الحجاب هل هو عقيدة أم زي أجتماعي
شرح آية الحجاب مقارنة مع آية المبايعة وأتخاذ العهد مع الله عز وجل

رياض على زهرة في الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

-({ شرح آية الحجاب مقارنة مع آية المبايعة واتخاذ العهد مع الله عز وجل })-


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وآل محمد
 

 

الحجاب : ما يُقال حوله  بين علماء المسلمين   من مؤيد للزي المتوارث ومعارض  كون  الزي حرية شخصية بحيث يكون مناسب ولا يخدش الحياء العام  و بين  معتدل  .

 

مع ملاحظة أن بحثنا هذا لا يدعوا  إلى خلع أو لبس  الحجاب ..!!

 

 وإنما لتبيان أن لبسه من عدمه  لا يثبت أو ينفي عقيدة  أو هو علامة فارقة لفرز المؤمنات عن غيرهم   .

 

 

أقول : إن الحكم بين المسلمين  هو كتاب الله عز وجل ,نرد إليه أي اختلاف أو تنازع  كما أمرنا  الله عز وجل بقوله :


قال الله تعالى:


{ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }الشورى10

عندما يختلف المسلمين بأي شيء , يكون الحكم بينهم والمرجع هو كتاب الله وآياته الشريفة .

وليس المرجع هو أفكار ومعتقد وثقافة العلماء ولباس النساء  وما يدور في الحي  والمحيط  الاجتماعي .

وبشكل أدق  من حيث مصداقية البحث العلمي , عندما نناقش موضوع الحجاب  على أنه فرض من الله عز وجل على جميع المسلمات إلى يوم الحساب  ,  يختلف عن مناقشته  على انه  زي اجتماعي لحي ما من بلد إسلامي ما , هو فرض  على جميع  المسلمات  في جميع  بلاد  المسلمين  إلى يوم الحساب   .

فمن لبست الحجاب كما كانت تلبسنه النساء منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام كانت مسلمة وإلا فهي خارجة عن الإسلام وكافرة وسافرة حسب بعض العقول التي تُفرض  علينا  شئنا أم أبينا  أن نعتنق أفكارهم  بشكل ببغائي , وغير قابل للمناقشة أو الاعتراض أو طلب التعديل  ولا حتى  طلب التوضيح .

 


رغم أنآيات الحجاب قد تمت مناقشتها وشرحها في الكثير من المنتديات الحوارية على الإنترنيت  وفي الكثير من البرامج التلفزيونية على الفضائيات وحفلت كتب التفسير بتناقضات حول تفسيرها   وفهمها ومدلولاتها ,ولم يتفق الجميع على تفسير واحد  لها  حتى الآن  .

لنبدأ بعونه تعالى:


قال الله عز وجل يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم:


{ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْن َوَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59


نلاحظ أن الأمرالإلهي موجه للنبي ( ص ) بالاسم  بقوله سبحانه  

 :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل } { قُل }


فليس هنا أي خطاب مباشر من الله عز وجل لجميع المسلمين ولا أي خطاب مباشر منالله عز وجل لجميع المؤمنين..!! 

إذاً هذا الخطاب الإلهي لشخص النبي ( ص ) هو زماني ومكاني خاص بزمنوحياة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد يقول البعض ( وهذا حقهم ) ...  أن كتابالله وآياته هو أمر الهي منزل على خاتم النبيين ليعمل به ويطبقه  جميع المسلمين إلى يوم الحساب  وأي ناكر أو معطل  لأي  آية   من القرآن  الكريم  فهو غير مؤمن ,  ولا حتى يحق له أن يكون مسلم ...؟؟؟

نقول هذا صحيح وجواب هذا السؤال قادم..!!

نعود إلى الآية الكريمة موضع البحث.


قال الله تعالى:


{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْن َوَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }


كما وضحنا سابقاً أن الخطاب الإلهي موجه لشخص نبيه محمد ( ص )

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ  } بأن يقوم هو شخصياً وهو على قيد الحياة بالقول { قُل }.

