من الذي يفتن المسلمين البسطاء ؟؟ هل هم القرآنيون ام السلفيون

احمد المندني في الأحد ٢٤ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

في هذا الموقع الكريم يقوم الكتاب واصدقاء الموقع بطرح فكرهم القرآني الحر بغية تثوير العقل الاسلامي الذي دخل الى كهوف الظلام منذ 1400 سنة ولم يستطيع ان يخرج للآن كما حصل لآدم عندما اكل من شجرة البشر الهمج خارج الجنة ففقد لباس التقوى ونعمة نفخة الروح الحقيقية من ربه فلم يستطيع تلمس طريقه للعودة الى الجنة الا ببالغ الصعوبة .

ونحن هنا نحاول ان نوصل هذا التدبر الى اخواننا المسلمين الذين ورثوا الدين من آبائهم ثم لم يستطيعوا ان يولدوا من ارحام آبائهم وحاصره&atilatilde; السلفيون  بحجة اجماع الامة وهو قمة التحنيط للعقل البشري فلم يستطيعوا ان يجرؤا على تدبر القرآن .

بعد ذلك تحول هؤلاء الى المفكرين الاسلاميين الذين اتبعوا ماانزل الله ولم يتبعوا من دونه اولياء كما قال سبحانه وتعالى واتهموا اهل الفكر القرآني بانهم ببساطة يفتنون بسطاء المسلمين عن دينهم ؟؟؟ وهذا ما وجه لي من تهمة مباشرة وفي هذا البحث اطرح افكاري مع الهام كبير من العديد من المفكرين القرآنيين الذين اوجه لهم كل احترامي وودي للفضل الكبير الذي يقدمونه معنا .   

اذا من الذي يفتن المسلمين الآبائيين الذين ورثوا دينهم بدون تفكير ؟؟

 

 

هل هذا الموقع يفتن المسلمين الآبائيين كما اتهمنا البعض ؟؟ واين الحقيقة .....تعالوا لنسمع دفاعنا                {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }المائدة104

 

هذه الآية البليغة توضيح من الله تعالى انه لم يدعو الى ما انزل الرسول او اضاف واو العطف وهذا يعني شيء واحد انه لايوجد تشريع آخر مع الله ، وهو ماكشف ويثبت التبعية العمياء من المسلمين لآبائهم دون تحقيق او تنقية فأصبح الدين الغالب هو دين الرواية وانقرض دين الآية , الدين  الحق

 

 

تعريف أساسي بما نؤمن به

كنت في جلسة مع الاصدقاء بعد صلاة الجمعة وجّرنا النقاش الى هجوم البعض عليّ متهما اياي باني ادعوا الى الفتنة واني أضل البسطاء من المسلمين الغير مطلعين على دينهم واني لاابجل الرسول النبي عندما اخرج عن مسار الرواية الضالة المروية كذبا على لسانه كما يؤمنون بها وعلمها لهم الكهنوت الاسلامي كما اقول انا , او بما يلقب بالسنة (ولاادري هل يمكن ان تكون كل الروايات سنة ؟؟) التي هي بتعريفهم الكتاب الآخر مع القرأن الواجب الايمان به لنفهم القرآن , ثم تجرأ احدهم بأن وصفني بالملحد رغم دفاعي عن دين الآية وليس الرواية.

 

 

لذلك انطلاقا من حق الدفاع عن النفس ارجوا ممن حضر هذه الجلسة وممن لم يحضرها ان يتسع صدره ان يسمع بتعريفي للامور من منطلق سماع الجانب الآخر قبل الحكم عليه:

اذا انه تمسكًا مني بدين الآية، وكفرًا بدين الرواية فسنجد التالي:-

الهنا سبحانه وتعالى:-

1- أن إله المسلمين الحقيقى عظيم، وحكيم، ورحيم، وليس كما صوّره الفسدة من أهل الروايات، حتى تجرأ فى أيامنا من رؤساء حكومات الغرب من يقول عن إلهه إنه خير من إله المسلمين.

إلهه فى كتابه تعب من الخلق فاستراح اليوم السابع، وإلهنا قال عن نفسه:

" وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ".

إلهه فى كتابه ندم بعد الخلق وتأسف فى نفسه وقال: لا أعود أفعل ذلك، وإلهنا قال عن نفسه:

" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ".

ولست بصدد عقد مقارنة هنا بهذا الشأن، وإنما أقول: إن الذى شجع الغرب على البوح بسب إله المسلمين علنًا، وعلى أعلى المستويات، وبحضور وسائل الإعلام هو أن هؤلاء توضع على مكاتبهم مذكرات تُلَخِصُ لهم دين المسلمين، معتمدة بالطبع على دين الرواية الشائع، لا على دين الآية المنقرض، فيجدون دينًا مسخًا، وإلهًا مشوهًا، فتنطق ألسنتهم ببعض ما فى قلوبهم.

 

 

ديننا الحقيقى هو دين الآية،

1-1  وفيه نجد ربنا تبارك فى عليائه، وتمجد على عرشه، لا يُحيط به علم بشر، ولا يعرفه أحد إلا بما عرف به نفسه ؛ فقال:

" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ".

1-2إلهنا سبحانه بكتابه الكريم ـ وبعيدًا عن الرواية ـ على جلاله الذى وصف به نفسه:

لا يضحك،...

لايدوس على جهنم لتسكت،...

لا أصابع له يضع عليها الأشياء،...

لا يضع كفه بين كتفى أحد حتى يشعر ببرد أنامله.

لا يهبط أحد عليه إذا ولج باطن الأرض،

ولا يهبط بمدينة الطائف،

ولا يهبط فى الثلث الأخير من الليل،

ولا يلغى آياته بعد تنزيلها بكتابه،

ولا يُرسل ملك الموت لرسوله موسى ليضربه الأخير ويفقأ عينه، وهو يعلم مسبقًا.

لن يغير صورته يوم القيامة ليعبث بالناس.

ليس على هوى الرسول، ولا يسارع له فى هواه.

عرشه لا يئط من ثقله كما يئط الرحل الجديد.

 ولا يحمل عرشه ثمانية تيوس.

ولن يمطر عرشه مطرًا كمنى الرجال.

 

الرســــــل ،الانبيــــــاء:-

2-2رسوله إبراهيم ليس بالكذاب، ولا لمرة،

بل صديقًا نبيًا

وليس خليلا يختلي به كما يفسرون

بل العكس ان ابراهيم هو الذي اتخذ الله خليلا ليواسي نفسه في وحدته،

وموسى لا يجرى عريانًا وسط اليهود ليعاينوا عورته،

 وسليمان لا يبوح للناس بعدد النساء اللواتى سيجامعهن في ليلته،

وآدم لم يُخيب الناس أو يغويهم.

