومواقيت وكيفية وفيـَّات الأعيان، لذا وللأخذ بالأحوط يكون الإحتفال بذكرى الوفاة ، ولا ضير هناك في الإدعاء بأن ذلك اليوم كان هو بذاته يوم الميلاد.

كانت هذه هي نقطة البداية، فنحن نحتفل في كل عام بمناسبة المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من شهر ربيع الأول وذكر أنه يوم مولده  صلى الله عليه وسلم ووافق ذلك اليوم،  يوم الإثنين من أيام الأسبوع.

وحقيقة الأمر أن هذا التحديد اليقيني لا يكون إلا ليوم الوفاة، فالثابت أنه صلوات الله وسلامه عليه قد انتقل إلى الرفيق الأعلى في ذاك اليوم.

 

أما عن مولده[1] فأرجح الآراء تقول أنه ولد في عام الفيل، بعدها تضاربت الأراء في توقيته وتحديده، فقائل أنه بعد شهر أو خمسين يوما أو شهران بعد حادثة الفيل، وقائل أنه في رجب وأخر يقول أنه في رمضان، الشاهد أنه لم يرد ما يؤكد بشكل حاسم يوم مولده صلى الله عليه وسلم.

وبعد أن نحينا موضوع يوم الميلاد جانبا، عدنا إلى يوم الوفاة حيث أجمعت معظم الآراء على إحتساب وقوعه في الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر الهجري، وكان أن هممنا بإعتماده أساسا ونقطة بداية لإحتساب كافة الأحداث النبوية.

ويكأنه حين إستعراض كافة أحداث السيرة النبوية في المراجع المختلفة، وأمهات كتب السيرة، فقد وفقنا الله للوقوف على حدثين مهمين إرتبطاًبتحديد يوم بذاته لكل منهما

أولهما :

حقيقة علمية مفادها أن  وفاة ابن الرسول ( إبراهيم )  من ماريا القبطية، قد صاحب وفاته  حدوث حادثة كونية مهمة لا تتكرر كثيرا ألا وهي كسوف الشمس[2] في
ذاك اليوم، وهي معلومة علمية يسهل التحقق منها بالرجوع إلى جداول رياضية محكمة الحساب خاصة لحدوث ظاهرة الكسوف، حيث توفي ( في الثدي ) رضيعا.
ثانيهما :

وهي معلومة تاريخية أجمعت عليها  كل كتب السيرة، وهي أن  وقفة عرفات في حجة الوداع [3]  وافقت يوم جمعة، أي أن يوم التاسع من ذي الحجة من العام العاشرالهجري والذي يقف الحجيج فيه على جبل الرحمة من منطقة عرفات كان يوافق يوم جمعة.

 

  بهذا يكون لدينا يومين محددين نستطيع أن نتخذ من أحدهما بداية الحساب.
 أولهما يشكل معلومة علمية محددة بشكل قاطع ولا خلاف عليها، فكسوف الشمس له جداول ومواقيت ثابتة راسخة منذ بدء الخليقة وإلى أن تقوم الساعة ونستطيع أن نحدد بدقة وبشكل قاطع متي حدث هذا الكسوف الذي تواكب ووفاة الصغير إبراهيم.

وبالرجوع إلى شبكة الأخبار[4] الدولية     Internet  وجد أنه حدث كسوف[5] كلي للشمس شوهد في المدينة المنورة في الساعة الثامنة والنصف صباحا من يوم الإثنين 27 يناير من عام 632 ميلادي -  الموافق 29 شوال العام العاشر الهجري .

وكانت هذه المعلومة نقطة البداية الحقيقية والقاطعة لبداية  الحساب، وبداهة أننا سوف نبدأ أولا بالتحقق من إمكانية وقوع وقفة عرفات ذاك العام في يوم جمعة

وعلينا قبل البدء في التحقق أن نلفت الإنتباه إلى أن عدد أيام الشهر القمري - والذي تعارفنا عليه بكونه الشهر الهجري أو الشهر العربي -
   هي إما أن تكون وتراً  29 يوم    أو تكون شفعاً  30  يوم .

أيضا يوم الأسبوع والذي يوافق أول الشهر أو اليوم الفاتح من الشهر أي الذي يأخذ الترقيم الأول ، سوف يتكرر بداهة في اليوم الثامن، والخامس عشر والثاني والعشرين والتاسع والعشرين،
 أي أن أيام     1 ، 8 ، 15 ، 22 ، 29
     لها مسمي واحد من أيام الأسبوع السبعة

  وكذا   أيام      2 ، 9 ، 16 ، 23 ، 30 
    لها هي الأخرى مسمي واحد يختلف  بطبيعة الحال عن المسمى السابق.

