الفرق بين التفسير والتبيين
الفرق بين التفسير والتبيين

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ٢٩ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

الفرق بين التفسير والتبيين

 

في الماضي كانت الناس تقول أو ربما اعتادوا على أن هذا الكتاب من تفسير الشيخ فلان من الناس ويقصدون بذلك عن كتاب هذا الشيخ أو العالم انه يفسر لهم القران، وهذا خطأ من الناس ومن الشيخ نفسه أن يضيف إلى شخصه، هذا ما فعلوا المفسرين السابقون كما أطلقوا على أنفسهم بما يعرف تفسير فلان وفلان واستمر المسلمين على ذلك قرون، وحتى الآن لم ينتبه أغلب المسلمين أن هناك فرق كبير بين التفسير وبين التبيين، التفسير هو حق من حقوق الله ولا يجوز لأي إنسان أن يضيفه لنفسه حتى ولو كان نبي من أنبياء الله، جميع الكتب السماوية بما فيها القرآن آخر الكتب من عند الله تقول لا تفسير إلا من عند الله، يقول تعالى:

((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) سورة النحل آية 64.

 

هنا لتبين لهم وليس لتفسر، أي تقرأ عليهم القران كما هو، هذا هو المقصود بالتبيين، ولم يأتِ في القران أن أتت أية تقول لرسول ما أن يفسر للناس، يقول تعالى:

((وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً)) سورة الفرقان آية 33.

 

نلحظ هنا من القرآن الكريم أن هذه الآية الكريمة لم تذكر غير مرة واحده، يقول تعالى:

((ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)) سورة القيامة آية 19.

 

أي لا تفسير للقران إلا من داخل القرآن نفسه، وأن بيانه غير تبيينه، أي تفسير القران وبيانه هو على الله وليس لأي إنسان حق في هذا، ثم لا يمكن أن يأمر الله الناس أن يتبعوا الدين ويكون هذا الدين غير واضح أو غير مفسر، ويترك لهم من يقوم بتفسير هذا الدين لهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر لو كان القرآن يحتاج تفسير أكثر من ذلك كما فسره وفصله لنا الله لأمر الله الرسول بعد أن كتب القران أن يكتب تفسير القران، وهذا لم يحدث، فالتفصيل يأتي من عند الله وحتى صاحب الرسالة ليس مخول أن يضيف أي شيء، وينطبق ذلك على جميع أنبياء الله، يقول تعالى:

((وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) سورة الأعراف آية 52.

 

أي ليس على المؤمن إلا أن يؤمن بكتاب الله كما هو وأن تفسير القرآن اكبر وأعظم على أن يقوم البشر بتفسيره، هذا أمر يفوق علم وفهم كل البشر لأن القرآن لم يأتِ لنا غامض أو مبهم حتى نجتهد نحن في توضيحه أو تفسيره كما يدعي البعض من الناس أن القران لا يفهم إلا بالرجوع إلى كتب التفسير كما يقولون وهذا خطاء جسيم ويجب الانتباه له، كيف لهؤلاء المفسرين السابقين أن جعلوا القران لا يفهم إلا عن طريق ما يكتبوه، بمعنى أن كلام الله يحتاج إلى تفسير أما كلامهم لا يحتاج إلى تفسير، وهم بذلك تعدوا جميع الخطوط الحمراء في تعاملهم مع القرآن، هذا ما أقنع به السابقون الناس، ومن وجهة نظرهم وحتى الآن أغلب الناس تعتقد في هذا الشيء، من هنا لا بد أن نعلم وأن نفرق بين التبيين والتفسير حتى لا نقع فما وقع فيه السابقون من أخطاء على كتاب الله، ثم إن الله تعالى يقول:

((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160})) سورة البقرة.

 

أي بينوا للناس الحق القرآني وليس لتفسره لأنه مفسر من عند الله، كما قال تعالى:

((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)) سورة القمر آية 17.

 

أي الله هو الذي يفسر لنا القرآن وإن رفض كفر قريش القران في زمن الرسول عليه السلام كان على سمع القرآن كما هو يقول تعالى:

((وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)) سورة القلم آية 51.

 

أي أن  الكفار أنفسهم كانوا يفهمون القرآن ويعلمون بما فيه من حق ولكن لا يؤمنون به فكيف بالذين آمنوا بالقران ويدعون أنهم لا يفهمون القرآن دون تدخل البشر بما يعرف بالتفسيرات؟!.. وأخيراً نقول أن القران لا يحتاج إلى تفسير البشر لأنه مفسر من رب البشر.  ومن حقنا  أن نسال كيف كتاب  هذا الشيخ من الناس أو ذاك  كتاب ما  دون أن يكون مع هذا الكتاب كتاب أخر لكي يفسر الكتاب الأول وهذا موضوع لن ينتهي وكلما كتب إنسان كتاب أو مقال يكتب له تفسير والتفسير يحتاج ألي تفسير ألي ما لا نهاية ومع ذلك هذا لم يحدث أن كتب شخصا

: ما وفعل هذا

اجمالي القراءات 14547