3

 

-3اما نبيه محمد:-

فإنه لا ينظر للنساء فتثار شهوته فيأتى أي واحدة من نسائه،

ولا يقتل الأسير وإنما يطعمه ويمن عليه لو لم يفاده،

ولا يبدأ أحدًا بقتال إلا كدفاع،

ولا يُكره أحدًا على دينه،

ويُحسن لأهل الكتاب: لا يُضَيِّق عليهم الطريق ليضطرهم لأضيقه،

ولا يدعو للعنصرية فيأمر بإخراج أية ملة من جزيرة العرب أو غيرها،

ولا يُقيم المذابح الجماعية للأسرى،

ولا يُعَذب الأسير من أجل كيس مجوهرات،

ولا يُفشى العنصرية حتى بين العرب فيأمر أن يكون حكام المسلمين فى كل أنحاء العالم من قريش، ولا يُفشى العنصرية حتى بين الرجال والنساء، فيجعلهن ناقصات عقل، ودين، والشؤم فيهن، ويقطعن الصلاة هن والكلب الأسود، لايشك فى نسائه،

لايأمر بقتل متهم بريء.

 

أما في قتل المؤمن:-

فإن دينه سبحانه لا يُقتل فيه تارك الصلاة،

أو المبدل دينه،

أو شارب الخمر فى الرابعة،

أو السارق فى الخامسة،

أو الساحر،

أو الأسير،

 أو الزانى

او تارك الزكاة.

 

 

الحرية فى دين الله للجميع، والحساب على الله أو:

الدين لله والوطن للجميع ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

وهى مقولة يعتبرها المتدينون بالرواية كفرًا وشركًا، ورِدة تستوجب قتل قائلها، بينما هى عين فقه القرآن. فهل عرفنا من أين ينبع الإرهاب ؟!

أتباع ابن تيمية المتعبدين بالعهد العمرى وأحاديث ابن حنبل لا يسمحون بكنيسة على أرض فُتِحَت عُنوة  والمسلمون لهم مساجدهم فى إيطاليا راعية الصليب.

وأتباع ابن تيمية يتعبدون بالحاكمية وهم أول من يطالهم حكمهم.

ولذا فقد جهدت فى هذه الصفحات القلائل أن أظهر الوجه المُشَرِّف الحقيقى، المُشْرق الجلىّ، للإسلام دين الله العلىّ، وأكشف عنه زيف المزيفين، ليعلم القاصى والدانى سلامة هذا الدين، من إساءات كل المسيئين.

 

 

وأن دين الله الصحيح

لا علاقة له بالإرهاب الخارجي مع الغرب او الداخلي من حدود القتل و

عذاب القبر الذى تبثه الروايات فى روع مؤمنيها،

ولا علاقة له بالتخلف الذى تشحنه الحكايات فى عقول مرتاديها.

وحاولت بكلامي البسيط مع اصدقائي في جلسة القهوة السريعة بعد صلاة الجمعة ، معالجة قضايا كبيرة، تفاصيلها كثيرة، تحتاج الواحدة لبسطها أسفارًا، ولبحثها أعمارًا، ولكنه جهد المقل. خططته بيمناى في كتاب للنشر اسميته ( دين بالوراثة ام بالاختيار – دين المسلمون الآباءيون )  أصافح به أيضًا العقول المتفتحة التي تريد سماع الوجه الحقيقي وسماع الجانب الآخر فيما يخص مصيرها الخالد , للذين فتنوا في دينهم بعد مضي 1400 سنة من موت الرسول ومطالعة بعض فساد الروايات، فتم تجييش هؤلاء كل يوم ليصيروا احتياطيًا لجنود الإرهاب، يتقربوا لخالقهم بسفك دماء الأبرياء لا أقول الصالحين.

ومن هذا المنطلق حاولت ان انقل وجهة نظري فى وجوه سدنة رواياتهم وقصصهم، الذين أفنوا أعمارهم فى إثراء مناهج باطلهم وغيهم، وتعميق مذهبيتهم وتفرقهم. وهم مستعدون لإزهاق مليارات الأنفس ويبقى عوج دينهم، يُضِلُّون به أتباعهم، متقمصين ثياب الواعظين، على سنة إبليس اللعين.

 

 

وتعالوا الآن نناقش التهم الموجهه الى امثالي من منكري السنة والقرآنيين لنرى من هو على الصواب ومن هو على الخطأ بكل حيادية من الطرفين:- 

يحاول أهل الرواية وممن اقتنع برأيهم من اخواني وأصدقائي ( وانا هنا لااعنيهم هنا في ردي على الذين اتهموني بانكار السنة او كوني قرآني ) بكل طريقة تشويه مخالفيهم من منطلق:

 من ليس معنا فهو علينا، ولا بأس حينئذ من الكذب والاختلاق في سبيل تشويه الخصم، فهم يتدينون بالميكيافيلية بجانب الروايات، وعليه فقد صدر منهم السلوك المعوج الآتي:

 

أولاً: تسميتهم للمسلمين الحق بالقرآنيين:  تعالوا لنناقش هذه المقولة او التهمة ؟؟؟ المبتدعة

بعد موت النبي تفرق الخلف إلى ما تفرقوا إليه من مذاهب وجماعات، ومن ثم فقد تطلب الأمر أن يتم التمييز بينهم، فتم إطلاق مسميات عدة، لا يتم الاكتفاء في أي منها باسم " المسلم " فقط!!

الشيء المشترك بين كل هذه المذاهب والفرق هو أنهم لا يكتفون بالقرآن فقط وإنما ينبغي أن يكون هناك إضافة، سواء كانت حكايات وروايات رائجة عند مذهب المتسننة، أو حكايات وروايات رائجة عند مذهب المتشيعة، أو إعمال للعقل بلا ضوابط كالمعتزلة، . . الخ. وهذه الزيادات هى التي تميزهم، وتضفي عليهم اللقب المناسب لهم!

إذن نستطيع أن نقول:

الإيمان بالقرآن + الإيمان والعمل بروايات المتسننة = مسلم سني.

الإيمان بالقرآن + الإيمان والعمل بروايات المتشيعة = مسلم شيعي.

الإيمان بالقرآن + الإيمان والعمل بروايات الأباضية = مسلم أباضي.

الإيمان بالقرآن + الإيمان والعمل بروايات الزيدية = مسلم زيدي.

الإيمان بالقرآن + إعمال عقل دون ضوابط + تأثر بروايات القوم = مسلم معتزلي أو ما شابه.

. . . . . . وهكذا!!

وحسدًا من عند المتمذهبة الذين لم يكتفوا بالقرآن فقد صعب عليهم أن يقال عن المؤمنين بالقرآن فقط أنهم هم " المسلمون " فقط!

فالمفترض طبقًا للمعادلات السابقة أن يُقال: الإيمان بالقرآن فقط = مسلم فقط.

ومن ثم فقد دفعهم الحسد إلى تسمية المسلمين الحق بالقرآنيين!

