آلاف المقالات والمُؤلفات عن عالم الذَّر
خرافة عالم الذَّر

Ezz Eddin Naguib في الثلاثاء ١٨ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

خرافة عالم الذَّر

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } 172 {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} 173 الأعراف

 

يقول الطبرى سامحه الله: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم} مسح الله - عز وجل - ظهر آدم؛ فخرجت منه كل نَسَمة؛ هو خالقها إلى يوم القيامة؛ فأخذ مواثيقهم، وأشهدهم على أنفسهم: {ألست بربكم قالوا: بلى} قيل: معناه: قال الله وملائكته: شهدنا عليكم بإقراركم؛ بأن الله ربكم؛ كيلا تقولوا: {يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين}.

{وكنا ذرية من بعدهم}: اتبعنا منهاجهم {أفتهلكنا} بإشراك من أشرك من آبائنا المبطلين؛ واتباعنا منهاجهم على جهل منا بالحق؛ و "المُبْطِلُ": المدعي غير الحق.

 

فبينما يقول سبحانه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ

يقول مولانا الطبرى: مسح الله - عز وجل - ظهر آدم؛ فخرجت منه كل نَسَمة؛ هو خالقها إلى يوم القيامة؛

يقول الله من بنى آدم من ظهورهم، ويقول الطبرى ظهر آدم

 

ثم يُناقض نفسه فبعد أن قال أولا فى الآية 172 إن الله أخرج كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة؛ فأخذ مواثيقهم، وأشهدهم على أنفسهم

عاد يقول فى الآية التالية: وكنا ذرية من بعدهم اتبعنا مناهجهم أفتُهلكنا بإشراك آبائنا؟؟؟؟

ألم تقل يا مولانا إن الله سبحانه أخرج كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، أى أن جميع البشر قد شهدوا على أنفسهم؟

 

والغريب أن مُعظم المفسرين اقتنعوا بهذا التفسير الغريب واخترعوا ما سموه "عالم الذر"

 

وإذا نحيت عن عقلك تفسيرات الطبرى الغريبة المُغرقة فى الخرافة فستجد المعنى واضحا

 

ولنُحاول أن نفهم:

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}

 

فمن ظهور بنى آدم (وليس آدم) أخرج الله إلى الوجود ذريتهم (أجيالا جديدة وأقواما عديدة)

وأشهد كل قوم على أنفسهم: ألست بربكم؟

كيف؟

بإرسال الرسل إليهم تحمل إليهم رسالة ربهم: لا إله إلا الله

وبوصول رسالة الرُّسل فقد شهدوا على أنفسهم أنهم علموا بأنه لا إله إلا الله، وما يستتبع ذلك.

وبذلك فلا يُمكنهم أن يقولوا يوم القيامة إنهم كانوا غافلين ولا يعلمون، وأن آباءهم كانوا مُشركين

فالشهادة على النفس تكون بعد إرسال الرُّسل.

يقول تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} الأنعام130

ويقول تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّايَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِيفَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}35} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْأَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ{37} {أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{36} {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} الأعراف37
فهنا جاءتهم الرسل، فكذبوا بآيات الله التى أتى بها الرسل، وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين

ويقول تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَلِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِوَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} النساء165

وبذلك فتكون حجتهم داحضة فى الآية: {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} 173 الأعراف

ويقولأيضا: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَفَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}48 {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُبِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}49 الأنعام

ويشرح ويُؤيد هذا الفهم الآية: {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} الإسراء15

فالقاعدة هى: إن الله لا يُعذب قوما حتى يُرسل إليهم رسولا

فمن أرسل إليهم رسولا فكفروا يُعذبوا

ومن لم يُرسل إليهم رسولا لا يُعذبوا

 

أما بفهم الطبرى فلا يكون هناك داع أبدا لإرسال الرسل، ولا يكون هناك معنى لـ : وَمَا كُنَّا

مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاًفكلنا قد شهدنا على أنفسنا أن الله سبحانه هو ربنا

 

وإذا كنا ونحن فى عالم الذر المزعوم قد أشهدنا ربنا على أنفسنا

فلماذا لا نذكر شيئا من هذا؟

وما فائدة إشهادنا فى عالم الذر إذا كنا لن نذكر عنه شيئا؟

ويدحض هذا المعنى قوله تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل78؟
 

ولماذا يقول لنا سبحانه: {وَلَوْشِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} السجدة 13

 

ولا علاقة إطلاقا بين آية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } 172 الأعراف

وآية: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30

التى ربط بينهما أصحاب نظرية عالم الذر

فالآية الثانية تقول ببساطة: إن الله فطر الإنسان فطرة نقية

فيكون مُستعدا لتقبل وإتباع الدين الحق، أو للوصول إليه بعقله

ولكن الإنسان بإتباع أهوائه وشهواته وطاعته لآبائه وسادته وكُبرائه يبتعد عن نقاء فطرته وبذلك يضل ويكفر ويُشرك بالله

 

ابحث فى جوجل عن: عالم الذر

وسوف تجد حوالى 75000 مقال عن هذه الخرافة من أهل السنة والشيعة!!!

 

هذا ما أراه
والله أعلم

اجمالي القراءات 59183