لكل نفس بشرية جسدان (9 ): الزوجية والحور العين وملائكة الجحيم

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٤ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا :

منذ أكثر من 14 قرنا ذكر القرآن قانون الزوجية ، وموجزه أن الخالق وحده جل وعلا هو الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد والذي ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأن ما عداه من المخلوقات يخضع لقانون الزوجية ، أي سالب وموجب،  ذكر وأنثى .إلخ . يسري هذا على الإنسان والحيوان والنبات كما يسري على الكون والسماوات والأرض ، فهناك كون وكون نقيض ، وهناك ذرة وذرة نقيضة ، وماء وماء نقيض ،يقول جل وعلا : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَ&ae;نفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) (يس 36 : 36 )( وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ )( الزخرف 12 ) .

 

2 ـ بالنسبة لنا نحن البشر فالزوجية تعني اننا خلقنا من ذكر وانثى وكل منا إما ذكر أو أنثى ( وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً ) (النحل 72 )( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ) ( النجم 45 : 47 ).والنشأة الأخرى المشار لها هنا تعنى الجسد الآخر يوم البعث .

 

3 ـ إلا أن الزوجية بالنسبة لنا لا تبلغ درجة التناقض التام كما هو الحال في الذرة والذرة النقيضة والكون والكون النقيض اي العالم المادي ، فلو التقى الكون بالكون النقيض تدمر العالم كله ، أما بالنسبة لنا فالذي يحدث هو العكس ، فاللقاء الجنسي أو التلقيح الجنسى بالنسبة للذكر والأنثى في الإنسان والحيوان والنبات لا يعني تدميرهما وإنما يعني إنجاب وتوليد المزيد منهما.

وهناك فرق آخر، فالفروق بين الذكر والأنثى لا تبلغ حد التناقض بل هى مجرد اختلافات لأن الله سبحانه وتعالى خلق (نفس ) آدم وخلق منها زوجها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) (النساء 1 )، أي أن حواء مخلوقة من آدم ، أى هى جزء منه ،  فهناك اختلاف ولكنه ليس تاما. فمعروف أن في كل ذكر نسبة من الأنوثة وأن في كل أنثي نسبة من الذكورة، والحيوان المنوي هو الذي يحدد نوعية الجنين .بل هناك من يولد(خنثى ) ليس ذكرا وليس أنثى . وهناك ميول جنسية شاذة يكون بعضها داخل الجينات يجعل صاحبها يميل جنسيا إلى نوعه اي يميل الذكر للذكر والأنثى للأنثى .

 

4 ـ أهمية هذه الحقائق تكمن في موضوع هذا المقال الذي يتحدث عن الزوجية والحور العين ليثبت حقيقة قرآنية لم تكن معروفة من قبل ، وهى إن الحور العين ليست للذكور المؤمنين فقط ولكن للنساء المؤمنات أيضا ، نقصد من كان ذكرا وانثى فى الدنيا وآمن وعمل صالحا واستحق الجنة . إن الجسد الأول لكل نفس بشرية التي تعيش به في هذه الدنيا ، والذي يكون ذكرا أو أنثى سينتج عنه عمل، لو كان عملا صالحاً فسيخلق الله له الحور العين . أي أن الحور العين ستكون للصالحين في الجنة الذين كانوا من قبل في الدنيا ذكورا وإناثا.

دعنا نشرح هذا .

نفترض  أن ( محمدا )  قد تزوج (سلمى) في الدنيا وعمل عملا صالحا وعند دخولهما الجنة لن يكون محمد ذكرا وسلمى انثى ،  وإنما سيكونان من جنس واحد هما جنس أهل الجنة ، وسيكون لكل منهما حور عين .

بشرح أكثر فإن محمد وسلمى صدر عنهما عمل صالح ،هذا العمل الصالح ليس ذكرا وليس انثى ، فهما كانا يصليان ويقدمان الصدقات ويحجان إلى البيت الحرام ، ويؤمنان بالله جل وعلا وباليوم الآخر ويتقيان الله جل وعلا ويبتعدان عن الفواحش . كل هذه الأعمال وكل هذه المعتقدات لا تنتمي إلى ذكورة أو أنوثة ، فالصلاة منهما هى هى وكذلك الزكاة والحج والعمل الصالح والتقوى ، كلها لا فارق فيها بين ذكر وأنثى ، فكلها نوعية واحدة ، وبالتالى فعند البعث ترتدي نفس محمد عملها وترتدي نفس سلمى  نفس العمل الصالح فيصبحان جنسا واحدا . وكل منهما يبيض وجهه ويصحبه نور عمله ، وكل منهما ينطبق عليه وصف أصحاب الجنة .