وللحق فإن كل هذه الفرق ترتعب من المؤمن بالقرآن وحده لقوة حجته، ولأنه يكشف انحرافهم في أي نقطة يثيرونها ويلصقونها بكذبهم المعهود إلى الدين، ولذا تفننوا في تشويههم والتشنيع عليهم، ومحاولة تملق السلطات للوشاية بهم، وإرهابهم بكل ما يستطيعون من وسائل الإرهاب، ولو كان الحكم والسلطان لهم لأحرقوا كل " من يؤمن بالقرآن فقط " في ميدان عام، بحجة حبهم هم للرسول، والخوف على الدين من المؤمنين بالقرآن وحده!!

كل ذلك برغم أنهم يعلمون أن الكوكب الذي نسكنه فيه على الأقل 4 مليار شخص لا يؤمنون بالقرآن نفسه، ولا يصدقون بالرسول الخاتم!!

ولكنني أبشرهم بأن الذي سيفضح مذاهبهم في الأيام القادمة هم من هؤلاء المليارات الأربعة كما يفعل في أيامنا الجاهل بالقرآن القبطي (مثلهم) زكريا بطرس الذي وجد كل ما يتمناه من مثالب في رواياتهم المسماة عندهم بالسنة وقعد لنا في موقعه المشهور بالسخرية ؟

ثانيًا: إلصاق كل انحراف لهم:

فنجد المتدينون بالرواية يكذبون دون خجل ويَسِمُون كل منحرف عن منهجهم وعن القرآن بأنه قرآني، وذلك مثل ما يحدث في أيامنا، ولنطالع بعض ذلك:

تسميتهم بمنكري السنة

فاني إذا ما قلت إن هناك كتاب منزل من عند الله، والله تعالى لم ينصّ فيه على أن هناك شيئًا غيره يُفترض أن يؤمن به المسلم الحقيقي، فسيكون الرسول في حياته مؤمنًا بهذا الكتاب فقط، وعاملاً به فقط:

قال تعالى: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ".

لم ينصّ الله تعالى هنا على أن الرسول والمؤمنين يؤمنون بمرجع غير كتبه!!

وقال تعالى: " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ".

فلم ينصّ الله تعالى هنا على أن رسوله يتبع غير كتابه!! بل على العكس حذره بشدة ان لا يركن اليهم ويتبع هواهم:

وبالتالي فإن سنة النبي ستكون يقينًا هي تطبيقه ما جاء بالكتاب، ولا تزيد عليه. ولكن المطالع للسنة المزيفة المتداولة بين أهل المذاهب يجدها ضد القرآن على خط مستقيم، وهنا يفرض سؤال نفسه، وهو:

من هو الأولى بأن يُسَمَّى بـ : " منكر السنة":

الذي يصدق رب القرآن في قوله تعالى بأن الكتاب هو تفصيل كل شيء، وتبيان كل شيء: " مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "، " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ".

أم الذي يكذب بذلك ويقول إن القرآن ليس تفصيل كل شيء، وأن التفصيل في روايات آبائهم.

الذي يبجل الرسول ويقول عنه إنه كان متبعًا للقرآن، وأن أعماله كانت منضبطة بضوابط القرآن،

أم الذين يقولون بأن سنته كانت تغاير وتخالف القرآن، فيقول القرآن بجلد الزاني بالمطلق للعازب والمحصن وتقول روايات آبائهم برجم المحصن،

ويقول سبحانه بحل كل النساء غير المذكورات في اللواتي حرمهن سبحانه بكتابه، فيقولون بل هناك حالتين ناقصتين . . الخ؟!

الذي درس الكتاب فوجد أجمل شريعة فيه، وأجمل صفات لبشر هي صفات الرسول، والرسل من قبل، أم من يروج روايات فيها شرع دموي مشوه، وفيها كل الإساءة للرسول محمد، ولكل من سبقه من الرسل؟!

من هو هنا منكر السنة، بل ومنكر بعض القرآن؟!

أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟

اتهامهم للقرآنيين (المسلمين الحق) بازدراء الدين:

لقد فهم بعض الناس اننا نزدري الدين والرسول , وهذا من اغرب الاقوال التي قيلت!!

فمن الأولى أن يُوصف بهذا الوصف؟!

1- الذي لا يُغادر هدي الرسول " القطعي " بالكتاب، وفيه كل الهدي الصالح المنزل يقينًا من لدن الله تعالى ؟

2- أم الذي يهتدي بحكايات يعترف أهلها أن منها الصحيح، ومنها الضعيف، ومنها الموضوع المكذوب، وحتى الصحيح المتفق عليه يقولون عنه إنه لا يفيد إلا الظن،

3- ثم يتوغلوا في الافتراء ويقولوا: إن الله تعالى قد تعبدنا بالظن، ومن ثم يروون ما فيه الازدراء لله تعالى، وللرسل، وللملائكة، وللعرش . . الخ؟!

اتهامهم للقرآنيين ومنكري السنة (المسلمين الحق) ببلبلة الناس:

فهم يحاولون تحقيرهم بتصويرهم بأنهم يبلبلون دين الناس!! ويبثون الفتنة!!

فمن الأولى أن يُوصف بهذا الوصف؟!

1- الذي يهدي الناس للقرآن،

2- أم الذي يهدي الناس لكتب يقولون هم أنفسهم بأن فيها الضعيف، والضعيف جدًا، والموضوع، كما فعل الألباني في أيامنا بعد أكثر من 1400 سنة من البعثة، فقام بتحويل الكثير من روايات الكتب الستة (التي يسميها الروائيون بالسنة) إلى سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة خاصته، ومع ذلك فهم يسمونه ببخاري العصر، وبمحدث أهل الشام، . . الخ!

هل مثل هذه الكتب التي يختلط فيها الكذب بالأكذب هى التي لا تبلبل الناس في دينهم؟!

وعندما يكشف بعض هذه الأكاذيب من هم أمثال زكريا بطرس القبطي وأكثر من 300 موقع على النت ويستخدمونها للاستهزاء من الاسلام ، أيمكن أن نقول إنه لا بلبلة تحدث حينئذ؟!

فليشاهدوا ويسمعوا الشباب الذي وقع ضحية هذه المواقع وقد تحول الكثير منهم إلى اللادين، وتحول البعض الآخر " سرًّا " إلى ملل أُخرى، فمن الأولى أن يُقال عنه إنه يبلبل الناس إذن؟!

 

اتهامهم للقرآنيين (المسلمين الحق) بتفتيت وحدة المسلمين:

وهى تهمة مضحكة جدًا!!

فهل هم الذين قسموا المسلمين إلى سنة، وشيعة، ومعتزلة، وجهمية، وخوارج،

علمًا بأن كل منهم يُكَفّر الآخر!!

أم هم الذين فرقوا السنية في العقيدة إلى الأشاعرة، والماتريدية، والصوفية، والحنابلة . . الخ؟!

أم هم الذين فرقوا الصوفية (مثلاً) إلى الشاذلية، والبيومية، والأحمدية، والدسوقية، والإبراهيمية . . الخ؟!

أم هم الذين فرقوا السنية في الفقه إلى الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية، والأوزاعية. . الخ؟!!

