سن التقاعد (المعاش) وعلاقته بثورة الشباب

رضا عبد الرحمن على في الجمعة ٠٤ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

سن التقاعد (المعاش) وعلاقته بثورة الشباب

 

ثورة الشباب التي دخلت يومها الحادي عشر وهو يوم الجمعة الذي أطلق عليه جمعة الرحيل ، لا يزال شباب مصر ورجالها ونساءها يثبتون للعالم كله أنهم ليسوا أقل من أي شعب وليسوا عبادا إلا لله جل وعلا ، وأنهم لن يستعبدوا بعد اليوم ، وكما قلت في مقالي السابق إن شباب مصر جعلوا مصر وكأنها تولد من جديد ، وبدأت كتابة تاريخ جديد بحروف من نور لهذا البلد ـ الذ&iacutil;لذي أضاع هيبته مجموعة من الفاسدين المفسدين ، الذين سرقوا أموال الشعب ولم تكفهم فأصروا أن يسرقوا أحلام هذا الشعب وحقه في الراحة والأمن والأمان والحرية والعدالة والمساواة كباقي البشر ، فما كان من شباب مصر وشعبها إلا أن لقنهم درسا لن ينسوه جميعا.

وأعود للمنافقين الذين تسقط عن وجوههم الأقنعة كل يوم حتى يجملوا صورة هذا النظام القبيح الفاسد السارق الذي يثبت بنفسه على نفسه وعلى أعضائه أنهم مجرمون ، فكل يوم يتم القبض على حرامي أو مجرم أو فاسد من أذناب هذا النظام ، ويظن مبارك أن سياسة (كبش الفداء) ستخدع المصريين ، وظهر ذلك في أول خطاب ظهر فيه مبارك فقد ضحى بالحكومة وأقالها ، وقيل أنه قبض على أحمد عز والعادلى ووزير الداخلية وآخرون (ولا يعلم أحد صدق هذا من كذبه) لأن أحمد عز ظهر وهو في دبي وهذا يظهر كذب النظام والإعلام المصري ، ورغم هذا فكل يوم يثبت النظام أن رجاله السابقون كانوا أسوأ الرجال وأقذر الرجال ولكن كان يغض عنهم الطرف طالما المصريون ساكتون ، لكن اليوم رويدا رويدا أخذ النظام يكشف فساد رجاله وحقيقتهم بنفسه دون أي تدخل من أحد.

ومن أكثر ما لفت نظري في كلام منافقي ومضللي الشعب المصري كلامهم عن شخص مبارك وكأنه إله يعبد مع الله ، لقد تم تقديس شخص مبارك بصورة غير طبيعية لا يقبلها عقل ولا عاقل ، ويصورون تنحى مبارك بأنه إهانة لشخصه وأنه أب لكل المصريين ومجرد أن نطلب منه الرحيل أو التنحي فنحن نوجه له إهانة ، وهنا أقول لهؤلاء هل يُـقدم الأب المصري على قتل وتعذيب وتشريد أبناءه وسرقة حقوقهم في كل شيء ، هل يقدم أبي مصري على فتح السجون وخروج سبعة عشر ألف مسجل خطر وبلطجي ليرعوا الشعب المصري كله ويقتلوا ويصيبوا هذا الشباب الطاهر الذي أقام ثورة عظيمة سلمية سلمية ، وأقول لهم أيضا ما هي الإهانة في تنحى رئيس دولة ومجيء رئيس آخر.؟.

ألا يعلم هؤلاء أنه في قانون العمل المصري يحال الموظفون إلى المعاش في سن الستين ، إذا كان المدرس والمهندس وأستاذ الجامعة ورجل الجيش والشرطة ومعظم الوظائف الحكومية العادية يحال أصحابها جميعا للمعاش أو للتقاعد عن العمل حين يصل الشخص لسن الستين ، وسبب ذلك أن الإنسان في هذا السن تقل قدرته على أداء مهام عمله ، وبالتالي يجب أن يرحل ويعين مكانه أحد الشباب لتعاقب الأجيال وتجديد الدماء في العمل القومي ، وهنا نقطة جوهرية إذا كان الموظفون في معظم وظائف الدولة يفرض عليهم التقاعد في هذا السن أليس الأجدر برئيس الدولة أن يحال للتقاعد في سن أقل من سن الستين حتى يكون سنه وحالته الصحية مناسبة لمهامه كرئيس دولة ، وحتى يكون سنه وحالته الصحية مناسبة لمنصبه الكبير والهام الذي يحتم عليه أحيانا العمل طوال 24 ساعة ، فإذا كان الموظف العادي يحال للمعاش في سن الستين فمن وجهة نظري يجب أن يحدد سن المعاش أو التقاعد لرئيس الدولة بسن أقل من هذا السن ، وذلك حرصا على مصالح الدولة ، وتقديرا للمسئولية التي تقع على عاتق رئيس الدولة ، ولا مانع على الإطلاق من الاستفادة بخبرة هؤلاء الأشخاص في العمل القومي والوطني سواء أكان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو علميا ، ولكن يكون ذلك بالتفرغ بعد ترك العمل الرسمي ، ويكون ذلك عن طريق تكوين جمعيات تطوعية في كل هذه المجالات لخدمة الوطن ولتقديم خبرة هؤلاء الناس في صورة رأي يستفيد منه القائمون على إدارة مؤسسات الدولة ، وهذا بالطبع إذا كان هؤلاء حقا يريدون تقدم الوطن ويخافون عليه ويحملون مشاكله وهمومه في قلوبهم ، ولا يفكرون فقط في البقاء في العمل أو السلطة لمصالح شخصية رغما عن إرادة الشعب.

اجمالي القراءات 11028