إذا كان الكتاب هو شريعة الأمة فن أين أتتها عقيدتها ؟

عثمان عمران في الخميس ١٤ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

إذا كان ألكتاب هو شريعة ألأمة فمن أين أتتها عقيدتها (الإسلام)

 

تحدثنا في مقال سابق عن الإسلام بعنوان (الإسلام كما عرَّفه القرآن ألكريم)

حيث بيَّنا أن الإسلام هو بنص القرآن هو عقيدة كل المخلوقات والكتاب هو شريعتها بما في ذلك السموات والأرض فيطرح السؤال نفسه : " إذا لم تأت العقيدة في الكتب السماوية فمن أين أتتنا إذاً ؟

" وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ(38) ألأنعام

" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ(41) النور

" فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30) الروم

" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) فصلت

" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَاأَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172) الأعراف

الإسلام بالفطرة ويغرسه الله سبحانه في فطرة كل مولود قبل ان يولد ويشهده علي نفسه بربوبيت الله سبحانه عليه فيقول بلي شهدت فقد رزقنا شهادة أن لا إله إلا الله قبل ان نولدوقبل ان نتبع لأي شريعة كانت – فقد كان الناس أمة واحدة :

"كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّاالَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(213) البقرة : ِشريعة واحدة ونهج حياتي واحد – الذين أوتوه هم أصحاب الكتب السماوية كلٌّ يقول للآخر لست علي شئ حتي تتبع شريعتي : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(113) البقرة

والرسول عليه الصلاة يقول لهم لستم علي شئ حتي تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل اليكم من ربكم -

" اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا(43) فاطر

" قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ(38) الأنفال "

" سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا(77) الإسراء" سنة الله (الكتب السماوية) لا اختلاف فيها إلا ما قد حرف منها وصححه القرآن

" وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ(196) الشعراء – الضمير "وإنه" يعود علي القرآن الكريم

"إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى(18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19) الأعلي

" وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى(133) طه

" أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ ءَابَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ(68) المؤمنون " – لا اختلاف في مضمون الكتب السماوية إلا فيما قد حرف منها وقد بينه لهم القرآن الكريم

" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72) الأحزاب – ألأمانة هي التكليف وتحمل مسؤولية أعمالنا أو التخيير -

كما أوضحنا من قبل الإسلام هو الإيمان بالله واليوم ألآخر ثم الإتباع بالعمل الصالح كيفما تفرضه الشريعة – وهو إيمان (تصديق "أنظر "أمن" لسان العرب) فطري في داخل كل المخلوقات -

والشواهد علي هذه الفطرة كثيرة فمثلا لماذا عبد المجوس النار والصابئة النجوم وعبد الفراعنة آلهة ابتدعوها كذلك قدماء اليونان ابتدعوا آلهة للحرب والحبالخ ويؤمن الهنود الحمر بحياة أخري بعد الموت كذلك القبائل الأفريقية الكجور والهندوس البقرة والبوذيون والتنين في الصين – ولماذا بحث سيدنا إبراهيم عن ربه في حين كان أبوه يصنع الأصنام – ولما كان إصراره في البحث عن ربه لولا فطرة الله التي فطر الناس عليها ! كذلك الفراعنة وكل من سبق ذكرهم – كيف اتفقوا جميعا علي وجود الله وعبادته وهم لم يأتهم بشيرا ولا نذيرا ولم تكن هنالك وسائل اتصال بينهم فلو كان يوجد اتصال لتوحدت الديانات والآلهة كما هو حال البوذية بين الصين والهند -

تم بعون الله

 

 

 

اجمالي القراءات 10617