في الايات التاليه يستخدم الله ضمير الجمع وهو لا يقصد الجميع بل يقصد ا
في الايات التاليه يستخدم الله ضمير الجمع وهو لا يقصد الجميع بل يقصد ا

عبد الله العراقي في الإثنين ٠٥ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

في الايات التاليه يستخدم الله ضمير الجمع  وهو لا يقصد الجميع بل يقصد الاغلبيه الساحقه بهذا الضمير رغم ان هذا الضمير حسب السياق اللساني الظاهر يشمل الجميع.

 ان الله تعالى في الحقيقه لا يؤنب الذين يريدون الاخره بل يؤنب الذين يريدون الدنيا. وهذا دليل على ان الله قد يخاطب الناس في القران بضمير الجمع و لكنه لايقصد الكل بل يقصد الاغلبيه الساحقه وقد يشير هذا للفرق في استخدام "الذين امنوا" و استخدام "المؤمنين" في سياق هذه الايات حيث ذكر كلاهما .فالمؤمنين اشد في صفة الايمان من الذين امنوا الدليل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا " فالذين امنوافي الماضي على وجه الاجمال و العموم فقدوا ايمانهم او ضعف ايمانهم باللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَ‌سُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ، فلذلك يقول يا من امنتم في الماضي على وجه الاجمال و العمومامنوا الان في الحاضر و المستقبل على و جه التفصيل و الخصوصانظر هنا(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَ‌سُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ‌ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُ‌سُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)

والان ناتي على الايات التاليه التي يجب الحذر فيها و التي قلنا ان الله تعالى يستخدم ضمير الجمع  وهو يقصد تارة الجميع بما فيهم الاغلبيه الساحقه وتاره  يقصد فيها الاغلبيه الساحقه فقط:

(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ‌ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَ‌اكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِ‌يدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِ‌يدُ الْآخِرَ‌ةَ ۚ ثُمَّ صَرَ‌فَكُمْعَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْۗ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴿١٥٢﴾ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَعَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّ‌سُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَ‌اكُمْفَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُواعَلَىٰ مَا فَاتَكُمْوَلَا مَا أَصَابَكُمْۗ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ‌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٥٣﴾ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْيَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ‌ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ‌ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ‌ كُلَّهُ لِلَّـهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ‌ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَ‌زَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّـهُ مَا فِي صُدُورِ‌كُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‌ ﴿١٥٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ حَلِيمٌ ﴿١٥٥﴾) ال عمران

فكل الضمائر "كم"،"هم" قبل مجيء "إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ" مثل صَدَقَكُمُتَحُسُّونَهُم فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ وَعَصَيْتُم أَرَ‌اكُم مَّا تُحِبُّونَ صَرَ‌فَكُمْعَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ عَنكُمْۗ تخاطبهم كلهم اي من يريد الدنيا و من يريد الاخره.

اما بعد مجيء"إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ" فان كل الضمائر "كم"،"هم" مثل: يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَ‌اكُمْفَأَثَابَكُمْ تَحْزَنُوا فَاتَكُمْ أَصَابَكُمْ ۗ فكل هذه الضمائر في كل هذه الكلمات ظاهرها اللساني(لا اقول اللغوي لان اللغو لا يصح في كلام الله) هو عائد على كل المخاطبين في ما قبل هذه الضمائر في السابق ولكن الحقيقه هي انه تعالى يقصد الذين يحبون الدنيا و الذين هم جزء من الكل وليس الكل حيث وواضح ان الذين يحبون الاخره لم يصعدوا و لم يلووا وغير مخاطبين بالضمير "كم" هنا. و على هذا فضمائر الجمع قبل"إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ" تخاطب الجميع و لكنها بعد "إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ" تقصد الذين يحبون الدنيا و هم الاغلبيه و لكنهم ليسوا الجميع .  و على هذا فربما تفسير" وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْۗ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" ان الله عفى عنكم كلكم بسبب فضله على المؤمنين الموجودين بينكم.

ثم في الايه اللاحقه قال (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْيَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ‌ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّة---) فان عليكم هنا يقصد طائفة الاغلبيه التي كانت تريد الدنيا و التي اثابها الله غما بغم في الايه قبلها و هذه الطائفه الاغلبيه هي ذاتها تنقسم الى قسمين القسم الاول هي طائفه يغشاها النعاس امنة وهي طائفة  "طَائِفَةً مِّنكُمْ " و طائفه لا يغشاها النعاس وهي طائفه "ْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ". و اعتقد بهذا ان الاشكال الذي وقع فيه اصحاب التفاسير قد حلّ.

قد يكون هذا خطأ او صواب والله اعلم. فمن كان عنده علم فلا يبخل به علينا والله هو الموفق

اجمالي القراءات 14149