 

 والسبب في هذا الأمر الإلهي لنبيه بالقول لنسائه وبناته ونساء المؤمنين بوضع الحجاب هو ليظهرهن في ذاك الزمان , زمن حياة النبي (ص ) كعلامة مميزة لهم عن الجواري والآمات في ذلك الزمان ... !!

 

لأن الفجار من شباب ذاك الزمان يتهجمون على أعراض النساء الذين يذهبون لقضاء حاجاتهم الخاصة ليلاً في البراري من حيث التبول والتبرز ... حيث كان لا يوجد أماكن خاصة ضمن المنازل ,  كما هي اليوم عندنا.  

إذاً سبب نزول هذا الآية تاريخياً هو من أجل وضع علامة فارقة مميزة لنساء النبي وبناته ونساء المؤمنين لكي يتم التعرف عليهم ليلاً أثناء قضاء حاجتهن...!!!


ولنتابع الدليل على  ذلك  بقوله تعالى:

{ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ }

القصد والهدف والحكمة في هذا الأمر الإلهي هو التعرف عليهم من خلال علامتهم الفارقة بحجابهم عن جواري ذاك  الزمان  لعدم التعرض لهم بالأذىأثناء قضاء حاجاتهن ليلاً في البراري  من قبل الشباب الطائش الذين يطاردون جواري ذاك الزمان    ..!!!

فالزمن قد تغير  والتاريخ وأماكن السكن  تغيرت أيضاً .

 

 فاليوم الزمن اختلف والحماية أصبحت ذاتية من داخل المنازل وليست في العراء .

 

 وقد انتقل نبي الله محمد ( ص )  ونسائه وبناته إلى جوار ربهم عز وجل منذ أكثر من ألف وأربعمائةعام, رضي الله  عنهم جميعاً وأدخلهم فسيح  جنانه .
فلم يبقى منهم حياً إلا المؤمنين ونسائهم جيلاً بعد جيل إلى يومالحساب.

 والآن تفضلوا  لنتجول معاً في تفاسير علماء المسلمين حول الآية الشريفة موضوع البحث  .


تفسير القرطبي


&&&&&&&&&&&&&&&&


لَمَّاكَانَتْ عَادَة الْعَرَبِيَّات التَّبَذُّل , وَكُنَّ يَكْشِفْنَ وُجُوههنَّ كَمَايَفْعَل الْإِمَاء, وَكَانَ ذَلِكَ دَاعِيَة إِلَى نَظَر الرِّجَال إِلَيْهِنَّ, وَتَشَعُّب الْفِكْرَة فِيهِنَّ , أَمَرَ اللَّه رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرهُنَّ بِإِرْخَاءِ الْجَلَابِيب عَلَيْهِنَّ إِذَا أَرَدْنَالْخُرُوج إِلَى حَوَائِجهنَّ , وَكُنَّ يَتَبَرَّزْنَ فِي الصَّحْرَاء قَبْل أَنْ تُتَّخَذ الْكُنُف - فَيَقَع الْفَرْق بَيْنهنَّ وَبَيْن الْإِمَاء, فَتُعْرَف لْحَرَائِر بِسِتْرِهِنَّ , فَيَكُفّ عَنْ مُعَارَضَتهنَّ مَنْ كَانَ عَزَبًا أَوْشَابًّا . وَكَانَتْ الْمَرْأَة مِنْ نِسَاء الْمُؤْمِنِينَ قَبْل نُزُول هَذِهِالْآيَة تَتَبَرَّز لِلْحَاجَةِ فَيَتَعَرَّض لَهَا بَعْض الْفُجَّاريَظُنّ أَنَّهَا أَمَة, فَتَصِيح بِهِ فَيَذْهَب , فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلَتْ الْآيَة بِسَبَبِ ذَلِكَ . قَالَ مَعْنَاهُ الْحَسَن وَغَيْره.
...............................................


وَكُنَّ يَتَبَرَّزْنَ فِي الصَّحْرَاء ....... , فَيَكُفّ عَنْ مُعَارَضَتهنَّ مَنْ كَانَ عَزَبًا أَوْشَابًّا
............................

