المرأة في القرآن
بحثاً عن محمّد في القرآن [ 4 ]

امارير امارير في السبت ٢٤ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

فسياق الموت و الحياة ، سياقٌ يفهم داخل القرآن بطريقةٍ لا تعني أحايين كثيرة فهمه خارجه ، أيضاً عند الحديث عن مفهوم لفظ [ العربي ] داخل النّص ، خلاف السياق الذي يعنيه ذات اللفظ خارجه ، كونه يشير الى إثنيّةٍ غير حقيقيّةٍ بعينها أو منظومةٍ ثقافيّة محصورةٍ بإطارٍ جغرافيٍّ محدّدٍ ، إذ ترد كلمة [ عربي ] وفق إشتقاقات متعدّدة في [ 22 ] موضعاً ، وفق [ 3 ] تصريفاتٍ تعود الى معنى الجذر الأصل [ عرب ] : ]عُرُباًأَتْرَاباً [الواقعة 37 ،  و الذي يرد في النص بمعنى [ النقاء ] ، [ الوضوح ] و [ عدم الإختلاط ] بالشوائب أو الغرائب ، و في هذه الآية تحديداً [ عرباً ] بمعنى : [ أجساد أهل الجنّة ، المؤمنين النقيّة من الذنوب ، النجاسة و الدنس ] ، فالقرآن [ عربي ] متّصل [ بالعقل ] : ]إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الزخرف 3 ، و العقل لا علاقة به بالإثنيّة قطعاً ، و إلا فإننا نعود لتحويل القرآن عبر هذه القراءة الفجّة الى ذات القراءة [ التوراتيّة ] التي أعلنت الوحدة بين [ القوميّة ] الزائفة و المشوبة بالشكوك و [ الدين ] ، بل أن سياق المعنى و دلالة اللفظ تعيدنا الى معنى آخر يؤيّده قوله : ]قُرآناً عَرَبِيّاًغَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر 28 ، بل أنّ الأكثر وضوحاً هو ربط القرآن كونه [ حكماً / عربيّاً ] : ]وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ [الرعد 37 ، و الحكم منظومةٌ متكاملةٌ تركز على القواعد الرئيسيّة و تهمل التفاصيل ، إستمراراً لفكرة الفصل بين [ الشريعة العامّة ] و [ الشرع الخاص ] ، و عبر الحديث عن مسألةٍ أخرى في نفس الإطار [ التراكم المعرفي ] ، نكتشف معاني اخرى تناقض العنف الديني ضد المرأة ، ففي قوله تعالى : ]وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء 34 ، و هي آية تتحدث عن التعامل و المرأة عبر توجيهٍ متّصلٍ عبر ثلاث مراحل ، (1)]فَعِظُوهُنَّ[، (2)و ]اهْجُرُوهُنَّ[فِي الْمَضَاجِعِ و (3) ]اضْرِبُوهُنَّ [، نكتشف تناقض سياق الآية في التعامل عبر القفز الى فهم ]وَاضْرِبُوهُنَّ[بدلالة [ العنف الجسدي ] ، بعد المرور بمرحلتين ، يسود فيهما [ اللين ] = [ العظة ] و [ التعقّل ] = [ الهجر الجزئي ] ، لتكون المرحلة الثالثة المرتبطة بالفهم [ اللغوي ] لكلمة [ ضرب ] من خارج النص لا من داخله ، خارج السياق العام مرّة أخرى ، لكن عبر العودة لإستقلاليّة النص عن المعنى [ القاموسي ] العام و المتداول نكتشف حقائق أخرى ، و غائيّة غائبةً رغم كون النص مباحٌ للجميع ،  فكلمة [ ضرب ] ترد في النّص القرآني بدلالاتٍ مخالفةٍ للمعنى المتعارف عليه خارجه ، كما أن سياق الآية يوصل إلى نتيجة وجوب الإبتعاد عن النتيجة النمطيّة المبنيّة على حسن النيّة نقول ربّما ، فدلالة الكلمة يرتبط أحياناً بما [ يليها ] داخل النّص نفسه ، لتوصل نفس الكلمة لمعانٍ عديدةٍ متّصلةٌ بسياقها لا بمعناها اللفظي خارجه ، و مثال ذلك قوله تعالى : ]إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا [البقرة 26 ، ]فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ [البقرة 61 ، ]فَضَرَبْنَاعَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً [الكهف 11 ، ]عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ [المزمل 20 ، لنكتشف معنى الكلمة عبر سياقها أولاً و عبر مثيلاتها في النصّ القرآني ، حيث تعني [ بالإضافة للمعانى الأخرى ] ، [ الإضراب ] أو [ الإمتناع ] عن ، و مثلها قوله تعالى : ]أَفَنَضْرِبُعَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ [الزخرف 5 ، لنصل الى نتيجةٍ مفرحة للمغلوبات على أمرهن ، الآية تتحدث عن