أم هم الذين فرقوا كل فرقة من الفرق السابقة إلى فرق من داخلها، مثل انقسام الشيعة إلى غلاة وزيدية، ثم انقسام الغلاة (مثلاً) إلى المغيرية، والعليانية، والحربية، والمنصورية، والنميرية، والغرابية، والخطابية، والكاملية، والبيانية . . الخ؟!

أم هم السبب في انقسام الزيدية إلى الجارودية، والبترية، والسليمانية . . الخ؟!

أم هم الذين فرقوا السنية في السياسة إلى الإخوان المسلمين، والجهاد، والجماعة الإسلامية، والناجين من النار، وحزب التحرير، والتكفير والهجرة، والقطبيين، . . الخ؟!!

أم هم الذين فرقوا الناس إلى السلفيين . . . ، والأباضية. . . ، والإسماعيلية . . . ، والفرماويين . . . ، والمهديين . . . ، والحشاشين . . . ، والقرامطة . . الخ؟!

إنهم لا يخجلون مهما كبر سنهم أو منصبهم!

والسؤال الآن: من الأولى أن يُوصف بهذا الوصف؟!

ومن الذي يبلبل الناس ويفرقهم شذر مذر؟!

اتهامهم للقرآنيين (المسلمين الحق) بالطعن في عصمة النبي:

وهى تهمة مضحكة جدًا!!

فالطعن في رسول الله هو طعن في الرسالة اما عصمة النبي فقد وضحها القرآن عندما وجه الله تعالى نبيه الى الطريقة المثلى في تبيليغ الدعوة في حوالي 12 مكان في الآيات مثل قضية الاعمى واسرى بدر و..........الخ.

وبما أن المؤمن بالقرآن وحده يؤمن بأن الرسول هو الذي أتى بالكتاب، فسيكون الطعن في عصمته هو في الحقيقة طعنًا في الشيء الوحيد الذي يؤمن به المؤمن بالقرآن وحده، وهو القرآن!!

بل إن القوم هم الذين يروون روايات تدل على عدم عصمة الرسول!!

فعندما قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ"،

كان المعنى الضروري هنا هو: أن الرسول سيبلغ (فقط) ما أُنزِل له من ربه، مع عصمة الله له. والعصمة هنا هى عصمة له بالكلية، سواء جسدًا أو عقلاً، فماذا قال أهل الرواية؟!

1= قالوا نحن نحب الرسول، ونؤمن بالقرآن، ونؤمن بأن الرسول كان معصومًا من الناس، ولذا فقد سحره يهودي حتى كان لا يدري ما يقول، أو ما يفعل!!

2= وقالوا إنه كان يشهد أيام الكفار، ولذا رفض ملك من الملائكة الوقوف وراءه، وقال ابن حنبل عن هذه الرواية: كأنها موضوعة!!

أى أنه لم يقطع بكذبها، والسبب أن راويها هو شيخ البخاري ومسلم " عثمان بن أبي شيبة".

3= حتى عندما رويت القصة المخجلة المسماة بقصة الغرانيق ـ وهى تطعن في العصمة تمامًا ـ قال ابن حجر بفتحه: " إن طرق الحكاية وإن كانت ضعيفة إلا أن تعددها يدل على أن لها أصلاً".

فمن الذي خاض في العصمة إذن؟!

وقد ذهب القوم إلى أن العصمة سبقها تطهر كان عبارة عن شق الصدر وحشوه هو واللغاديد من طست ممتليء حكمة، وطست ممتليء إيمان!!

ثم يطلبون من المؤمنين العقلاء اتباعهم، والقول بكل ما سلف!!

اتهامهم للقرآنيين (المسلمين الحق) بقول وتمرير الأكاذيب في الدين:

وهى تهمة أكثر إضحاكًا من كل ما سبق!!

1= فالذي يقول بقول الله تعالى بكتابه ويقتصر على ذلك هو الذي يوصف بقول الكذب وتمريره،؟

 أم من يعترف بأن دينه فيه الصحيح سبع درجات (المتفق عليه، ثم ما أخرجه البخاري، ثم ما أخرجه مسلم، ثم ما على شرطي البخاري ومسلم، ثم ما على شرط البخاري، ثم ما على شرط مسلم، ثم ما أخرجه غيرهما وهو صحيح)، وفيه الحسن، وفيه الضعيف، وفيه الضعيف جدًا، وتنتقل الروايات بين هذه المنازل بميلاد المحققين الجدد كما فعل المحدث الألباني (مثلاً)؟!

2= هل يوصف بقول الكذب من يكتفي بالآيات المنزلات، أم من يوجد في أصحّ رواياته العيوب المخجلة كقولهم بتنكر الله، وأن الشمس بعد الغروب تذهب وتسجد تحت العرش حتى يقال لها اذهبي للمشرق فقد حان وقت شروقك، وأن القرود أقامت حدّ الرجم على القرد الزاني، وأن البرص أشعل النيران على نبي الله إبراهيم . . الخ!!

يقول الله تعالى بأنه كإله عادل لا يعذب من لم يأته رسول منه سبحانه: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "، ويقول المؤمنون بالقرآن فقط بذلك، وبالتالي فإنهم يؤمنون بأن من ماتوا قبل بعثة الرسول ليس عليهم عذاب لقول الله تعالى: " لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ".

فيقول أهل السنة (المزيفة) كما بالصحيح إن الرسول قال لمن سأله عن أبيه: " إن أبي وأباك في النار".

وباختصار لم يترك أهل الرواية حقًا إلا وحاولوا تغطيته بأكاذيبهم، والمجال هنا لا يسمح بعرض الكثير من أكاذيبهم، وبالصحيحين!

فمن الذي يتداول الكذب إذن؟!

اتهامهم للقرآنيين (المسلمين الحق) بالإساءة للصحابة!!

افترى الروائيون هم وأذنابهم على من يؤمن بالقرآن وحده فقالوا:

إنهم يسيئون للصحابة ولا يقبلون رواياتهم!!

حسنًا فلنر من الذي يسيء للصحابة:

1= هل يُقال إن المؤمن بالقرآن وحده يسيء الظن بالصحابة مع قول الله تعالى فيهم:

" لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا" .

" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".

" لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ".

ولكن الحق أن المؤمن بالقرآن وحده لكونه كذلك (يؤمن بالقرآن فقط) فلن يقول بأكثر مما قاله القرآن عنهم رضى الله عنهم!!

فماذا قال أهل السنة (المزيفة)؟!

قالوا بالصحيحين إن أكثر الصحابة دينًا (وهو أبو بكر) بدلاً من أن يتعلم من الرسول، ينهى عن الفسق الذي يستمع إليه الرسول (وهو مزمار الشيطان)!

ويقول للكفار بمحضر الرسول: " امصص بظر اللات"!

ويقاتل مانعي الزكاة بدون نصّ من كتاب الله!

والصحابي الثاني (وهو عمر) يعتبر القرآن ناقصًا، ويقول (كما بالبخاري): " لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي".

ويضرب الصحابة، ويحبسهم!!