وَكَانَتْ الْمَرْأَة مِنْ نِسَاء الْمُؤْمِنِينَ قَبْل نُزُول هَذِهِ الْآيَة تَتَبَرَّز لِلْحَاجَةِ فَيَتَعَرَّض لَهَا بَعْض الْفُجَّار يَظُنّ أَنَّهَاأَمَة

&&&&&&&&&&&&&&&
تفسير أبن كثير


&&&&&&&&&&&&&&&

قَالَالسُّدِّيّ فِي قَوْله تَعَالَى " يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتِك وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبهن َّذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ " قَالَ كَانَ نَاس مِنْ فُسَّاق أَهْل الْمَدِينَة يَخْرُجُونَ بِاللَّيْلِ حِين يَخْتَلِط الظَّلَّام إِلَى طُرُق الْمَدِينَة فَيَعْرِضُونَ لِلنِّسَاءِ وَكَانَتْ مَسَاكِن أَهْل الْمَدِينَة ضَيِّقَة فَإِذَا كَانَ اللَّيْل خَرَجَ النِّسَاء إِلَى الطُّرُق يَقْضِينَ حَاجَتهنَّ فَكَانَ أُولَئِكَ الْفُسَّاق يَبْتَغُونَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ فَإِذَارَأَوْا الْمَرْأَة عَلَيْهَا جِلْبَاب قَالُوا هَذِهِ حُرَّة فَكَفُّوا عَنْهَا فَإِذَا رَأَوْا الْمَرْأَة لَيْسَ عَلَيْهَا جِلْبَاب قَالُوا هَذِهِ أَمَة فَوَثَبُوا عَلَيْهَا وَقَالَ مُجَاهِد يَتَجَلَّيْنَ فَيُعْلَم أَنَّهُنَّ حَرَائِر فَلَا يَتَعَرَّض لَهُنَّ فَاسِق بِأَذًى وَلَا رِيبَة وَقَوْله تَعَالَى" وَكَانَ اللَّه غَفُورًا رَحِيمًا " أَيْ لِمَا سَلَف فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة حَيْثُ لَمْ يَكُنْ عِنْدهنَّ عِلْم بِذَلِكَ.
......................

فَإِذَا رَأَوْا الْمَرْأَة لَيْسَ عَلَيْهَا جِلْبَاب قَالُوا هَذِهِ أَمَة فَوَثَبُواعَلَيْهَا
................................
وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ" وَقَوْله " ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ " أَيْ إِذَا فَعَلْن َذَلِكَ عَرَفَهُنَّ أَنَّهُنَّ حَرَائِر لَسْنَ بِإِمَاءٍ وَلَاعَوَاهِر
&&&&&&&&&&&&&&&&
تفسير الجلالين


&&&&&&&&&&&&&&&
يَاأَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتك وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبهنَّ" جَمْع جِلْبَاب وَهِيَ الْمُلَاءَة الَّتِيتَشْتَمِل بِهَا الْمَرْأَة أَيْ يُرْخِينَ بَعْضهَا عَلَى الْوُجُوه إذَا خَرَجْنَ لِحَاجَتِهِنَّ إلَّا عَيْنًا وَاحِدَة "ذَلِكَ أَدْنَى" أَقْرَب إلَى "أَنْيُعْرَفْنَ" بِأَنَّهُنَّ حَرَائِر "فَلَا يُؤْذَيْنَ" بِالتَّعَرُّضِ لَهُن َّبِخِلَافِ الْإِمَاءفَلَا يُغَطِّينَ وُجُوههنَّ فَكَانَ الْمُنَافِقُونَ يَتَعَرَّضُونَ لَهُنَّ "وَكَانَ اللَّه غَفُورًا" لِمَا سَلَفَ مِنْهُنَّ مِنْتَرْك السِّتْر "رَحِيمًا" بِهِنَّ إذْ سَتَرَهُنَّ
..................................

