ثورة الشباب
ثورة الشباب ,ثورة الفوضى الخلاقة.

زهير قوطرش في الأحد ٠٦ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

ثورة الشباب ,ثورة الفوضى الخلاقة.

 

قامت ثورة الشعب في تونس وفي مصر ,قاد شرارتها الأولى الشباب ,وكان الانتصار الذي أذهل الجميع في الشرق وفي الغرب ,هب الشباب في كلا البلدين ,ليعلنوا للعالم ,أنهم يريدون الحرية ,يريدون الديمقراطية والدولة المدنية ,صرخوا بأعلى صوتهم ..

لا..للفساد .... .فهبت جموع الجماهير بالملايين من ورائهم تدعمهم ,هذه ال&Igg;ذه الجماهير التي كانت طيلة حكم الطغاة صامتة ,فَحِسب الحكام أن صمتها هو طاعة وانقياد  ,فعاثوا في البلد فساداً.نسي هؤلاء الحكام ,أن في الصمت قوة ,وفي الضعف قوة ,وفي قوتهم ضعف .

وفجأة ,تسابقت الأقلام ,لتحليل الحدث بالكلمة والصورة ,وتباينت الآراء بين مؤيد وداعم ,وبين منافق مندهش يريد أن يركب الموجة ,وبين خائف على مصالحه التي اكتسبها من ولائه للطغاة ,فكان صوتهم الذي  زين لهم سوء أعمالهم.

وبالمقابل ,خرجت علينا بعض الأصوات ,من زبانية بعض الأنظمة الشمولية والاستبدادية ,تعلن أن ما جرى هو مخطط أمريكي صهيوني ,غايته أحداث حالة الفوضى الخلاقة التي خططوا لها بعد فشلهم في العراق , ونبهوا الشعوب ,بان عليهم ,أن لا ينسوا القضية المركزية ,القضية الفلسطينية ,لأنهم هم حماتها .ولا قضية مركزية برأيهم إلا القضية الفلسطينية ,وهي منهم براء.لأن انتصار القضية الفلسطينية لن يتحقق إلا من خلال أنظمة حرة وديمقراطية.

وهل حقاً ثورة الشعوب العربية هي الفوضى الخلاقة كما يدَّعون خوفاً على أنظمتهم البائدة عاجلاً أم أجلاً؟؟؟

صحيح أن بداية الثورات ,وخاصة في مجتمعات لم تعرف الحرية والديمقراطية ,وفي خضم الحراك الجماهيري ,وبداية صراع المصالح والإرادات ,تكون هذه الثورات عادة في حالة فوضى سياسية إلى أن تنتظم الأمور ,فترة الثورة هي فترة فوضوية ,الثورة الفرنسية ظلت ما يقارب المئة عام حتى نضجت ,فكيف يريد هؤلاء الفلاسفة ,أن تنتظم هذه الثورات في أيام قليلة .مع كل أسف خلطوا في تصوراتهم ما بين الانقلابات التي سموها ثورات(ثورات  قسرية) ,وبين الثورات الشعبية  التي لم يتعودوا عليها.

أدهشتهم النتيجة الدراماتيكية بسرعتها ,وتركتهم في حيرة وفي بلبال,لا يدرون ولا يفقهون ما الذي حصل ,هذا الحدث التاريخ صدمهم  ,ولا نقول التاريخي ,لأنه بداية تاريخ جديد.وغاضهم  أن هذه الثورات لم تراهن لا على القائد الفرد ,ولا على الحزب القائد ,راهنت على تغيرات جذرية ,أنها ثورة حقيقية مزيج من الثورة السياسية ,والثورة الاجتماعية.

ومع ذلك فقد هزأت ثورة الشعوب في تونس وفي مصر من منظري الثورات على شاكلة هؤلاء المنظرين ,وهزأت الجماهير من فلاسفة الفوضى الخلاقة ,كما هزأت الثورة من الأحزاب التقليدية ,والحركات الدينية السياسية ,وهزأت حتى من منظري الثورات التقليدية ,وطرحت سؤالاً كبيراً   على الماركسيين في الدرجة الأولى ,الذين اعتمدوا المقولة  الماركسية التي تقول "ليس وعينا هو الذي يحدد وجودنا الاجتماعي ,العكس هو الصحيح وجودنا هو الذي يحدد وعينا"

فجاءت ثورة تونس ومصر ,لتثبت أن الوعي هو الذي يحدد الوجود على الأقل في ثورتي تونس ومصر .الوعي ....هذه هي فرادة الإنسان ,لأنه هو الذي غير طبائع الأشياء في الثورتين  أنه الوعي اليقظ , الوعي الحساس , هو الإحساس بالظلم  الذي وقع على الجميع من قبل سلطة الحكم وزبانيته والطفيليين المنتفعين ,  لا فرق في ذلك بين غني وفقير.

 

اجمالي القراءات 11639