وأن الصحابة كان منهم من يرجع في الصلاة للصف الأخير لينظر لمرأة جميلة من تحت أبطه أثناء الركوع، وأن صحابيًا ذهب ليشكو للرسول أن زوجه لا ترد يد لامس، وأنه لا يستطيع فراقها، فنصحه النبي أن يستمتع بها على حالها، وأن الرسول أذن للصحابة في ضرب نسائهم فباتت المدينة في صراخ وعويل، وأن صحابية أرضعت رجلاً كبيرًا ليصير كإبنها، . . الخ!!

فمن إذن الذي يسيء للصحابة؟!

 

قولهم إنهم يغالطون البسطاء اجرأ التهم!!:

وهى تهمة جريئة ممن يفعل ذلك بكل السبل، ثم يلصقها لغيره.

فالذي يدعوا الناس للتمسك بكتاب الله كيف يُقال عنه إنه يُغالط البسطاء، مع قول الله تعالى: " وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ "؟!

أفيسميهم الله تعالى بالمصلحين، ويكونوا مع ذلك ممن يغالطون البسطاء؟!

أيكونون كذلك وهم يحذرون الناس من تقليدهم، اللهم إلا في تدبر القرآن؟!

فلنر إذن من الذي يُغالط البسطاء:

يقول السنية عن قول الله تعالى: " وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ "، إنه يعني السنة، ويستدل في سبيل ذلك بأن الواو واو العطف التي تقتضي المغايرة، وينقلون ذلك عن الشافعي عن مجهول؛ فمن الذي يُغالط البسطاء إذن؟!

حسنًا فقد قال الله تعالى لعيسى عليه السلام: " وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ". وعلى منهج المذكورين فهناك كتاب غير التوراة والإنجيل، فما هو إذن؟! ولماذا لم يذكره الله بالإسم كما ذكر التوراة والإنجيل؟!

حسنًا فلنستمر في نتبع نفس منهجهم الفاسد في الفهم، ونقول: قد قال الله تعالى: " حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى "، فتكون الصلاة الوسطي غير داخلة في الصلاة، وتكون شيئًا آخر بخلاف الصلاة!!

فما هى الصلاة الوسطى؟! هل هى صلاة فتدخل في الصلاة عمومًا، أم أنها شيء آخر غير الصلاة طبقًا لفلسفة واو العطف، والمغايرة . . الخ؟!

ثم ألم يقل الله تعالى بعد أن ذكر فضائل الأعمال بسورة الإسراء: " ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ "؟!

فهل الكتاب من السنة؟!

وهل الكتاب من الروايات؟!

ومن الذي يُغالط البسطاء الآن؟!

ثم ألم يقل سبحانه: " وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ".

فهل تُتلى السنة والروايات؟!

يقول أحد جهلة مدرسي السنة إن المقصود هنا بقوله تعالى: " مَا يُتْلَى "، أى ما يتتالى!!!

فلنراجع إذًا كل لفظ " يُتْلَى " بالقرآن:

يقول تعالى: " َيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا".

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ".

" قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا".

" ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ".

" وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ".

" أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".

فهل وجدنا في أى من هذه الآيات ما يصلح أن يُقال فيه إن لفظ " يُتْلَى "، يمكن أن يكون بمعنى التتالي؟!

ومن الذي يُغالط البسطاء إلى الآن؟

 

كما أن الله تعالى قد قال فى محكم التنزيل:

" كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ"!

ولو سلمنا بأن الحكمة تعنى السنة، وسرنا على نفس المنهج الفاسد فى تفسير الآيات، فسيكون المعنى هنا هو: أن الرسولr يعلم الناس الكتاب، ويعلمهم السنة، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون. فما هو هذا المغاير للكتاب والسنة الذى أُطلق عليه " ما لم يكونوا يعلمون " ؟!

وإذا كان المقصود بقوله تعالى : (وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) كما زعم بعضهم (جامع البيان للطبري 2/51) أنه يعني القصص الغابرة فالمفترض أن تكون هذه القصص من الحكمة (بمعنى السنة)، لأنها ستكون حينئذ تفصيل للقصص القرآنى (المجمل والعام والمطلق والمنسوخ)، وستأتى بنفس الطريقة التى جاءت بها الروايات.

ثم إنهم هم أنفسهم يقولون بأن قصص الأمم السابقة من السنة، وكل كتب السنن والصحاح تتضمن هذه القصص وتبوبها كجزء منها، فنكون بذلك قد عدنا للدور، ونتساءل مرة أخرى:

 

ما هو هذا المغاير للكتاب والسنة الذى أُطلق عليه: " ما لم يكونوا يعلمون " ؟!

ثم لو صدقنا أهل الروايات فى زعمهم بأن المقصود هنا هو قصص الأمم السالفة والأنبياء الأُوّل، فسيكون القصص الذى جاء بأصح الصحيح عندهم هو مما علمه الله لنبيه ليعلمه للأمة، بينما هذا القصص الوارد فى الصحيح عندهم به قبائح يستنكف منها ذوو العقول وأولو النهى: كضرب موسىu لملك الموت وفقئه عينه!

وجرى موسى  وسط اليهود عريانًا ليطالعوا عورته!

وقول موسى لآدم : أنت أبونا خيبتنا وأغويتنا . . . الخ!

ولو كان المقصود هو الإخبار عما سيحدث فى الآخرة، فسنجد أن القرآن يُشبع المؤمنين به بأخبار الآخرة التى تنفعهم فى دينهم ودنياهم (وهى صدق)، أما رواياتهم عن الآخرة فتبدأ بـ : الشجاع الأقرع ! والملك " المنكر " والملك " النكير "! وتنتهى بمجيء الله للناس متنكرًا بصورة غير صورته التى يعرفون!

وكله مما تستقبحه العقول وينافى ما قاله الله تعالى عن نفسه، ويخالف أسلوب وهيئة القرآن الكريم.

 

 

فيتبقى أن يكون الكتاب فيه الحكمة، وفيه مالم نكن نعلمه لولا أن علمنا الله إياه.

ثم إن الإنسان عندما يجهل شيئًا ما فطبيعى أن يُقال عنه إنه يغفل عنه، ولذلك أطلق القرآن على من لم يصلهم بلاغ فى حياتهم بـ : " الغافلين "، فقال: " لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ" .

ويقول الله تعالى للنبى وفداه نفسى :" نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ" .

إذن فالنبى نفسه قبل القرآن كان من الغافلين ، ثم أوحى الله إليه هذا القرآن فأخرجه من الغفلة ، بعد أن علم به ما لم يكن يعلم من قبله، وهو تصديق قوله تعالى :" وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ".

ونفس ما حدث للرسول حدث للناس.

فأتى الرسول بالقرآن كما أوتيه هو ، وبلغه للغافلين فخرجوا من غفلتهم كما حدث معه ، وعلمهم الكتاب والحكمة كما تعلمه ، فعلموا مالم يكونوا يعلمون كما علم  ما لم يكن يعلم ، وهو تصديق قوله تعالى:

" كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ".