ولسوف يظهر أهمية هذين البديهتين الحسابيتين في أثناء عملية التحقق من توافق يوم الجمعة ليوم الوقوف بعرفة في حجة الوداع ، وأيضا من التحقق من توافق يوم الأثنين ليوم  وفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وقبل أن ننتقل لحساب التوافقيات يجب أن نلفت الإنتباه إلى بديهية ثالثة ألا وهي بديهية التعاقب، بل الأحرى أن نقول أنها قاعدة رياضية حسابية راسخة، وهي إنتفاء وقوع توال لنفس العددية من الأيام  للشهر القمري لأكثر من شهرين متتابعين، فيمكننا أن نجزم أنه لا يمكن حسابيا أن يأتي عددية الأيام في الشهر الهجري وترا
( أي 29 يوما) لأكثر من شهرين متتابعين ولابد أن يأتي الشهر التالي لهما شفعا
( أي 30 يوما) ، وكذلك في الشهرين الشفع لابد وأن يعقبهما شهر وتر.

وبعد عرض البدهات الثلاث ننتقل إلى حساب التوافقيات

أولا   : التحقق من توافق يوم الجمعة ليوم وقوف الرسول بعرفة في حجة الوداع

          وكانت في العام الهجري العاشر

فقد ثبت من الإطلاع على جداول فلكية خاصة، أنه قد حدث كسوف كلي للشمس على المدينة المنورة في الساعة الثامنة والنصف صباحا من يوم الإثنين 27 يناير 632 م  الموافق 29 شوال 10 هـ.

وبالتداعي المنطقي وحسابات الأيام يتضح أن يوم 9 من ذي الحجة 10 هـ
يوافق يوم جمعة في احتمالين اثنين من أربعة احتمالات،
أولهم : أن يكون عدد أيام شهرشوال 29 يوم، وتتم أيام شهر ذي القعدة 30 يوم.
ثانيهم : أن تتم عدد أيام شهرشوال 30 يوم، وتكون أيام شهر ذي القعدة 29 يوم.

وهكذا تم التحقق من الأخبار التاريخية المذكورة في السيرة النبوية وهي أن  وقفة عرفات في حجة الوداع وافقت يوم الجمعة، وهكذا تتطابق الحقيقة العلمية الكونية  والخبر التاريخي المتواتر.

وهكذا أيضا تم التحقق من توافق الحقيقة العلمية التي تذكر أن وفاة إبراهيم واكبت كسوف الشمس في  29  من  شوال 10 هـ،  والخبر التاريخي، وهي أن وقوف النبي بعرفة في حجة الوداع وافق يوم الجمعة 9  من ذي الحجة من العام العاشر الهجري.

ثانيا   : التحقق من توافق يوم الإثنين ليوم وفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه
          في الثاني عشر من شهر ربيع الأول للعام الحادي عشر الهجري

           إنطلاقا من التثبت من أن يوم الوقوف بعرفة في حجة الوداع وافق يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة للعام الهجري العاشر، سوف نترسم نفس المنهجية التي إستخدمناها في إثبات التوافق الأول وذلك بغرض التحقق من حقيقة أن يوم وفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه في الثاني عشر من شهر ربيع الأول للعام الهجري الحادي عشر قد وافق يوم الإثنين من أيام ذاك الأسبوع.
ولأن يوم التاسع من ذي الحجة من العام العاشر الهجري قد وافق يوم الجمعة ، فإن ذلك يعني أن أيام  السادس عشر، والثالث والعشرون، والثلاثون  من نفس الشهر توافق يوم الجمعة، مما يستتبع أن يوم التاسع العشرون من ذي الحجة يوافق يوم الخميس.
 وانطلاقا من هذه البداية، سوف نبحث كافة الإحتمالات الممكنة لتوافق أيام الأسبوع مع أحداث ذاك العام ، وعددها ثمانية احتمالات، ذلك مع الوضع في الإعتبار قواعد الشفع والوتر في نهايات الشهور القمرية ( 29 يوم أو 30 يوم ) في الثلاثة شهور الفاصلة بين الحدثين قيض البحث  ( حجة الوداع ووفاة الرسول ) ، وهي شهور ذي الحجة من العام العاشر الهجري ، ثم يعقبه شهري المحرم ، وصفر من العام الحادي عشر الهجري.

أيضا يجب أن نلفت الإنتباه، إلى القاعدة الحسابية البديهية ، بعدم إمكان تعاقب ثلاثة شهورفردية النهاية  ( 29 يوم ) ، وكذا عدم تعاقب ثلاثة شهور زوجية النهاية
( 30 )، وهذه البديهية سوف تلغي احتمالين إثنين من ثمانية إحتمالات ممكنة،
وتبقى ستة إحتمالات،
 ثلاثة منها تشير إلى أن يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول يوافق يوم الجمعة،
 والثلاث الأخرى تشير إلى أنه يوافق يوم السيت !!!!!!

