سوريا
عمال التنظيفات(الزبالة) هم بعض من شبيحة نظام الأسد.

زهير قوطرش في الخميس ٢١ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

عمال التنظيفات(الزبالة) هم بعض من شبيحة نظام الأسد.

 

المجتمع السوري بطبيعته يحترم ويقدر أية مهنة مهما صغرت قيمتها  وشأنها وخاصة , إذا كانت فائدتها تعود  بالنفع على المجتمع برمّته .ومن هذه المهن الأساسية هي مهنة عمال الزبالة .عامل التنظيفات أو الزبال كما يسمى عادة في سوريا الذي يحظى باحترام أهالي الأحياء,لأهمية ما يقوم به من جهد للمحافظة على نظافة الشوارع في كل المدن والقرى.والعلاقة ما بين هؤلاء الموظفين في البلديات وسكان الأحياء علاقة فيها نوع من التقدير للجهد الذي يقدمونه الزبالة من جهة  ولضعف حالتهم المادية من جهة أخرى,لهذا صارت العادة وهي قديمة في سورية أن يكافئ أهل الحي زبال حارتهم في المناسبات بتقديم ما يستطيعون تقديمه من تبرعات لمساعدة هذه الفئة ذات الدخل المحدود.

لكن النظام الاستبدادي والقمعي في سوريا,وكعادة الأنظمة الشمولية ,التي تستغل فئة الفقراء والمعوزين لتجعل منهم  جيوشاً,يقدمون لهم الفتات ليخلقوا منهم مرتزقة يدافعون عنه بعد تدريبهم وتأهيلهم من خلال غسل أدمغتهم وتحكمهم بلقمة عيشهم. لهذا كنت استغرب دائماً حاجة أي زبال عند تقديمه طلب التوظيف في أية بلدية  إلى موافقة أمنية!!!!

اليوم ,وبعد ثورة الكرامة ,وقيام شباب الانتفاضة بالتظاهرات السلمية المطالبة بإسقاط النظام ,لفت نظر المراقبين,أن  بعضاً من الذين  يواجهون المتظاهرين السلميين هم من عمال التنظيفات المقنعين في أغلب الأحوال إلى جانب قوات الأمن والشبيحة المنظمة ,حيث زودهم النظام بهروات عادية ,وكهربائية ,وأصدر  الأوامر إليهم بضرب المتظاهرين على رؤوسهم بدون رحمة لمحاولة تفريقهم وإخماد صوتهم.وبالطبع جُعل البعض من رجال الأمن كمراقبين على حسن أداء هؤلاء المرتزقة ,وكأنهم يحصون لهم عدد الرؤوس المهشمة  من  الشباب المسالم بعد كل مظاهرة ليكافئونهم على فعلتهم الشنيعة, حيث يدفعونهم بين المتظاهرين ليهجموا  عليهم  بشكل وحشي ,  يفرغون من خلاله حقداً زرعه النظام في صدورهم ضد أبناء بلدهم.

كنت دائماً استغرب ولا أصدق ,كيف يمكن لمواطن شريف ,أن يتحول إلى آلة يوجهها النظام الاستبدادي لقمع أي تحرك جماهيري يطالب بالعدالة والحرية ,إلى أن أتصل بي صديق لي من مدينة حمص البطلة ,وأخبرني كشاهد عيان ما سمعه من حوار بين زبالين ,كانا يقفان تحت بلكون بيته حوالي الساعة الثانية والنصف ليلاً.

 

الحوار:

أبوسعيد وحياتك اليوم كسرت شي عشرين راس من المتظاهرين ,ولك هالشباب شغلة كبيرة ,بتضربوا على راسه وهو بيصرخ سلمية ,والله شي محير.وأنت أبو سعيد.... كم راس كسرت اليوم.

أبو سعيد: والله علمي علمك ,كنت مثل عنتر ابن شداد ,كسرت الروس على اليمين وعلى الشمال ,... وحياتك ما كنت فاضي للعد يا أبو أحمد..لكن بدك الحق ,والله قلبي وجعني على هالشباب, لك شو بدهم بهاالصرعة ...شو سلمية سلمية  وهن راحين على الموت ... ولا ما عدنا نفهم شيء.

أبو أحمد : لك أبو سعيد مو شغلة حلوة كل مظاهرة عم نقبض ألف ليرة ...بدك رأي ..  إن شاء الله بتزيد المظاهرات وتطولها شي سنة  عل القليل.... والله يخلينا بشار الأسد ونظامه... والمتظاهرين  حتى تتحسن أحوالنا ..

أبو سعيد: من تمك(فمك) لباب السما(السماء) يا أبو أحمد... انتهى الحوار

 

(مصائب قوم عند قوم فوائد).

عار على هذا النظام الأمني أن يستغل أكثر الفئات حاجة ,ليخلق منها مرتزقة تدافع عن وجوده الغير شرعي ...وعار عليه أن يستقوي بالضعفاء من فئة الزبالين على أبناء شعبه المطالب بالعدالة... حتى لهؤلاء المساكين.

 

اجمالي القراءات 12100