كما أن الله تعالى قد قال وقوله الحق:

" وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ".

وهو مما يزيد المؤمنين إيمانًا بكتاب ربهم . إذ إنه لو كان من عند بشر لما انتبه هذا البشر مهما كانت دقته لهذه اللطائف التى تبدوا بالتدبر والتدقيق . ولوقع أسيرًا مذعنًا لبشريته ، ولوقع الاختلاف فى مؤلفه.

ولكن لما كان هذا الكتاب من عند الله فقد جاء محكمًا رائعًا ، محببًا لقلوب العقلاء الذين يعرفون به كل لحظة وكل ساعة عظمة ربهم مرسل هذا الكتاب سبحانه وتعالى ، وهنا نلاحظ قوله تعالى:

" يَعِظُكُمْ بِهِ".

ولو كان الكتاب مغايرًا للحكمة كما زعم الشافعى وحزبه، أو كما قال الكلينى وخلفه لقيل (مثلاً) :

" يعظكم بهما".

ولكن هذا لم يحدث ، وإنما قال تعالى : " يَعِظُكُمْ بِهِ " مما يدل على إنه شيء واحد، وليس كما يُصَوِّر الخلف أن الكتاب شيء والحكمة شيء آخر . . فانتبه!

ثم إن ما لا يعلمه السواد الأعظم من المتمذهبين هو أن تعريف الحكمة الغالب عند أئمتهم هو بخلاف المشهور، ومن ذلك:

ابن عباس : " الحكمة : القرآن" .

وكذلك قوله : " الحكمة يعنى : المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه وأمثاله. . " .

مجاهد : " يعنى بالحكمة : الإصابة فى القول " اهـ.

وجاء عنه أيضًا قوله : " ليست بالنبوة ، ولكنه العلم والفقه والقرآن. . " .

أبو العالية : " الحكمة : الكتاب والفهم " اهـ.

إبراهيم النخعى : " الحكمة : الفهم " اهـ.

الإمام مالك : " الحكمة : الفقه فى دين الله " اهـ.

أبو حيان الأندلسى : " والحكمة : العقل " اهـ.

شريك : " ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ) ، قال : الفهم" .

القرطبى : " والحكمة : المعرفة بالدين ، والفقه فى التأويل ، والفهم الذى هو سجية ونور من الله تعالى ؛ قاله مالك ورواه عنه ابن وهب ، وقاله ابن زيد… " .

النووى : الذى يقول : " وأما الحكمة ففيها أقوال كثيرة مضطربة قد اقتصر كل من قائليها على بعض صفات الحكمة.." .

ابن حجر : الذى يقول : " واختلف الشراح فى المراد بالحكمة هنا ، فقيل : القرآن كما تقدم ، وقيل : العمل به ، وقيل : السنة ، وقيل : الإصابة فى القول ، وقيل : الخشية وقيل : الفهم عن الله ، وقيل : العقل ، وقيل : ما يشهد العقل بصحته ، وقيل : نور يُفرق به بين الإلهام والوسوسة ، وقيل سرعة الجواب مع الإصابة. . . " .

الطبطبائى (الشيعى) : " الحكمة هى المعارف الحقيقية التى يتضمنها القرآن . ." ، و : " والحكمة هى المعرفة النافعة المتعلقة بالاعتقاد أو العمل" .

الكاشانى: " الكتاب والحكمة : القرآن والشريعة" .

ونكتفي بهذا القدر، علمًا بأن شرح الآية طوييييييل ولكن المقام ضيق.

والسؤال الآن هو: من الذي يُغالط البسطاء حتى الآن؟!

ويقول السنية في قول الله تعالى: " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى "، إن كلمة "ينطق" فى لسان العرب، تشمل كل ما يخرج من الشفتين قول أو لفظ.

 

ولو صدقناهم فيما يقولون فلن يدل ذلك أيضًا على إثبات أن هناك شيئًا غير القرآن، ولكن لنجاريهم في جهلهم (برغم كونهم أساتذة جامعيون):

فيكون كل النطق وحي تصديقًا لقوله تعالى في الآية التالية: " إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى "، فينعدم النطق بغير وحي، وبالتالي فيكون ما جاء بالصحيحين (وهو مفترى) عن الرسول من قوله: " إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك "، هو من الوحي لنطق الرسول به!!

وبالتالي يكون حكم الرسول الخطأ هو وحي!!

فمن الذي يُغالط البسطاء إلى الآن؟!

ويكون النطق بتأبير النخل وحي (بعكس ما جاء بالصحيح من أنه ليس بوحي)!

وتكون كل أقوال النبي الدنيوية كطلب الأكل أو الشرب . . الخ هى من الوحي!!

ويكون تحريم النبي لبعض ما أحله الله له من الوحي، ثم جاء وحي لاحق يعاتبه على الوحي السابق!!

ويكون (كما بروايات الكذابين) سب الرسول لأصحابه ـ كما بالصحيح ـ " اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا "، هو من الوحي!!

فمن الذي يُغالط البسطاء إلى الآن؟!

علمًا بأن شرح الآية طوييييييل ولكن المقام ضيق.

 

 

 ويقول السنية في قوله تعالى: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا "، إن ذلك ينصّ على السنة!!

فأين في النصّ أي ذكر للحديث، أو الرواية، أو أى شيء مغاير للكتاب المنزل؟!

هل يحتاجون من يعلمهم الأبجدية وبديهيات المفردات؟!

ثم إن الرسول سيكون رسول لأنه آتٍ من قبل الله تعالى برسالة، وهو ما يعني أنه لابد أن يؤتى الرسالة قبل إبلاغها، وهو ما وضحته الآيات، كقوله تعالى: " كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا ● مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا "، وكقوله تعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " . . الخ!

وبالطبع فإن ما آتاه الله تعالى الرسول (بالنصّ) فقد بلغه (بالنصّ) على أكمل وجه.

فأين النصّ على أن هناك هديًا كاملاً يشمل الغيبيات والأحكام والعبادات . . الخ؟!

وكيف يتحول قوله تعالى: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا "، إلى: " وما آتاكم الرواة فخذوه وما نهاكم عنه الرواة فانتهوا "؟!

أيتحول شخص المعصوم في بلاغه إلى غير المعصوم في بلاغه؟!

وأى رواة شيعة أم سنة أم خوارج . . الخ؟!

علمًا بأن شرح الآية طوييييييل ولكن المقام ضيق.

فمن الذي يُغالط البسطاء إلى الآن؟!

 

 

ويقول السنية في قوله تعالى: " وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ "، إن ذلك ينصّ على السنة!!

 

فجهل هؤلاء أمورًا عدة منها:

أن تكملة الآية كالتالي: " وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ".

ما يدل على اقتران الطاعة بالبلاغ. وهو كقوله تعالى: " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ".

ولو سايرناهم فيما يقولون فماذا سيكون معنى قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ".

هل هناك هدي ثالث يأتي به أولوا الأمر طبقًا لفهم القوم؟!

