البيئة الملائمة
الإنسان والبيئة الملائمة

زهير قوطرش في الإثنين ٠٣ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

سؤال هام يطرحه كل إنسان عربي  وهو شاهد على هذا العصر .....

لماذا نحن متخلفون رغم الإمكانيات البشرية والمادية التي نمتلكها؟ ...

هل المشكلة في تكويننا الجيني ,أم في أنظمتنا ,أم في فعل المؤامرة .....أم في ابتعادنا عن ديننا كما يقول البعض .هذا المقال على بساطته يعطينا تصوراً أراد من خلاله الكاتب  ,وضع الأصبع على الجرح.....فهل أصاب ؟ أم لدينا تصورات وأراء أخرى بناءة نضيفها من خلال التعليق على المقال ,لنغني ف&szlcute; فكرته ونعمم الفائدة.

 ملاحظة: هذا المقال أرسله صديق لي ,لكنه لم يذكر من هو كاتب المقال....على كل حال جزاه الله خيراً.

الإنسان والبيئة الملائمة.

 

يقول الدكتور محمود الربداوي في دراسته عن الإنسان والحضارات.

"إن الإنسان  والشجرة كلا منهما يثمر ويؤتى أكله ضعفين إذا توفر له المحيط المناسب والمناخ الملائم ,وأطلق عقال قدراته ,فملأ الدنيا عطاء وهبات وخيراً"

 

قبل ثلاثين عاماً, رحلت إلى أورباً الشرقية طلباً للعلم ,كان الأوربيون آنذاك,إذا جاء موسم التين  في بعض الأماكن الدافئة من العالم ,يسرعون باستيراده ,كونه فاكهة لذيذة الطعم ونادرة بالنسبة لهم .وكم كنت أسمع من بعض المواطنين الأوربيين ,قولهم "خسارة ,هذه الشجرة لا تعيش في ظروفنا المناخية الباردة." كنا نحن أبناء الشرق نتباهى ,بأن هذه الشجرة المقدسة تعيش وتثمر في بلادنا ,وكم كنا فخورين بها ,على الأقل كان لدينا ما نباهي به ,وكأننا نحن من خلق هذه الشجرة.

اليوم ,نجح العلماء في أوربا  بعد بحوثهم العلمية الطويلة ,أن يزرعوا شجرة التين في بيئتهم ومناخهم الباردتين,وأصبحت تثمر وتؤتي أكلها تيناً لذيذ الطعم.

لقد صدق الدكتور الربداوي ,فالإنسان الأوربي ,وفر لهذه الشجرة الظروف المناسبة ,والمناخ الملائم , بعد أن أطلق عقال قدراته ,فطوع شجرة التين التي كان زرعها في بيئة باردة حلماً .... ونجح في ذلك كما نجح في الكثير من الاكتشافات والاختراعات  ,فملآ الدنيا عطاء وهبات وخير.

وسؤالي المهم ,لماذا وبالرغم من الإمكانيات العظيمة المتاحة, وسعة الأرض ,ومختلف تدرج التربة,وتباين المناخ  للوطن العربي على مختلف خطوط الطول والعرض ,ووجود الإمكانيات المادية ,والإمكانيات البشرية, يبقى الإنسان العربي بشكل عام إنساناً بدون أهداف تنموية ,إلا من بعض الحالات الفردية التي أثبت قدرتها على التفاعل والعطاء؟

الجواب  لا يتطلب الكثير من العناء والتفكير .... لأنه لم  تتوفر  أمام المواطن العربي البيئة والمناخ المناسبين.

والدليل على ذلك ,كما قال لي أحد  رجال الأعمال النمساويين .

" الغريب في الأمر أن المواطن العربي  في الغرب, يبدع وينجح لدرجة ملفتة للنظر  في شتى المجالات ,فهو طبيب ناجح وصاحب اكتشافات طبية ,أو مهندس  بلغ درجات علمية عالية ,أو رجل أعمال ابتدأ من الصفر ,وهاهو صاحب شركات ومصانع ,أو.....الخ ,بينما لو عاش في بلده الأصلي ,لم ولن يحقق هذا النجاح لماذا؟"

في الواقع أنا لا أتفق مع هذا الرأي بالمطلق ,ففي عالمنا العربي ,توجد نجاحات فردية في شتى المجالات ,لكنها تبقى محدودة وفردية ,ولا تشكل رقماً بالنسبة لعدد السكان. المشكلة  في تطور الفرد من خلال تطور المجتمع .صحيح أن هناك نجاحات فردية,لكن انعكاس ذلك على بنية المجتمع وتطوره معدومة .والسبب الأساسي والمهم ,هو في طبيعة القائمين على الأمر.هؤلاء ومع كل أسف ,لا يريدون , ولا يرغبون في حل هذه الإشكالية ,لأن حلها يكمن في إعطاء المواطن الفرد الحرية الكاملة ,وبالتالي حريته تعني مسؤوليته ,وتعني تفجير طاقاته الإبداعية ,وخاصة إذا شعر أنه شريك لأولي الأمر في كل ما يهم شتى جوانب حياته الاجتماعية والاقتصادية ,هذه الحرية هي الرأسمال الذي كسبه الإنسان في الغرب ,وعلى أساسه تطور فكره وثقافته , وأصبح الفرد سيد بكل معنى الكلمة ,تولد لديه شعور الحر ,وهو أن هذا الوطن هو وطني ,وهو لأولادي من بعدي ,لهذا عليَ أن أقدم له كل الأمكانيات

 

اجمالي القراءات 11979