تدرّج في المعاملة كنوعٍ من العلاج النفسي (1)]فَعِظُوهُنَّ [/ اللّين و الحوار ، (2)و ]اهْجُرُوهُنَّفِي الْمَضَاجِعِ [/ الهجر الجزئي ، و (3)وَ ]اضْرِبُوهُنَّ[/ الهجر الكّلي ، و نفس الأمر داخل السياق القرآني للمعنى العام ، و في نص مسألةٍ هي موقع بحثٍ بناء على هذه القاعدة :  [ للأنثى ] مثل ]حظالذكرين [، و [ الشهادة ] تُقبل من ]رجل و امرأتين[، هذا السياق الذي تم اقتطاعه كقاعدةٍ عامةٍ من سياق النص يبقى مقيّداً بحقيقة كون القراءة هنا كانت [ إجتثاتيّة ] لا علاقة لها بسياقٍ أو تأطيرٍ معرفيٍّ عام ، و لم يتم التأصيل لمعاني قواعد يمكن الإعتماد عليها للوصول إلى النتائج المستقاة عبر هذه النصوص ، و التي هي [ إخبارٌ ] بحالةٍ مرتبطةٍ [ بوضعيّةٍ ] آنيّةٍ مقيّدةٍ بحيثيّاتها ، عندما نقرأ سياق موضوع الميراث و الشهادة نكتشف أن إخراج الآيتين من سياقهما يجعل النتيجة لا تتفق و غاياته المركزيّة و أهمّها [ العدالة الإجتماعيّة ] : ]يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء 11 ، ]وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى [البقرة 282 ، القراءة هنا مقتطعة خارج سياقها عبر صعيدين اثنين ، و هو ما ينهى عنه النّص نفسه : ]الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ [الحجر 91 ، الأول : هو قاعدة توزيع مال [ التركة ] و الذي يعود الى قاعدةٍ أخرى ترتبط بمعنى دلالة تحديد الجنس في الآية الأخرى [ الشهادة ] ، و الثاني : هو سياق الشهادة و الذي لا يشير الى الجنس في بقيّة المواضع داخل النّص ، و الذي يربط الشهادة بالجنس في حالة [ الدّين ] فقط لا غير ، أي أنّه يعيدنا مرّة أخرى في ما يشبه الدائرة [ المغلقة ] نحو موضوع [ غائيّة ] ربط توزيع مال التركة بالجنس ، و في واقع الأمر فإن الدائرة ليست مغلقةً ، بل هي دائرةٌ [ مفتوحةٌ ] عبر جانبين إثنين ، [ الشهادة ] و [ توزيع الإرث ] ، حيث التقسيم وفق [ الجنس ] أمرٌ متّصلٌ بمسألة [ الإنفاق ] ، بعيداً عن الحسابات الرياضيّة المعقّدة التي يلجأ لها البعض لتعليل الأمر بالمقلوب رأساً على عقب ، و رغم أنفه حقيقةً عبر الوصول الى نتائج خارقة للعادة تقول أن [ الأنثى ] ترث [ أحياناً ] أكثر من [ الذكر ] في نتيجةٍ تنشر القليل من الفرح حقيقةً عند المغلوبات على أمرهن نفسهن ، حيث أن آية الشهادة تتحدّث كما أسلفنا الذكر عن [ الدّين ] :  ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ [البقرة 282 ، و لا يحدّد [ جنس الشاهد ] في خلاف هذا الموضع ، و للأمر دلالته و غائيّته طبعاً : ]وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً [النساء 15 ، ]وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً [النور 4 ، و هذا يعيدنا إلى الحالة التي يتم ربط الجنس بالمعادلة الحاصلة ، و هي معادلةٍ ماليّةٍ أيضاً ، فيها [ الذكر ] يساوي [ ضعف الأنثى ] ، و هي التي بدورها تعيدنا لى نصٍّ آخر هو القاعدة التي نبني منها فهمنا [ لغائية التمييز ] بين [ الجنسين ] ، فالأصل في [ القوامة ] هو [ الإنفاق ] ، لقوله تعالى : ]الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء 34 ، و الإنفاق هنا ليس قانوناً ثابتاً بل هو إخبارٌ بحالٍ متغيّر ، مرتبط بحالة المجتمع بالدرجة الأولى و النمط [ المعيشي ] داخله ، من هنا كان المنطق القرآني يفرض ربط نصيب التركة بالجنس بناء على هذه القاعادة المتغيّرة ، كون [ الأصل ] في القوامة للرجل ، و هذا الأصل متغيّرٌ كما أسلفنا الذكر ، لتكون غائيّة القانون مرتبطة بالقاعدة المتغيرة ، فتنتج معادلة مجوّفةٌ ، تحوي عنصرين ، و ليكونا مجهولين يمكن إبدالهما حسب حالة المجتمع و العرف السائد و سياق [ الفوقيّة ] في [ الإنفاق ] بين [ الذكر ] أو [ الأنثى ] : [ س ] أو [ ص ]  يمكن إبدالهما حسب الوضع الإجتماعي .

اجمالي القراءات 9698