أم أن الموضوع يحتاج لتدبر وفهم بعيدًا عن حكايات القوم؟!

إن الطاعة المقصودة هنا هى طاعة الله فى شرعه والرسول وأولى الأمر فى تطبيقهم لهذا الشرع ؛ فالحكم الشرعى ينقسم إلى نصّ تشريعى من عند الله ، وتنفيذ يقوم به البشر (وهو عمل القاضى) . وطاعة الرسول المذكورة بالآيات هى طاعة له كقاضٍ يحكم بشرع الله ولذا قال سبحانه : (مِمَّا قَضَيْتَ) .

كما أن الآيات تناولت الطاعة مقترنة بالحديث عن الحكم والأحكام:

"أَنْ تَحْكُمُوا"، "وَإِذَا حَكَمْتُم"، "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ"، "يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ".

ولما كان الناس على قسمين زمانًا ومكانًا: قسم منهم عايش الرسول، وقسم لم يدركه؛ فالذين تباعد بهم الزمان والمكان مأمورون بطاعة أولى الأمر، ولا سبيل لهم إلى طاعة الرسول فى تكييف الأحكام أو إلى عرض النزاع على الرسول من البداية. والذين عاشوا معه لا سبيل لهم إلى طاعة أحد بخلاف الرسول. فإذا أضفنا إلى ذلك أن حكم الرسول فى النهاية لايكون إلا بحكم مرسله سبحانه وبالكتاب الذى أنزله عليه، فسنعلم بالتالى أن طاعة من أطاع الرسول فى الحقيقة هى طاعة لله، وهذا يوضحه قول الله تعالى بنفس الآيات:

"فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ"، و: "وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ"، و: "وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا".

ثم إن الطاعة تقترن بالسماع الذى يكون بداهة من الأحياء، ولذا يقول سبحانه:

" وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا "، ويقول:

" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ● وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ" ،

والسماع (بخلاف اقتران الطاعة به) يكون للآيات المتلوة كما جاء بالعديد من الآيات منها:

" لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ٍ● وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ● وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ● وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ● أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ  ● إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ●  وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ●  وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ●  قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ".

ويتبين هنا أن الطاعة بخلاف اقترانها بالحكم والقضاء قد اقترنت أيضًا بما بلغه الرسول إلى الناس وهو القرآن ، ولذا بدأت الآيات بـ : " لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ "، وانتهت بـ : " وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ" .

ولو صدقنا أهل الروايات فى زعمهم بحجية الطاعة لما يأتى به أئمتهم من أحاديث وروايات لكانت الطاعة هنا لما جاء به الرواة وليس للنبى!

فمن إذن الذي يُغالط البسطاء إلى الآن؟!

ويقول السنية عن قول الله تعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ "، إنه يعني السنة، ويستدلون في سبيل ذلك بأن الله قد أرى الرسول شيئًا آخر بخلاف القرآن، فيكون المعنى هو:

وأنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بغيره!!

مع أن قوله تعالى : " بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ " تعنى : بما علمك الله ، أى : إنا أنزلنا إليك الكتاب يا محمد بالحق لتحكم بين الناس بما علمك الله بهذا الكتاب، وذلك مثل: " وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا " أى علمنا مناسكنا . وكما جاء فى قوله تعالى:

" وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا".

أى: ولو يعرف الذين ظلموا عندما يشاهدون العذاب ويعاينونه أن القوة لله جميعًا.

وكما جاء فى قوله تعالى : " فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ " أى ليعلمه كيف يوارى سؤة أخيه.

ثم إن الله تعالى قد أنزل الكتاب منذ الأزل ليقوم الرسل والأنبياء فى كل زمان بالرجوع إليه ليكون الفيصل فى الحكم بين الناس ، ومن ذلك قوله تعالى:

" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ. . . " .

الذى يبين نصًّا أن الكتاب هو الذى يحكم بين الناس.

ومثله قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ".

الذى يبين نصًّا أيضًا أن الله قد أمر أهل الكتاب أن يُحَكِّموا الكتاب بينهم.

ومثله قوله تعالى : " إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ".

بل وجاء النصّ على أن القرآن هو المنزل من عند الله وهو الذى أُمر النبى بأن يحكم به بين الناس:

" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ " ، وكذلك : " وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ" .

والآيات على نفس المنوال كثيرة .أما وإذا طالعنا الآيات التى تتكلم عن ماهية الذى تعلمه الرسول من ربه فسنجد:

وقد سمى الله المُنَزَّل على الرسول بالعلم:

" وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ" .

والذى تعلمه الرسول بنصّ الكتاب هو القرآن:

" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" .

والذى ذُكِر أن الله يُعَلِّمَهُ هو القرآن:

" الرَّحْمَانُ ● عَلَّمَ الْقُرْآنَ" .

ومن البديهى أن ما تعلمه النبى فسيعلمه للمؤمنين ، ويكون هو موضوع الدراسة بعد ذلك:

" مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ". " أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ". " وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ". " أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ".

إذن فنصوص القرآن كلها على ما ذكرناه.

فمن إذن الذي يُغالط البسطاء؟!

ولو كان المعنى كما زيفه المتمذهبون من أن المقصود من الآية هو أن يحكم الرسول بين الناس بما أراه الله من علم خاص بخلاف الكتاب أو بجانبه لكان معنى الآية بين واحدة من اثنتين:

فإما أن يُقال إن المقصود هو وأنزلنا إليك الكتاب لتحكم به وبغيره ، ثم هذا الغير بعد ذلك لم يُنَصُّ عليه ولا مرة واحدة خلال آلاف الآيات!

وإما أن يُقال: وأنزلنا إليك الكتاب لتحكم بغيره، وهذا لا يقوله عاقل ؟!

وفى كلتا الحالتين لم يعد هناك معنى لذكر إنزال الكتاب، وكان يكفى أن يقال: احكم بينهم بما أراك الله. . . !

ولو سلمنا أن معنى الآية كما قيل، وأن الحكم بين الناس لكى يكون عدلا وشرعًا سيكون بالكتاب والروايات، فأى روايات الخلف سيُحكم بها ؟!

وأى الرواة سيُتبعون ليكون حكمهم مطابق لحكم النبى؟!

وإذا كان الله قد أرى رسوله شيئًا بخلاف الكتاب ليحكم به فلماذا لم يحفظه لكى يسهل على الناس الوصول للحق فيما بينهم ؟!

وهل الروايات التى فيها الانتقاص لله ولملائكته وكتبه ورسله بل وللرسالة كلها وبأصح الكتب عند الفريقين يمكن أن يقال أنها من المقصود فى الآية مما أراه الله للنبى ؟!

فإذا لم تكن منه فكيف سيقال عن هذه الكتب إن الحق يختلط فيها بالباطل، ومع ذلك يتم الحكم بها بين الناس بما أنزل الله ؟!!

سلمنا (جدلاً) أن الكتاب يلى الروايات فى الأهمية (وهو الحادث عند أهل المذاهب) فلماذا ظل الله تعالى ينصّ عليه طوال مئات الآيات فى الوقت الذى أهمل فيه ذكر الروايات ولو مرة واحدة ؟! . . . أفٍ لعقولكم ولما تفترون!

