هل الحاكم العربى فوق المساءلة؟

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٩ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

  

منذ أن أصبحت الدول العربية  جمهوريات  وممالك أو إمارات أو سلطنات ، وبعد خروج الاستعمار، وبعد تشكيل هذه الدول على نحو (الحكم المطلق للحاكم / الحكم المطلق لرئيس الوزراء / الحكم المطلق لجميع الوزراء) دون حسيب أو رقيب ، وتسيس الناس أن جميعهم فوق المسائلة ولا يحق لأي مواطن عربي أن ينتقد هؤلاء حتى لو كان الحاكم يجند جيش لحمايته ولخدمته هو ومن يعول ، حتى لو كان الحاكم ينفق من أجله الملايين من دم الشعب، حتى ولو قام الحاكم بنهب ثروات شعبه، لا يحق لأحد أن يسأله، وما يفعله الحاكم يفعله رئيس الوزراء ويفعله كل وزير وكل مسؤول كبير في الدولة، تجد عند هؤلاء عشرات الخدم وعشرات من رجال الحراسة وعشرات السائقين وعشرات السيارات باختلاف أنواعها، كل هذا على نفقة الشعب ومن دم الشعوب، فهل الحكام والمسئولين بهذه المواصفات من الممكن أن يفكروا ولو مجرد تفكير فيما يعاني منه الناس؟!.. هل من الممكن لمثل هؤلاء المسئولين الذين أغلبهم يستحوذون على ثروات الشعوب وتقوم جيوش لحمايتهم وخدمتهم أن يفكروا في الفقراء؟!..

 

وقد ظهرت وانكشفت ثروات مبارك التي سرقها من دم المصريين هو وأمثاله من الفاسدين، وثروات بن علي الذي نهب ثروات شعب تونس، والقذافي بما فعله في الشعب الليبي، والحبل على الجرار، كلما يسقط حاكم من حكام الدول العربية تتكشف الحقائق وينكشف المستور عنه أنه كان حرامي ولص مدعي الشرف والكرم، بمعنى أن الحاكم في أي جمهورية من وقت لآخر يظهر على الناس بالقول، سوف أقوم بالتبرع من مالي الخاص من أجل كذا أو كذا وهو سارق لهذه الأموال وناهب لحقوق الناس، أما الدول التي تحمل اسم مملكة أو سلطنة أو إمارة يقوم الملك أو السلطان أو الأمير بنفس الشيء ولكن بصورة مذله للشعب الذي يحكمه، وحين يحتج الناس بسبب شيء ما تأتي بطانة هؤلاء بالقول لقد قرر الملك بمكرمة ملكية للشعب الذي تم نهبه من الملك نفسه هو وبطانته الفاسدة، هذا هو نظام الحكم في الدول العربية، ويكفينا ما تكشفت عنه فضائح الحكام العرب وزبانيتهم، أصبحت بجلاجل على مستوى العالم بالأموال التي نهبوها وهربوها لأميركا وأوروبا من دم الشعوب العربية والتي يعيش معظم الناس فيها تحت خط الفقر ولا يملك قوت يومه.

 

 

اجمالي القراءات 9178