السياحة فى مصر والغباء الاقتصادى

حمدى البصير في الأربعاء ١٥ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

أتمنى أن يبدأ الموسم السياحى الصيفى الحالى بنشاط أكبر ، ولاسيما بعد زوال حالة الإنفلات الأمنى تقريبا ، وعودة الشرطة بكامل قوتها إلى الشارع المصرى ، وتأمين الجيش للمنشأت السياحية الحيوية ، ولاسيما ان الموسم الحالى يعتمد على السياحة العربية ، كما أن الاخوة العرب يعشقون التجول فى الشوارع المصرية ويعرفون معظم الاماكن السياحية فى القاهرة والأسكندرية وشرم الشيخ ، ومن هنا لابد من توفير الأمن والامان فى كل شبر من أراضى المحروسة .

كما أن موسم الصيف هو موسم تنشيط السياحة الداخلية ، وعادة مانجد كل شواطىء مصر مزدحمة فى مثل هذا الوقت من كل عام ، الذى تبدأ فيه المصايف ، ولاسيما بعد إمتحانات الثانوية العامة ، والتى ستنتهى الأسبوع القادم ، وعادة لانجد فى شهور الصيف مواطىء لقدم فى الأسكندرية ومرسى مطروح وشرم الشيخ ، وأيضا فى مصايف بلطيم ورأس البر وجمصة ، وذلك من أواخر يونيو وحتى أوائل سبتمبر من كل عام .

وكان من الطبيعى بعد ثورة يناير أن تتراجع السياحة الخارجية ، عقب مرحلة عدم الإستقرار التى مرت بنا فى الشهور الماضية ، ولكن كنت أتمنى أن يكون هناك نشاط أكبر فى السياحة الداخلية ، ولاسيما فى موسم الصبف الحالى ، خاصة فى وجود قرى سياحية وغرف فى فنادق شبه خالية ، ولكن هناك من يفكر بعقلية رجعية فى الإستثمار والجذب السياحى ، لا على المستوى الحكومى ، ولكن فى القطاع الخاص أيضا ، فهؤلاء لم يشعروا بثورة يناير وتأثيراتها ، لاعلى مستوى التفكير ، ولا على مستوى إتخاذ القرار وقراءة الواقع الذى خلفته الثورة .

فعلى سبيل المثال طلبت من زميلى فى قسم السياحة بالجريدة ، الأستاذ محمد قنديل ، المشاركة فى تنظيم مصيف لزملائى أعضاء اللجنة النقابية للعاملين فى جريدة العالم اليوم بأسعار معقولة ، على ان يراعى التكلفة الإقتصادية ، وظروف بعض زملائى المادية ، وبعد عشرات الإتصالات أعطانى قنديل تليفون مديرة فى إحدى الشركات السياحية ، لكى أتفاوض معها من أجل ترتيب مصيف مناسب لزملائى .

ورغم أن مديرة أو مندوبة الشركة علمت جيدا اننى رئيس اللجة النقابية فى جريدتى ، وأننى أسعى إلى تقديم خدمة لزملائى ، خاصة ممن لايقدرون على تحمل تكلفة المصيف ، إلا أنها صدمتنى عندما قالت لى إن المصيف سيكون فى برج العرب بالأسكندرية ، وستتكلف الليلة الواحدة فى غرفة ذات سريرين ألف ومائة جنيه ، بخلاف المواصلات ، اى أن بحسبة بسيطة ، سيتكلف الفرد الواحد من زملائى فى أسبوع المصيف حوالى خمسة ألاف جنيه ، فى غرفة مزدوجة ، فى الوقت الذى كنت " أحلم " أن تكون تكلفة المصيف للزميل الواحد حوالى خمسمائة جنيه .

بالطبع لوفكرت أن انظم لزملائى رحلة إلى تركيا أو قبرص أو حتى لتايلاند وماليزيا ، لن تكون بتلك التكلفة ، رغم إرتفاع أسعار تذاكر الطيران ، أما فى مصر ، ورغم خلو الفنادق من النزلاء ، والركود فى حركة السياحة بصفة عامة ، نجد مصيف فى برج العرب ، وليس فى مارينا أو الغردقة أو فى إحدى قرى حسين سالم الخيالية بشرم الشيخ ، يتكلف خمسة ألاف جنيه فى أسبوع .

وبالطبع الإرتفاع المبالغ فيه فى أسعار الغرف بالقرى السياحية الفاخرة ، رغم الركود السياحى ، هو غباء إقتصادى ، والتعامل بإزدواجية والتفريق بين السائح الأجنبى والمواطن المصرى فى أسعار الغرف السياحية ، وتحميل إبن البلد بأسعار مزدوجة ، يسمى عقدة الخواجة ، وحصول المستثمرين السياحيين على أراضى الدولة برخص التراب ، وبناء منتجعات فاخرة عليها ، والتى لايجرؤ المواطن دخولها بسبب تكاليف المعيشة الباهظة ، بالإضافة إلى تفضيل السائح الأجنبى عليه ، هى خيانة وطنية .

وللحديث بقية .

حمدى البصير

elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 10545