5 ـ وكل منهما يتمتع بما في الجنة من نعيم ، جاء وصفه في القرآن الكريم بطريقة المجاز كقوله تعالى (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ )(محمد 15) ، فالله جل وعلا يضرب مثلا لما في الجنة نستطيع أن نفهمه من خلال مداركنا الدنيوية ، أما حقيقة نعيم الجنة فلا يمكن إدراكه بعقولنا الحالية ، يقول جل وعلا ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )(السجدة  17). وهذا منطقي ، فنحن في عالمنا هذا لو افترضنا أننا نخاطب جنينا في بطن أمه ونصف له طعامنا وشرابنا ومتنزهاتنا وسائر متعنا فلن نستطيع إفهامه إلا من خلال البيئة التي يعيش فيها الجنين وهو يتغذى من خلال دم الأم .ونحن ـ بعد ـ  لا زلنا اسرى هذا العالم واسرى الزمن المتحرك الذي يصاحبه، ويوم القيامة سيتم تدمير هذا العالم ويأتي عالم جديد مختلف تماما ، يصحبه زمن جديد خالد باق ليس فيه ماضي ولا مستقبل . هو زمن لا يمكن للعقل البشري ان يتخيله ، وبالتالي لا يمكن أن يتصور حقائق النعيم في الجنة ومنها حقائق الحور العين .

وكل ما نعرفه عن الحور العين هو الوصف التمثيلي المجازي الذي جاء في القرآن الكريم ، ومنه نفهم بعض اللمحات من خلال إدراكاتنا البشرية في هذا العالم .

 

ثانيا :  صفات الحور العين :

   تتزوج كل نفس عملها مصداقا لقوله جل وعلا : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) ( التكوير 7 )، فإن كان عملها صالحا لبست ثوبها النورانى ، وتزوجت زوجة نورانية ، هى الحور العين ، يقول جل وعلا :( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ  ) (الدخان 54 ). ونتعرف على بعض ملامح الحور العين زوجات أهل الجنة :

فخلافا للأنثى فى الدنيا وما تعانيه من حيض وخلافه فإن الحور العين زوجة موصوفة بالطهر، أو (أزواج مطهرة ) : ( وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( البقرة 25 )، (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )( ال عمران 15 ).

و قد تم خلقهن عذارى فى مستوى أخروى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( الرحمن 56 )، ومفهوم هنا أن الجن والانس يعيشون سواء فى ذلك العالم الأخروى بحيث يستطيع ـ من الناحية النظرية ـ أن يتزوج الانس نفس ما يتزوجه الجن . ولكن الحور العين خلقهن الله جل وعلا عذارى قد خصصّن زوجات لأصحاب الجنة.

ولأن أصحاب الجنة فى درجتان : السابقون المقربون ، ثم أصحاب اليمين فإن لكل صنف منهما الحور العين المختص به . فالمقربون السابقون أصحاب الدرجة العليا فى الجنة يقول جل وعلا عن زوجاتهم من  الحور العين : (وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  ) ( الواقعة 22 : 24 ) (  فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ  ) ( الرحمن 56 : 60 ) ، فهن هنا مثل اللؤلؤ المحفوظ  والياقوت والمرجان ، وهن عذارى متصفات بالحياء .

أما زوجات الحور العين لأهل اليمين  فقد قال عنهن رب العزة جل وعلا : (وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ  ) ( الواقعة 34 : 38 )،أى خلقهن الله جل وعلا خلقا جديدا فجعلهن أبكارا متحببات للزوج . ويقول رب العزة عنهن أيضا : (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) ( الرحمن 72 : 78 )

 

وجميعهن يجالسن أزواجهن على سرر مصفوفة ويتكئون على الأرائك ، ويتنعمون معا بخيراتها : (مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ )(الطور 20 )( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ)( يس 55 : 56 )( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ )( الزخرف 69 : 70 ).