"فَلَا يُؤْذَيْنَ" بِالتَّعَرُّضِ لَهُنَّ بِخِلَافِ الْإِمَاء

&&&&&&&&&&&&&&&&&&
تفسير الطبري


&&&&&&&&&&&&&
الْقَوْلفِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتك وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبهن َّ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتك وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ , لَا يَتَشَبَّهْنَ بِالْإِمَاءِ فِي لِبَاسهنَّ إِذَا هُنَّ خَرَجْنَ مِنْ بُيُوتهنَّ لِحَاجَتِهِنَّ , فَكَشَفْنَ شُعُورَهُنَّ وَوُجُوهَهُنَّ , وَلَكِنْ لِيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبهنَّ , لِئَلَّا يَعْرِض لَهُنَّ فَاسِق , إِذَا عَلِم َأَنَّهُنَّ حَرَائِر بِأَذًى مِنْ قَوْل , ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي صِفَة الْإِدْنَاء الَّذِي أَمَرَهُنَّ اللَّه بِهِ,
........................................


الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى................ ثُم َّاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل.
........................


وَقَوْله : { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِدْنَاؤُهُنَّ جَلَابِيبهنَّ إِذَا أَدْنَيْنَهَاعَلَيْهِنَّ أَقْرَب وَأَحْرَى أَنْ يُعْرَفْنَ مِمَّنْ مَرَرْنَ بِهِ, وَيَعْلَمُوا أَنَّهُنَّ لَسْنَ بِإِمَاءٍ , فَيَتَنَكَّبُوا عَنْ أَذَاهُنَّ بِقَوْلٍ مَكْرُوه , أَوْ تَعَرُّضبِرِيبَةٍ

&&&&&&&&&&&&


تفسيرالطبطبائي


&&&&&&&&&&&&&&&&


وقوله: {يدنين عليهن من جلابيبهن } أي يتسترن بها فلا تظهر جيوبهن وصدورهن للناظرين.

وقوله: { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } أي ستر جميع البدن أقربإلى أن يعرفن أنهن أهل الستر والصلاح فلا يؤذين أي لا يؤذيهن أهل الفسق بالتعرض لهن.
&&&&&&&&&&&&&&&
تفسير الطبرسي


&&&&&&&&&&&&&&

{ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } أي ذلك أقرب إلى أن يعرفن بزيّهن أنهنَّ حرائر ولسن بإماء فلا يؤذيهن أهل الريبة فإنهم كانوا يمازحون الإِماء وربما كان يتجاوزالمنافقون إلى ممازحة الحرائرفإذا قيل لهم في ذلك قالوا حسبناهنَّ إماء فقطع الله عذرهم. وقيل: معناه ذلك أقرب إلى أن يعرفن بالستر والصلاح فلا يتعرض لهن لأن الفاسق إذا عرف امرأة بالستر والصلاح لم يتعرض لها عن الجبائي { وكان الله غفوراً } أي ستاراً لذنوب عباده { رحيماً}  بهم.

&&&&&&&&&&&&&&&&


نكتفي بهذا القدر من التفاسير حيث أن الجميع يخطى على ذات الخطى وهي أن الآية نزلت لتميز الحرائر عن الآمات وغيرهم أثناء قضاء حاجاتهم الخاصة.

فالآية هي للتميز ما بين الحرة والآمة في ذاك الزمان والمكان حصراً..!!

وقد نهى الخلفية عمر بن الخطاب رضي الله عنه الآمات عن لبس الحجاب وقد تعرض لبعضهن بالضرب ونزع الحجاب عن رؤوسهن في الشوارع عندما كان يجدهن متحجبات...!!
وذلك حسب ما جاء في ( الدرر المختار – تبيين الحقائق)
&&&&&&&&&&&


قال عمر : الق عنك خمارك يا دفار ، اتتشبهين بالحرائر.... ؟؟؟؟؟؟؟


&&&&&&&&&&&&

والآن إلى الإجابة على السؤال السابق الذكر في المقدمة حول كيف نطبق ونعمل بهذه الآية الكريمة الآن ... في القرن الواحد والعشرون..!!

إذا كانت الآية الكريمة الخاصة بالحجاب موجهه إلى شخص  نبي الله محمد ( ص) بأن يقول لنسائه وبناته ونساء المؤمنين في ذاك الزمان بوضع علامة تميزهم عن الجواري المعاصرين لهم بهدف وغاية  عدم التعرض لهم بالأذى ناتج  عن الالتباس  والخطأ   ..!!