لكنها بحال لا توافق يوم الأثنين

مولد النبي ونسبه

إنطلاقا مما ذهبنا إليه في المقدمة من عدم ثبوت أن يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقع في يوم الإثنين من ذاك الإسبوع، بل يمكن أن يكون الأوفق أن يكون أحد اليومين إما الجمعة أو السبت من الأسبوع الذي وقعت فيه الوفاة، فنخلص بذلك إلى نتيجتين هامتين :
أولهما   :
  أن ميلاده صلوات الله  وسلامه عليه لم يكن بداهة يوم الأثنين ، ذلك لإنه غير محدد تماما اليوم الذي ولد فيه النبي ، وجاء  تحديد يوم الميلاد مماثلا ليوم الوفاة  مجرد إتفاق فقهي  لمجرد عدم الخوض كثيرا في هذه المسألة ، ولقطع البحث فيما لا طائل من وراءه، هذا مما  يرفع (يزيل أو يمحو ) من قداسة  ذلك اليوم من أذهان العامة[6] !!!.
ثانيهما   :
  توالس كتبة التاريخ من المستشرقين ومسلمو المجوس والداخلين في الإسلام لهدمه من الداخل من أهل الكتاب على جعل يوم الميلاد  هو يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول للعام الميلادي[7]  571 ، وبهذا تم تكريس يوم الإثنين وتحديده على أنه تمت فيه أحداث  ميلاد ووفاة النبي، وأمعنوا في تعميق هذه الفكرة بأن إدعوا  لرسول الله إحتفالية خاصة  أسبوعية بيوم الإثنين من كل أسبوع وشعيرة تطوعية تعبدية كان يمارسها في ذاك اليوم من كل أسبوع وهي أنه كان يصوم في هذا اليوم مع إضافة صغيرة وهي أن هذا الصوم التطوعي كان أسلوب الرسول في الإحتفال الأسبوعي بذكرى مولده، وادعوا أن الرسول قال فيه
   " ذاك  يوم .. ولدت فيه …!!! ".

برجاء الرجوع إلى كتاب (( حسن المقصد في عمل المولد ))
للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي [8] الصفحة السابعة

 وإمعانا في التضليل إدعوا أن الرسول إستن لذلك صيام يوم الإثنين، وصامه المسلمون نافلة من بعده ....!!!
وهذا لا يمكن أن يكون قد حدث من رسول الله ، فلم يكن لأحداث حياته الإجتماعية أي تأثير أو تداخل أو حتى مجرد إشارة لواجباته الدعوية، ( بدليل رفضه للرابطة التي ربطها الناس ذاك الحين بين ظاهرة كسوف الشمس وبين وفاة فلذة كبده وآخر أبناءه إبراهيم من ماريا القبطية)
  وما صيام النوافل إلا زيادة تطوعية تعبدية فيه تهذيب للنفس وارتقاء بها بل هي أيضا إحسان  للذات البشرية يتقرب بها العابد من ربه آملا في الوصول إلى أن يحتسبه الله من المتقين، ثم بعدها يسعى جاهدا لكي يكون في زمرة  إمامة المتقين، فليس لها يوم محدد من أيام الأسبوع، وليس لها أيضا أيام بذاتها من أيام الشهر، ولا توجد مميزة خاصة لبعض الأيام عن غيرها في التطوع لآداء نافلة الصيام.
وقد أشارت بعض كتب السيرة إلى أن ميلاده عليه الصلاة والسلام كان في أحد أيام شهر رجب من ذاك العام وحددوا له العشرون من أغسطس[9]

 

التعليق :

مما ذكر آنفاًً نستطيع أن نجزم أنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك خلو الإدعاءين من الصحة، وأن  وفاة الرسول كانت في يوم الجمعة أو يوم السبت الموافق للثاني عشر من شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر الهجري ولم تكن أبدا موافقة ليوم الإثنين.

أيضا أن القول بأن يوم ميلاده قد وافق يوم وفاته، هو ليس بالقول الصحيح وإنما هو اتفاق فقهي لمجرد وقف الخلاف في تحديد يوم الميلاد.

ثم أعود للتذكير بأن كلمة مـُولدْ لاتعني يوم الميلاد، وإنما هي على التحقيق احتفالا بذكرى يوم الوفاة والله أعلا وأعلم.