 

وجميعهن مخلوقات على الحياء ويشع منهن النور: (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ  ) ( الصافات 48 : 49 )

ثالثا  

لنفترض أن محمدا وسلمى زوجان ، وقد احترفا الإجرام والعصيان وكفرا بالنعمة وكفرا بالخالق جل وعلا وآمنا بالأولياء وبشفاعة البشر وماتا دون توبة ، وقد أعرضا طيلة حياتهما عن ذكر الرحمن فترتب عليه أن قيض الله لكل منهما شيطانا يصده عن السبيل وزين له الخير شرا والشر خيرا.عند البعث سترتدي نفس محمد عملها السيء وسترتدى نفس سلمى عملها السيء . وهو عمل لا يقال انه ذكر أو أنثى ، فالقتل والسرقة والظلم والطغيان والبخل والعصيان هو نفس الفعل الذي صدر من محمد ومن سلمى ، وبهذه الأعمال  والمعتقدات السيئة يصبح محمد وسلمى جنسا واحدا ليس ذكرا أو أنثى إنما هو جنس أهل النار أو أصحاب النار. ويتحول جسد كل منهما إلى وقود للنار يستمر به العذاب في جهنم أبد الآبدين (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ)  (فاطر36 : 37 ). فالذين كفروا هنا تشمل من كان ذكرا أو أنثى وأدى به عمله السيء واعتقاده الباطل إلى هذا المصير ، لذا يتمنى كل منهم وهو في النار أن يخرج لكي يعمل عملا صالحا ينجو به من النار ويدخل به الجنة .

وكما يخلق الله جل وعلا لأصحاب الجنة الحور العين فإنه جل وعلا يخلق لأصحاب النار أزواجا من النار مختلفة مجهولة لنا  : ( هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ )( ص 57 : 58 )،  ومن المعلوم لنا منهم الملائكة الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، يقول جل وعلا محذرا المؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ( التحريم 6 ).

ومفهوم أن هذه الملائكة  ـ التي ستخلق مع الجحيم ـ ستكون أقوى من الجحيم ولا تتأثر ولا تتعذب بهذا الجحيم ، أي أنه بقدر ما في الحور العين من جمال ونورانية وحسن خلق ومتعة سيكون على العكس تماما أولئك الملائكة الغلاظ الشداد الذين سيقومون بالتعذيب – ليس فقط العصاة من أبناء آدم وإنما تعذيب الشياطين وإبليس والجن العصاة .

وعلى رأس ملائكة العذاب سيكون (مالك) الذي سيجأر إليه أصحاب النار من قسوة العذاب يسألونه أن يمن الله عليهم بالموت ويأتي الجواب بالتقريع والتوبيخ والرفض (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (الزخرف 77 : 78) .

 وهكذا فإن قانون الزوجية ينتهي بانتهاء هذا العالم على مستوى الكون والكون النقيض حين يلتقي الكونان فيدمر كل منهما الآخر وتأتي الساعة وتقوم القيامة . وأيضا  سينتهى على مستوى الوجود الإنساني فالزوجية بين الذكر والأنثى من أبناء آدم تنتج النسل وتتكاثر البشرية بالزوجية ثم تنتهي الزوجية بتدمير هذا العالم وتدمير هذا الجسد الذكري والأنثوي وبقيام الساعة تضع كل انثى حملها وتلهو كل مرضعة عما أرضعت ويموت الجميع ويتدمر العالم ،ويأتي تقسيم جديد في الآخرة على اساس العمل ، فمن يؤمن ويعمل صالحا يكون من أهل الجنة يتنعم فيها ويخلق الله له الحور العين سواء كان من قبل في الدنيا ذكرا أو أنثى . وأصحاب النار الذين كانوا من قبل ذكورا وإناثا يخلق الله لهم ملائكة العذاب . 

آخر السطر

من أسباب سوء فهم القرآن الكريم أننا نظن أن قوله تعالى (الذين آمنوا ) مقصود به الذكور فقط . 

اجمالي القراءات 41456