بيان المركز العالمى للقرآن الكريم :
الله أكبر .. وسقط الطاغية غير المبارك

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١١ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

11 فبراير 2011

 

1 ـ كم كنا نتوق الى هذا النصر بتحرير المواطن المصرى من المحتل المحلى . شهد العرب عهد التحرير من المحتل الأجنبى ، ولكن استولى على الحكم طغاة  عسكريون و حزبيون ، قاموا بالاستبداد والفساد ، فتحول رؤساء الجمهورية الى طغاة أشد استبدادا من مستبدى الملوك . وكالعادة بدأت مصر بالثورة العسكرية الحقيقية ضد المستعمر الأجنبى وقادت حركة التحرر العالمى وقادت ما يعرف بالمدّ القومى ودول عدم الانحياز والحياد الايجابى. وبالاستبداد فشل كل شىء ، وتمخضض جبل الثورة المصرية فأنجب مبارك ، الذى هبط بمصر الى القاع ، وهبط العرب جميعا بهبوط مصر . والآن ثارت مصر لتبدأ ثورة جديدة هى تحرير المواطن المصرى على قاعدة أن المواطن هو الممثل الحقيقى للوطن ، وأن هذا المواطن البسيط يقاس به  حال الوطن ، إذا كان ذليلا فى بلده فالوطن كله فى نفس الذلة ، ولو كان عزيزا فى بلده فالوطن عزيز بمواطنيه.

ثورة تحرير المواطن ستمتد من تونس ومصر الى بلاد العرب ، وستتغير الخريطة السياسية للوطن العربى ، فالوسيلة بسيطة و عميقة أيضا هى أن يقوم الفرد بتغيير نفسه بأن يكون مستعدا للموت فى سبيل العدل كى توهب له الحياة الكريمة . وإلا فالموت الذليل هو البديل .

2 ـ فى فرحة الانتصار بثورة اللوتس المصرية يبقى ان نؤكد على :

2 /1ـ إن ثورة اللوتس أسهمت فيها نضالات كثيرة وكتابات كثيرة خلال ثلاثين عاما من طغيان مبارك ، ومنها نضال وكتابات أهل القرآن وتضحياتهم ، ولكن الفضل هو فقط لكل الشباب وكل المتظاهرين من الناس العاديين والمثقفين والحرفيين والمهنيين والرجال والنساء والصغار الذين تجمهروا فى ساحة التحرير وكل الساحات فى المدن والقرى المصرية ، والفضل الأعظم والأكبر هو للشهداء الأبرار والجرحى و المفقودين و المعتقلين منذ 25 يناير . هؤلاء جميعا هم الذين ثاروا غضبا على حاضرهم وخوفا على مستقبلهم . هم القادة  وهم أصحاب النصر ، ولا نسمح بأى حال بأن يسرق النصر منهم محترفو السياسة من خدم النظام السابق ممن كانوا يقومون بمعارضة زائفة للاستبداد .

2 / 2 : أهم تحول تثبته ثورة اللوتس أن دور الجيش هو خدمة وحراسة الشعب وليس ركوب الشعب . ما يعرف بثورة يولية قام بها الجيش وحصل على تأييد الشعب فتحول الانقلاب العسكرى الى ثورة . الآن هى ثورة شعب بأكمله ، وقد تردد الجيش وكانت له بعض سقطات وسلبيات ، ولكن أمام إصرار الشعب فى ثورته السلمية و الحضارية اضطر الجيش الى الضغط على الطاغية فرحل . هنا ثورة شعبية اضطر الجيش أخيرا الى مساندتها . الدرس المستخلص أن دور الجيش من الآن هو الوقوف مع شرفه العسكرى والذى يعنى ان يكون الجيش خادما وحارسا لمصر وحريتها لا لأن يحكمها . فحين حكم الجيش مصر انهزم  عسكريا و أضاع مصر سياسيا وحضاريا واقتصاديا . دور الجيش المصرى الآن هو حماية التحول الديمقراطى المصرى ليمر بهدوء وسلاسة  مع حراسة الوطن وضمان استدامة الديمقراطية.

2/ 3 : وحتى يتم التحول الديمقراطى فى مصر بسرعة وسلاسة وأمان فمن المهم أن نغفر ونصفح .

هناك من وقف مع مبارك وتظاهر مؤيدا له ، وهذا حقهم فى ابداء الرأى . ولا ينبغى أن نؤاخذهم عليه ، فالديمقراطية تعنى الرأى و الرأى المخالف . وهذا الصفح والغفران ينبغى أن يضم كل من عادى ثورة اللوتس وعمل مع الطاغية مبارك . ينبغى أن ننظر الى الأمام وليس الى الخلف ، وأن تكون الفترة القادمة هى فترة انتقالية للديمقراطية و ليست فترة انتقامية . ليكن شعارنا ( عفا الله جل وعلا عما سلف ) وأهلا بكل أبناء مصر ليسهموا فى بناء عهد جديد لمصر. لا وقت لدينا للانتقام وتصفية الحسابات لأن لدينا الأهم وهو بناء دولة جديدة على أسس الديمقراطية و العدل وحرية الدين والفكر و المعتقد والرآى واللامركزية و حقوق الانسان وكرامة الفرد . إقامة هذه الدولة يستلزم اصلاحا جذيا فى الدستور و القانون واجهزة الدولة .

2 / 4 : ثورة اللوتس هى ثورة الشباب . هم قادتها وهم منظموها وأصحابها . وبالتالى لا بد أن يتصدروا الصفوف فى نظام الحكم القادم ، ليس فقط لأنهم أصحاب الثورة السلمية ، وليس فقط لأنهم الأقدر على فهم العصر والأصلح للعمل على مستقبل باهر ولكن أيضا لأن الشباب المصرى هو أغلبية سكان مصر . وقد آن الأوان لنرى رئيسا فى مصر فى سنّ الأربعين . فهذا هو دليل على حيوية الشعب ، والذى يعبر عن التعايش مع العصر .

2 / 5 : من المهم جدا أن نعى أن الديمقراطية لا تعنى وجود ( حاكم ) أو ( رئيس للشعب ) ولكن رئيس لادارة تخدم الشعب باعتباره الخادم الأول للشعب ، فالشعب المصرى هو ( السيّد ) وهو (الحاكم ) وهو مصدر ومنبع وصاحب السلطات .

لا بد أن ينتشر هذا الوعى بمفهوم الحكم ومصدريته .

أحسن الحديث :

(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)( القصص 4 : 6 )

اجمالي القراءات 14478