من أقوال بعض المفكرين
فى الدولة المدنية

فؤاد السقا في الثلاثاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

فى الدولة المدنية

مقولات هامة

1-المفكر السورى محمد شحرور  (  في الإسلام لا علاقة للدين بالسلطة، فحين يقول تعالى (لا إكراه في الدين) والسلطة هي التي تملك أدوات الإكراه فذلك يعني أن لا سلطة تأخذ شرعيتها من الدين، وحين تكون الدولة إسلامية يجب أن تضمن حرية الإعتقاد لكل مواطنيها حتى الملحدين، وتعتمد في قوانينها وتشريعاتها على عدم تجاوز حدود الله، وهذا ينطبق على أغلب دول العالم حيث لا توجد دولة تجيز قتل النفس أو الغش في المواصفات أو السرقة، ومن أهمية الشكل الفطري الإسلامي للدولة هو فصل السلطات، فالذي يملك حق التشريع (السلطة التشريعية) يجب أن لا يملك أداة الإكراه (السلطة التنفيذية)، والذي يملك أداة الإكراه لا يحق له التشريع، أي في النظام الرئاسي، الرئيس هو رأس السلطة التنفيذية، ولا يحق له أن يصدر المراسيم التشريعية. وكذلك السلطة القضائية والتي تجمع السلطتين تأخذ أحكام من السلطة التشريعية وتأمر السلطة التنفيذية، لذا فإن الفصل الحقيقي للسلطات هو السمة الرئيسية للدولة المسلمة على الأرض.)

2-دكتور عز الدين نجيب  (

وتتميز الدولة الإسلامية المدنية بـ:

غالبية أهلها من المُسلمين:
ولذلك فيكون رئيسها مُسلما غالبا لأنه من الأغلبية ويُنص فى دستورها على أن القرآن هو مصدر التشريع
أما القول بأن يكون دستورها الشريعة الإسلامية فهذا مُصطلح مطاط تدخل فيه المذاهب المُتشددة التى تتبع الأحاديث الضعيفة المُخالفة للقرآن أو الظنية الدلالة، ويدخل فيها آراء الفقهاء أصحاب المذاهب التى أدخلت فى الإسلام ما لم يذكره القرآن كحد الردة وحد الرجم أو قتل الأسرى وغير ذلك من وجوه التشدد كاضطهاد أهل الكتاب أو توقيع الجزية عليهم بمفهوم الفقهاء الذين خالفوا مفهومها فى القرآن بصفتها غرامة حربية تُوقع على من بدأنا بالعدوان من أهل الكتاب،.

فالقرآن وحده يضمن للجميع حقوقهم التى قد تضيعها المذاهب المختلفة

حرية العقيدة:

فليس للدولة إكراه مُواطنيها على دين مُعين، أو عقابهم على عدم إسلامهم، أو عن ردتهم، فليس هناك حد ردة فى القرآن، وعقاب الكافر والمرتد هو بيد الله تعالى وحده

{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29

{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} يونس99

{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ{21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ{22} إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ{23} فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ{24} إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ{25} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ{26} الغاشية

أما من يرتد ثم يُحارب المسلمين ويسعى فى الأرض فسادا فيُعاقب فقط على عدوانه وإفساده فى الأرض
يقول تعالى فى ذلك: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} المائدة33

ولكل دين داخل الدولة الإسلامية أن يحكم بشريعته

1- اليهود:{وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (43)({إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) المائدة

2- المسيحيون:{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِوَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} المائدة47

3- المسلمون:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} المائدة48

العدل مع الجميع:

وفى كل الحالات فيجب على المؤمنين أن يُعاملوا الآخرين حتى أعداءهم (بالرغم من عداوتهم وكرههم لنا) بالقسط، فلا نعتدى عليهم بلا سبب، وأن يكون عقابهم عادلا يتناسب مع جرمهم.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} المائدة2

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8

{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الممتحنة8

اتخاذ أسباب القوة:

{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} الأنفال60

وهذه القوة ليست للعدوان وإنما هى لمنع العدوان، فالمُسلمون لا يُقاتلون إلا من اعتدى عليهم
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} المائدة87

جواز الثورة على الحاكم
وأما عدم جواز الثورة على الحاكم التى صدع بها الفقهاء والسلفية رؤوسنا فينفيها قوله تعالى الذى دائما ما يتلون علينا نصفه فقط، وهو: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} النساء59
فيقفون دائما عند "وأولي الأمر منكم" ولا يُكملون الآية ليُسوغوا الطاعة الدائمة للحُكام. والآية تنص على ما يحدث عندما يتنازع الشعب مع أُولى الأمر نزاعا سلميا فيتم عرض النزاع على كتاب الله، وبذلك يتم فض النزاع، ولكن ماذا يحدث عندما يتمسك أولو الأمر أو الثوار برأيهم المُخالف لكتاب الله؟ فى هذه الحالة سيتطور النزاع إلى صراع مُسلح بين الحاكم وأعوانه وبين من ثار عليه، وفى هذه الحالة فيجب أن يتدخل باقى الشعب للإصلاح فإن أصر الحاكم أو الثوار على البغى فيجب أن ينضم باقى الشعب من المؤمنين إلى الطائفة المُحقة ضد الطائفة الباغية حتى ينتصروا على الظالمين. يقول تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9