أيها السادة لنقارن معاً  بين الآيات الكريمةالتالية:

قال الله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} الأحزاب59
وقال الله تعالى أيضاً:

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً طَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِم ْإِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103

نلاحظ في الآيتين السابقتين الذكر أمر إلهي إلى نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بفعل الأمر:


{ قُل } و { خُذْ } و { وَصَلِّ}


{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنجَلَابِيبِهِنَّ}


{ خُذْمِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }


{ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ }

لندقق  معاً بالآيتين السابقتين  نجد أنهما متماثلتين تماماً  من خلال احتوائهما معاً على أمر إلهي واضح وصريح  إلى شخص النبي محمد (ص )  , الأولى أمر إلهي بالقول ... وهي تخص وضع علامة فارقة للجسد  الفاني لغاية وهدف عدم  تعرضه  للأذى في ذاك الزمان ... !!

 

والثانية أمر إلهي بالأخذ من أمولنا صدقة  وأمر إلهي بالتزكية  وأمر إلهي بالصلاة على من يدفع  هذه الصدقة .

 

وهي تخص النفس  الإنسانية  الباقية  الراجعة  إلى ربها بما تحمل  من إيمان  وعمل صالح وسكن و اطمئنان  في الحياة  الدنيا .

 

لقوله تعالى :

 

{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً }الفجر27–28

 

فكيف للبعض أن يتمسك بآية تخص الجزء الفاني من الإنسان وهي  مخصصة لزمن محدد  ولهدف محدد وهو عدم تعرض نساء النبي ( ص )  وبناته  ونساء المؤمنين للأذى ويكفرون مخالفيهم لعدم فهمها وتطبيقها  كما فهموها وطبقوها  هم  .

 

 ويتجاهلون تماماً آية تخص النفس الإنسانية وهي الجزء الباقي  الخالد  ويسقطونها من التطبيق  تماماً  وكأنها لا وجود  لها في كتاب الله عز وجل   بدون أي تعليق أو تبرير  لتجاهلهم  هذا  .

 

والله  عز وجل  يقول وقوله الحق  :

 

{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106



وقال سبحانه :

{  أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}البقرة85

والسؤال الذي يفرض نفسه  علينا  هنا  هو :

كيف نعمل ونطبق  هذا الأمر الإلهي  الموثق  في محكم  تنزيله  الآن

 

قال الله تعالى :

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِم ْصَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِم ْإِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌلَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103

فمن الذي يأخذ منا الصدقة الآن عوضاً عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ومقابل هذا الأخذ يطهرنا ويزكينا ويصليعلينا لتكون صلاته  هي سكن لنا  واطمئنان  .

 

وبذلك يكون الله سبحانه يحق الحق ويوقع العدل ويسن المساواة ويرفع الظلم ولا يبدل في قوله بين  من كان حياً  زمن حياة رسوله  المصطفى خاتم النبيين  محمد ( ص ) , وبين  من صدف مولده  وحياته  بعد وفاته  وانتقاله  إلى جوار الرحمن .

 

قال الله تعالى :

 

{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29


وقال سبحانه :

{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}الأنفال33

{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ }  { وَأَنتَ فِيهِمْ} { وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

فهل برأيكم أن الله  عز وجل قد بدل قوله ( والعياذ بالله ) وأصبح  معذباً  لنا بعد  وفاة رسوله  خاتم النبيين  محمد ( ص ) ...؟؟؟


قال الله تعالى

{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَفَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّه َفَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }الفتح10

{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}

{  إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}{ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ }

فهل هذه المبايعة وأخذ العهد  مع الله  عز وجل  قد نسخت وسقط العمل بها وتطبيقها  بوفاة رسوله محمد ( ص ) ...!!!


ننتظر وقوفنا جميعاً  بصدق مع الله  عز وجل أولاً  وصدق مع النفس ثانياً

والإتيان  بدليل  واحد  فقط لا غير نقنع  به أنفسنا  قبل محاولتنا إأقناع  الآخرين ...؟؟؟

 

فهل نسخت المبايعة مع الله  عز وجل  ونسخ أخذ العهد  مع الله  العزيز الحكيم  بعد وفاة رسوله  خاتم النبيين محمد ( ص ) .

