تعديل كامب ديفيد ليس من المحرمات

حمدى البصير في الأحد ٢١ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً


 

الاحداث المؤسفة التى حدثت فى المنطقة الحدودية بين مصر وفلسطين يوم الجمعة الماضى ، وإطلاق إسرائيل نيران كثيفة من طائرة أباتشى صوب عسكريين مصريين مما أسفر عن إستشهاد ضابط وإثنين من الجنود وإصابة ثالث ، تجعلنا نطالب بتعديل إتفاقية كامب ديفيد ، ولاسيما أنه حدث منذ أيام قليلة تعرض العريش لغزو من أصحاب الرايات السوداء، وهم جماعت متطرفة تتكون من مصريين وفلسطنيين ، قاموا بإطلاق النار على قسم ثانى العريش ، وهاجموا قوات الشرطة ومدنيين فى شوارع العريش ولمدة يوم كامل وإستخدموا أسلحة متقدمة جدا ، جلبوها من غزة ، وقد أسفر هذا الهجوم عن وقوع ضحايا ، لم يتم حصرهم حتى الأن ، وقد تمكن هؤلاء المتطرفين من فرض سيطرتهم على العريش لمدة ساعات ، لدرجة أنهم إستطاعوا إقتحام مستشفى العريش وخطف مصاب فلسطينى قبض عليه أثناء تبادل إطلاق النار ، وهربوا به إلى قطاع غزة عبر شبكة الأنفاق ، بمساعدة بعض شباب القبائل الذين يعتنقون نفس الفكر المتطرف.

وقد أصدرت الجماعة المتطرفة التى كانت تجوب شوارع العريش بعشرات العرابات الحديثة ذات الدفع الرباعى والمحمل عليها أسلحة متطورة ، بيانا أعلنوا فيه إقامة إمارة إسلامية فى العريش ووسط سيناء والشيخ زويد .

صحيح أن قوات الجيش والأمن المركزى تقوم الأن بحملات موسعة فى شمال ووسط سيناء ، لتصفية المتطرفيين ، ونزع الرايات السوداء من أصحابها سواء كانوا فلسطينين أو مصريين ، ولكن هذا لايمنع أن نعترف إن الإنفلات الأمنى مازال مستمرا بشكل أو بأخر فى شمال سيناء ، وأن بعض البدو هناك يلعبون دورا لصالح الغير من اجل إستمرار عدم الإستقرار فى أرض الفيروز ، بدليل إستمرار ظاهرة قطع الطرق ومهاجمة أقسام الشرطة والغعتداء المستمر على خطوط تصدير الغاز.

ولكى لاتكون سيناء نقطة الضعف فى الجسد المصرى ، أو مرتعا خصبا لأصحاب الفكر المتطرف ، خاصة للذين يأتون لغزوها مؤقتا عبر الأنفاق من قطاع غزة ، ولكى لاتكون منطقة الحدود " سداح مداح " ومطمعا للإسرائيلين الحالمين بالعودة ، أو تصبح القوات المصرية المحدود والمسلح أفرادها بأسلحة خفيفة جدا هدفا رخيصا لغدر إسرائيلى وجنود صهاينة جبناء يقومون بإطلاق الرصاص عليهم .

المتغيرات الامنية والسياسية الحالية خاصة بعد ثورة 25يناير، تتطلب تعديل بنود اتفاقية كامب ديفيد رسميا لزيادة إعداد الجنود فى سيناء حماية لأرضها ولتهدئة الأجواء المتوترة بها، كما أن الاتفاقية وإن كانت معدلة شفهيا غير ان الجانب المصري يريد ذلك كتابة،ولاسيما ان عدد الجنود على الحدود خاصة المنطقة "ج" قد تم تعديله من 750 الى 1500 الى 3 آلاف جندي بجانب قوة مدرعة كاملة لحماية الحدود من تسلل عناصر متطرفة الى البلاد أو النزوح الى إسرائيل من ناحية الحدود المصرية.

والأمر يتطلب مضاعفة هذا العدد على الأقل فى الايام القليلة القادمة ، وحتى يتم تعديل الإتفاقية ، وأن يتم تسليح القوات المصرية تسليحا يليق بالجيش المصرى ، حتى يستطيعون مواجهة أصحاب الرايات السوداء والمسلحون بالعربات الحديثة والأسلحة المتطورة ، الأتية من غزة ، وكذلك يستطيعون الدفاع عن انفسهم من الرصاص المنهمر من قناصة إسرائيل الذين لايعرفون السلام أو الشرف العسكرى .

أن المجلس العسكرى و حكومة شرف لديهما فرصة ذهبية وهى تعديل اتفاقية كامب ديفيد، وذلك أن مصر لديها الكرة فى ملعبها بدعوى تأمين شبه جزيرة سيناء، بما يضمن لإسرائيل تأمين حدودها وحفظ الأمن، وليس بزيادة أعداد الجنود فقط بل تعديل الاتفاقية بشكل كامل بما يتوافق مع الوضع الحالى.

وحتى لانعطى الحجة إسرائيل بالتهديد بإعادة إحتلال سيناء بدعوى ان مصر فقدت السيطرة على شبه جزيرة سيناء بل إن القصور الأمنى الأن فى أرض الفيروز سببه الأول والأخير هو معاهدة كامب ديفيد والشروط المجحفة التى فرضتها.

ومن الضرورى وضع ملحق لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل يمكن تعديلها من خلاله، لتوفير الأمن الكافى على الحدود.

وحتى يتم تعديل المعاهدة لابد من الإستعانة بجنود أمن مركزى من حملة المؤهلات العليا وأن يتم تدريبهم تدريبا عاليا جدا ، وأن يتم تسليحهم بأسلحة متطورة جدا ، بدلا من الأسلحة الحالية التى تفرضها معاهدة كامب ديفيد ، والتى لاتصلح فى مواجهة أعداء الوطن ، بل أن بعض البلطجية الأن مسلحون باحدث منها ، وبأسلحة مصنعة فى بئر السلم .

لابد من إستثمار أحداث سيناء المؤسفة ، وأن يقوم المجلس العسكرى بفتح ملف معاهدة كامب ديفيد ، وتعديل بنودها ، ولاسيما أن بنود المعاهدة تقتضى مراجعتها كل خمس سنوات ، ولابد أن يحدث التعديل الأن -وليس الإلغاء- حفاظا على الأمن القومى والسيادة المصرية ، فتعديل المعاهدة ليس من المحرمات ، وتلك فرصة ذهبية قد لاتتكر مستقبلا .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 9160