النظام السياسي في الدولة
يوجد دين اسمه الإسلام ولكن لا يُوجد نظام سياسي إسلامي
ولا يُوجد في القرآن نظام سياسي ولكن توجد تعليمات عامة للعدل والحرية والشورى وإعمال العقل وعدم إتباع الهوى وعدم التفرقة العنصرية وشرعية الملكية والميراث ثم بعض الأحكام القانونية في موضوعات خاصة كالقتل والسرقة والزنا والحِرابة والأحوال الشخصية، الخ
وورد ذكر نظامين سياسيين فى القرآن، وذكرت التوراة نظام القضاة، ولكن الله سبحانه لم يُفضل نظاما منها، ولم يأمرنا بإتباع أحدهما
أولها كان النظام القبلي الذى كان لبني إسرائيل فتقسموا إلى اثنتى عشر قبيلة يحكمها زعيم القبيلة أو نقيبها {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة12
واستقرت كل قبيلة بمنطقة، ثم بدأ اليهود يسكنون المُدن وحكم المُدن قضاتها في نظام يُشبه مجلس الشيوخ
ثم طلب اليهود أن يكون لهم ملك كباقي الأمم ولم يرفض سبحانه طلبهم، واشترط عليهم فقط أن يُقاتلوا في سبيل الله عندما يُكتب عليهم القتال
يقول تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } 246 {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247
وكان اختيار الملك إلهيا لطالوت عن طريق نبي بني إسرائيل (صموئيل)، ولكنه سبحانه أوضح لهم سبب اختياره طالوت بأنه واسع العلم وصحيح الجسم وبين لهم أن سعة المال ليست بذات أهمية
ثم جعل سبحانه داود ملكا ليس بالوراثة ولكن بالأفضلية لأنه نبي الله {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26 ونُلاحظ هنا أنه سبحانه أوصى داود بأن يحكم بين الناس بالحق أى بالعدل وألا يتبع الهوى
ثم ورث سليمان المُلك والنبوة {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16
وأعطاه الله مُلكا عظيما {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }ص35
أما نظام الخلافة بعد رسول الله فكان نظاما بشريا
فقد بويع أبو بكر بعد فتنة سقيفة بني ساعدة، وكانت فلتة (وهذا نظام)
واختار أبو بكر عمر بعد استشارة كبار الصحابة (وهذا نظام ثان)
ورشح عمر ستة يختاروا واحد منهم (وهذا نظام ثالث)
وتم اختيار علي وسط جلبة الثورة وبعد مقتل عثمان (وهذا نظام رابع)
ثم حكم مُعاوية بحق النصر (وهذا نظام خامس)
ثم جعلها مُعاوية ملكا وراثيا لولده يزيد (وهذا نظام سادس)
وكلهم دعوا أنفسهم بالخلفاء
فأي نظام من هذه الأنظمة هو النظام الإسلامي؟

ويُُريد السلفية والإخوان أن يُعيدوا عصر الخلافة

ألم يكفنا أنه حكمنا أكثر من مائة خليفة كانوا جميعهم طواغيت باستثناء الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز
وكانت النتيجة أننا صرنا مُستعمرين وفي ذيل الأمم
والقرآن لم يُقرر لنا نظاما سياسيا
وإنما قرر أسسا عامة هي العدل والحرية والشورى والعزة وعدم الاعتداء وعدم اتباع الهوى وعدم العنصرية
ولم يترك الرسول خليفة له وإنما كان اختيار أبي بكر فلتة وكل خليفة جعل نظاما حتى صارت مُلكا عضوضا

هل نُريد خليفة سلفيا لا يتبع العقل وبالتالي لا يُحسن النقل فنصير مثل المملكة السعودية في أحسن الأحوال أو مثل الدول التى أمسك بخناقها السلفية فدمروها مثل أفغانستان والصومال والسودان
شكرا
لا نُريد خليفة يظن نفسه خليفة الله في الأرض
نُريد رئيسا يُمكننا مُحاسبته
والشعب يختار قوانينه وإذا اختار قوانين إسلامية من شرع الله في قرآنه فيا مرحبا بها، فالقرآن يُقرر أن يحكم أهل كل دين بشريعتهم (آيات "ومن لم يحكم بما أنزل الله" 44-47 سورة المائدة فهي عن الحكم القضائي وليست عن حكم الدولة)، وبذلك لا تكون هناك فئات تُعتبر من مواطني الدرجة الثانية أو تُطبق عليهم الجزية المزعومة. أما شرائعكم السلفية التي تُخالف القرآن، والتى استقيتموها من كتاب ألف ليلة وليلة فلا نُريدها.

   وللحديث بقية

اجمالي القراءات 9526