 

 وبقي فقط  تشبثنا بفلانة تحجبت فهي مسلمة ومؤمنة ,  وأخرى نزعت  حجابها فهي سافرة وغير مؤمنة  وحتى غير  مسلمة ...؟؟؟






والآن حتى يكتمل بحثنا  للوصول إلى  فهم مشترك يجمعنا حول آية الحجاب  , نعود إلى الآية الكريمة  مع التذكير بما سبقها من الآيات لعلاقتها الوثيقة بها .

قال الله تعالى

{  إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِبِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِين َيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }الأحزاب 56 – 57 – 58 – 59

الآية التي سبقت آية الحجاب أمر من الله عز وجل لجميع المؤمنين بالصلاة الإبراهيمية في كل يوم وفي كل صلاة على محمد وآل محمد ...!!!

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


تفسير الطبري

&&&&&&&&&&&&&&&

حَدَّثَنَاابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا هَارُون , عَنْ عَنْبَسَة , عَنْ عُثْمَان بْن مَوْهِب, عَنْ مُوسَى بْن طَلْحَة , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَتَى رَجُل النَّبِيَّ صَلَّىاللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : سَمِعْت اللَّهَ يَقُول : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ } . . . الْآيَة , فَكَيْفَ الصَّلَاةعَلَيْك ؟ فَقَالَ : " قُلْ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِمُحَمَّد , كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد"

...................................


فَقَالَ : " قُلْ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِمُحَمَّد , كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد"


&&&&&&&&&&&&&&&&

قال الله تعالى :

{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32– الصف 8

وقال سبحانه :


{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّبِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ}آل عمران112

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } آل عمران 33 – 34

 

{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }فاطر32


{الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا }{ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ}{ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ }

 

أيها الأخوة فهل فككتم هذا الارتباط  الإلهي الأبدي السرمدي منذ الأزل ولم يزل  إلى الأبد  ما بين حبل الله  عز وجل وحبل الناس  المصطفين  على العالمين الوارثين لكتابه ذرية بعضها  من بعض نور على نور وتركتم حبل الله سبحانه منفرداً ( والعياذ بالله )  ..!!

 

وتمسكتم  فقط  بفلانة  لبست حجاب  وزميلتها خلعت الحجاب وتلك لبست الحجاب وجارتها خلعت الحجاب ومن  صرح بوجوب  وضع الحجاب  فهو مسلم  ومؤمن ,  ومن دافع  عن الحرية الشخصية  , كون الحجاب ليس فرضاً ملزماً  للجميع  في كتاب الله  , فهو كافر وغير مؤمن  ودخيل على الإسلام ... و ... و ... الخ .

 

وننقل لكم  ما كتبته  كارين أرمسترونغ : من كتاب الأصولية ص 185

تحجيب النساء ليس عادة أصيلة وغير أساسية في الإسلام فالقرآن الكريم لا يأمر جميع النساء بالحجاب وعزلهن في الحرملك لم يصبح عادة إلا بعد مضي ثلاثة قرون على وفاة النبي , عندما بدأ المسلمون يقلدون مسيحيي بيزنطة وزرادتشي فارس الذين كانوا يُلزمون نسائهم بارتداء الحجاب لكن لم تكن جميع النساء يرتدين الحجاب إذ كان دلالة على مكانه إجتماعية فنساء الطبقات العليا فقط كن يرتدينه ولسن الفلاحات وحول هذه المسألة خاض قاسم أمين الداعي لتحرر المرأة في مصر عام / 1880 / م

 هذه الحوارات سببت ردة فعل حتى تحول الحجاب إلى رمز للمقاومة ضد الإستعمار فلذلك بقي مسلمون كثيرون يعتبرون الحجاب حماية لجميع النساء ودلالة على إسلام صحيح .


الهميسع – رياض علي زهرة

 

الجمهورية العربية السورية – منطقة السلمية

 

  00963999854552

 

مدير منتدى ملة إبراهيم صراطاً مستقيماً  وديناً قيماً .

 

www.readz.org

 

 

@@@@@@@@@@@

 

 

 

 

اجمالي القراءات 29563