حلم الكادر الخاص والمدرس المصرى

رضا عبد الرحمن على في السبت ١٣ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

عاش المدرسون فى مصر منذ انتهاء انتخابات الرئاسة عام 2005م  حلما جميلا عن زيادة رواتبهم وأجورهم وحوافزهم , ولا زالوا يعيشون فى نفس الحلم , ومعظم اوقات الفراغ فى المدارس والمعاهد يقضونها فى الحديث عن الكادر الخاص لدرجة ان بعضهم ممكن ينسى ان عليه حصة ويجب ان يدخل الفصل , ولكن شدة الحديث فى هذا الحلم , وشغف الحوار يـُلهيه عن كل شىء حتى عمله المسند اليه , والذى سيأخذ عليه الكادر الخاص الذى يحلم به ..

وفاتت الأيام والشهور والحلم فى زيادة مستمرة لدرجة أن كل من يظن نفسه مستفيدا من هذا الكادر الخاص يحمل فى يده ورقة وقلم وأله حاسبة , ليحسب ويقسم المرتب الجديد والحافز الجديد ..

ولم يسأل أحدا من هؤلاء نفسه ولو مره واحدة هل هو يؤدى واجبه تجاه وظيفته على أكمل وجه حتى يحلم بهذا الكادر الخاص , هل الراتب الذى يأخذه الأن يعمل به فعلا وبالتالى بدأ يفكر فى زيادة للمرتب , أم أن معظم المدرسين للأسف يدخلون الحصص بالعافية وبعد محايلة من المشرف الزميل وبالبلدى كده المدرس بيدخل الفصل  (بالـزَّقْ ) فكيف يفكر فى زيادة  , وأول ما يهتم به عند وصوله المدرسة أو المعهد هو دفتر الحضور والإنصراف ويسأل فى حد غريب هنا ( موجه يعنى ) .. ؟؟ على الرغم أنه من المفروض أولا أن يسأل عن ميعاد حصته ويكون فى انتظارها ويكون مستعدا لها , لكن للأسف الشديد معظم المدرسين اليوم يقومون بتحضير الدرس داخل المعهد أو المدرسة قبل الحصة مباشرة أو فى نفس اليوم ويهتم بدفتر التحضير أكثر من دخول الحصة , ويهتم بالحضور والإنصراف أهم من آداء الحصة ومن استفادة الطلاب منها , وعند كتابة التقارير السرية من رئيس العمل يبقى عاوز تقدير امتياز على الرغم انه مقضيها بلطجة وفلكعة طول السنة ... هذا هو الواقع بدون أى ظلم لأحد وكل مواطن منا يسأل أبناءه إلى أى حد وصلت صورة المدرس ..

وسريعا وحتى لا يفهم أحدا انى متحامل على الموظف , لا والله  فأنا أعرف ظروف الموظف المطحون الحزين الذى لا يكفيه المرتب ليوم خمسة فى الشهر, و الضغط النفسى والعصبى الذى يعيشه مع هذه الحكومة الظالمة التى رسمت له أحلاما وردية ولكنها وضعته فى مذبلة الموظفين فى الدولة وجعلت صورته أسوء صورة وبذلك تحققت المعادلة فى فساد التعليم ..

وعلى سبيل المثال : هل يعقل ان شيخ معهد فى الخامسة والخمسين من عمره أو مدير مدرسة فى نفس السن يكون مرتبه بعد الحوافز والزيادات وبعد خدمة لا تقل عن خمسة وعشرين عاما فى التدريس يكون حوالى (700  جنيه) وإذا خرج للمعاش يحصل على مكافأة نهاية خدمة حوالى ( 25 ألف جنيه ) وبذلك لا يتساوى مع راسب الإعدادية الذى يتطوع فى الجيش وبعد خمس سنوات يصل مرتبه إلى ألف جنيه وعند نهاية الخدمة يأخذ لا يقل عن مائة ألف جنيه , كما أنه لا يتساوى أيضا مع أى عامل أو فراش فى شركات الإتصالات أو وزارة الكهرباء ..

 , لكنى ألفت النظر إلى ان هذا الموظف الذى يفكر وينتظر ويحلم بكادر خاص هل يستطيع أداء عمله على اكمل وجه وهل يستطيع المكوث فى المعهد أو المدرسة من الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا .. على الرغم أن نفس المدرس اليوم لا يستطيع المكوث فى نفس الوظيفة أكثر من ساعتين أو ثلاثة على الأكثر والجميع يعرف ذلك , لأنه يذهب لأداء عمل آخر بعد الظهر أو ينتظره طلاب الدروس الخصوصية التى تسببت فى فساد التعليم فى مصر , كما تسببت فى أن يتعود الطالب المصرى على التلقين وعدم القدرة على الإبداع والبحث عن المعلومة بدون وسيلة مساعدة  .. هل سيغير هذا المدرس من حاله .. ؟؟  , هل سيترك العمل الإضافى ويضحى بالدروس الخصوصية .. ؟؟ , هل الفلوس ستجعل الضمير يستيقظ بعد ثـُبَاته الطويل ..؟؟

هذا المدرس هو نفسه الذى سيـُطلب منه بعد زيادة المرتب أن يكون متواجدا فى عمله طوال اليوم تقريبا فكيف يكون الحال يا سادة ..؟؟

وفى النهاية أضيف بعض الأبيات النثرية عن الكادر الخاص قرأتها فى جريدة المساء ـ  كتبها مواطن مصرى اسمه (حسين الوردانى ) :

يا اللى بتحلم بالكادر خلى حلمك معقول

بتحلم بالكباب والكفته ... خليك فى البصل والفول

عيبك إنك بتصدق كلامهم المعسول

من إمتى القاتل يا غبى بيسمى على المقتول

فرحت لما لقيت التجار لك بتتود

وبعت العفش القديم وبالشكك بتجدد

بكرة الديانة تشتكى والجلسة تتحدد

وانت فى الحديد مكلبش والولية وراك بتعدد

الكادر ولادته متعثرة ومفيش طبيب ولا داية

الفاتحة على روحة وادعوا لأهله بالصبر والهداية

اسمع كلامى ومد رجليك على قد الملاية

صدقنى عمر الكتاكيت ما عطفت عليها حداية

 

مع تمنياتى لكل مصرى بالتوفيق والنجاح ...

 

اجمالي القراءات 16811