 

 

إعداد المهندس  /       محمد عبد العزيز خليفة داود
استشاري تصميم وبناء نظم المعلومــــــــــــات الآلية
معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة

 



[1]
 الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لإبن هشام

     للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي  السهيلي ومعه السيرة النبوية للإمام أبي محمد عبد الملك بن هشام المعافري

     منشورات محمد علي بيضون  دار الكتب العلمية - بيروت -  لبنان

     الجزء الأول  الطبعة الأولى  1997 م   ،  1418 هـ

      صفحة  282 " وذكر أن مولده عليه السلام كان في ربيع الأول وهو المعروف ، وقال الزبير كان مولده  في رمضان لأن أمه حملت به في أيام التشريق....."

  [2]{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } سورة يس

[3] وهي الحجة الأولى والأخيرة في ذات الوقت والتي قام بها رسول الله في العام العاشر الهجري ، أي في العام التالي لفرض الحج في العام التاسع الهجري، حيث قاد بعثة الحج في عامه الأول الصديق ابو بكر بن ابي قحافة

[4]  عنوان نداء حساب التزامن على الشبكة الدولية هو

http://www.b17.com/family/lwp/ged2html/d0001/I10586.html

 وأيضا

http://quasar.as.utexas.edu/billInfo/doomsday.html

 

[5] حينها قال الناس أن الشمس كسفت حزنا على  وفاة إبراهيم ، فبادرهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه بنفي هذه الرابطة  قائلا فيما معناه " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تشرقان لمولد أحد، ولا تخسفان لموت أحد، وإن لإبراهيم لظعينتان   ( سيدتان)   يكملان رضاعه في الجنة"

  ويشير هنا رسول الله في إشارة جانبية إلى حقيقة صحية تربوية وهي أن الجنة بكل ما فيها من أنهار من لبن خالص ومن شهد العسل   ومن الماء المصفى لاتغني كلها مجتمعة عن لبن الأم.

  أيضا عن نفي ربط الظاهرة الكونية الطبيعية بالحياة الشخصية الأرضية للأناسين على الأرض ومقدرات الخلائق.

[6] ذهب بعض العامة إلى إعتبار أن الشخص الذي يتوفي في ذات يوم ميلاده
 هو شخص مبروك ، يستبارك به وبمخلفاته

  وذلك لإنه تمثل بالنبي في ميلاده ووفاته، حتى وإن وقع هذا التماثل
 بالتاريخ الميلادي الشمسي....!!!!

 

[7] العجيب ( وليس من محض الصدفة ) أن يتوافق هذا اليوم الإثنين 12 ربيع الأول من عام 571 الميلادي مع اليوم العشرون من شهر نيسان (أبريل)،    ثم أن أطلقت بعدها فرية ( قيلت كدعابة في البداية )  وهي أنه يوجد سماح في أحد أيام  شهر إبريل  للإنسان بإدعاء كذبة كبيرة  ولا حساب عليها ولا عقاب وأطلقوا عليها كذبة إبريل ، وفي هذا إشارة خبيثة إلى أن ميلاد الرسول ( حاشاه ) هي تلك الكذبة ، وقد جاراهم المسلمون هذا الإدعاء دون أن يفطنوا لمغزاه.

  

[8]

من جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وإظهار الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد، وقد احتوى ذلك على بدع ومحرمات جملة، فمن ذلك استعمال المغاني ومعهم آلات الطرب من الطار المصرصر والشبابة وغير ذلك مما جعلوه آلة للسماع، ومضوا في ذلك على العوائد الذميمة في كونهم يشغلون أكثر الأزمنة التي فضلها الله تعالى وعظمها ببدع ومحرمات، ولا شك أن السماع في غير هذه الليلة فيه ما فيه، فكيف به إذا انضم إلى فضيلة هذا الشهر العظيم الذي فضله الله تعالى وفضلنا فيه بهذا النبي الكريم، فآلة الطرب والسماع أي نسبة بينها وبين هذا الشهر الكريم الذي من الله علينا فيه بسيد الأولين والآخرين، وكان يجب أن يزاد فيه من العبادة والخير شكرا للمولى على ما أولانا به من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته صلى الله عليه وسلم لأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم، لكن أشار عليه السلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين: (ذاك يوم ولدت فيه)،
 فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضله بما فضل الله به الأشهر

 

 

 

 

[9]إستنادا إلى علم علاقات النجوم والكواكب بالتصرفات الأرضية نجد أن 20 أغسطس هو نهاية برج الأسد والذي يتميز المولودون فيه بأطر شخصية عامة وهي الزعامة الفطرية، أيضا هذا التاريخ يقترب إقترابا شديدا بل يلمس بداية أيام برج العذراء ويتميز المولودون فيه بالجد في  البحث عن الحقيقة، وهذا يعني أن المولودون في نهاية برج الأسد وبداية برج العذراء يجمعوا بين خواص البرجيين الفلكيين بين الزعامة الفطرية وامتلاك مقوماتها وبين جدية البحث عن الحقيقة.

اجمالي القراءات 129688