علمًا بأن شرح الآية طوييييييل ولكن المقام ضيق.

 

 

إذن فما هى الحقيقة المجردة التي أدين لله تعالى بها أنا شخصيًا؟!

 1 ـ أول ذلك أنني أؤمن بكل ما نصّ الله تعالى على الإيمان به، فأؤمن بالله تعالى، وبملائكته، وبكتبه، وبرسله، وباليوم الآخر والغيب الذي امرنا به من ذلك.

ولا أؤمن بطاعة غير الله، ولو كان الرسول حيًّا لأطعته في بلاغه، وقضائه، امتثالاً لقوله تعالى: " وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ "، أصلي عليه اثناء حياته وبالقرآن بعد موته وأسلم تسليمًا.

2 ـ أنني لا أقلد ديني أحدًا، وأعوذ بالله تعالى أن يُقلدني أحد، اللهم إلا في تدبر القرآن؛ فهي فريضة ربانية.

3 ـ قد نجوت من المذاهب على اختلافها بفضل الله وحده، فلم يؤثر على اختياري مخلوق، ولم يسبقني من أعرفه، وما سمعت بوجود من يعتقد بهذا الاعتقاد إلا بعد أن منّ الله تعالى علىّ بالانسلاخ من المذهبية بسنوات.

4 ـ كنت (منذ أيام المذهبية) وما زلت إلى اليوم لا أؤمن بجماعات، أو تنظيمات، أو ما إلى ذلك، ولذا أرى بعينى حجم الافتراء الذي يتدين به المتمذهبون وهم يسمون كل من يخالفهم بأنهم أفراد جماعة، وأعضاء تنظيم . . الخ!

5 ـ قولهم أن هناك تنسيق أجنبي لهدم الدين يُظهر غلظ قلوبهم عن أن تفقه أن الدين لا يُهْدَمُ أبدًا، وسيظل القرآن أبد الآبدين ظاهرًا، ومنفتحًا أمام من يؤمنون به حق الإيمان.

6 ـ أنهم يتصيدون الأخطاء لكل من يجتهد بخلاف موروثاتهم مع علمهم أن أئمتهم أساتذة في الاجتهادات ذات الأجر الواحد (على مذهبهم) !

7 ـ أنني لا أُكَذّب ولا أصدق بالرجال الذين يقلدونهم دينهم، ولا أتهمهم ولا أزكيهم، ولا أكترث لأى منهم، ولكنني أضطر أحيانًا للتعليق على مقولاتهم التي ينسبونها كذبًا للرسول لما فيها من الإساءة للدين وللرسول.

8 ـ أنني أُحَذرهم من انقضاء حياتهم وهم على حالهم من الاعتداء على كتاب الله، فهو وحده الصراط المستقيم الموصل للجنة.

((يوصي أحد الكهنوت ممن يحملون درجة العالمية، وأفنى عمره في تدريس الباطل من خلال دراسة متهالكة بالتالي:

ـ إخضاع كتابات المعارضين للتدقيق والتمحيص، وسد منافذ الاجتراء على السيرة النبوية بديار المسلمين، وتجريم ذلك فى جميع الوسائل. ولو صدقناه فيما يقول لكان هو أول من يطاله اقتراحه لاجترائه على القرآن، وعلى النبي!

ـ الحكم بالارتداد (المفترى) على منكرى السنة (المزيفة)، وتنفيذ أحكام الله (كما هى بالروايات) فيهم بمعرفة القضاء.

وغير ذلك مما نضحت به قريحته المريضة.))

9 ـ أسأل الله تعالى أن ينزل غضبه وعقابه على الذي يفتري على كتابه، وعلى رسوله، وعلى دينه الكذب.

" قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ".

10- لااسبح بحمد النبي وانال الحسنات كما يقولون ويدعون في المساجد بل أذكر الله تعالى في نفسي خفية وتضرعا دون الغناء , ولا ألحد في اسمائه خارج الـــ 57 اسم الذي ذكرها لنا في كتابه بينما غيري يرتفع صوته في المسجد عاليا بالتسبيح والصلاة على الرسول لحد تأليهه كما نرى حاليا , فالله امرني انا ان اتبع النبي واتواصل معه ثم اسلم بما جاءه تسليما , ولاادعوا الله تعالى ان يصلي هو عليه كما يدعي الغير مغالطة!!

11- أؤمن بان الشفاعة لله وحده ولمن سيرتضي من ملائكته الكتبة البررة الكرام كما قال في القرآن حيث ان النبي كنفس لاتملك لنفس أخرى شيئا , ولاأؤمن ان النبي سيخرج الناس من النار من اهل الكبائر كما تقول الروايات ؟ او ستكون له الشفاعة في احد من المسلمين من المليارات التي ماتت من بعده ولايعلم عنها شيئا وليس لديه الوقت والقدره الآلهية لمعرفتها وجدال الله تعالى في الشفاعة ؟؟ فليس لله تعالى شريك في حكمه!!

12- لا أؤمن ان النبي حي وتعرض عليه اعمال الناس ؟؟ كما تقول الروايات.

13- لاأؤمن ان الانسان يقتل بحد خارج من نص القرآن من ردة ومنع زكاة وزنى ....الخ

14- لاأؤمن ان الجهاد والفتوحات الاسلامية قد نص الله تعالى عليها لان رسالته السلام في 70% من آيات القرآن , بل كانت لاسباب شخصية طلبا للثروات فكان سببها مقتل الخلفاء الراشدين انفسهم واكتوائهم بنار فتواهم عقابا من الله تعالى!!

 

يا حسرة على العباد والحال ؟؟

دين الرواية ساد، ودين الآية باد، ونسى الكل الميعاد، أنه عند رب الآيات لا الروايات!

روايات من الظن فصلت، ومن الكذب أُشربت، وبالخرافات عُجنت، وبالسراب خُبِزَت، هيكلها الحيف، ولباسها الزيف. تُنقل بلا نصّ عليها، عمن لم يُنصّ عليه، ولم يُزك بشخصه، لتكون حكمًا على الذى جعله الله تعالى مهيمنًا على ما سواه، ومصححًا لما عداه، ومتلقىً بالقبول، ومعجزًا للعقول، وكلام الرب، وشفاء القلب!!

أى ليل بهيم هذا الذى نعيشه فى درك سفاهات القوم ؟

أى علم هذا يزعمه أبناء الرواية وأدعياء الآية ؟!

اي زمن هذا الذي تم فيه تسفيه وتكفير الرأي الآخر من قبل الكهنوت الناقل بغير علم ؟؟

اي ارهاب فكري يمارس علينا من هؤلاء الموظفين ؟؟

قال الحق تعالى: " فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ "، أفلا تخافون منه يا قوم الحديث ولو للحظة تبكون فيها على أنفسكم وما قدمتم لها ؟!

ألم يعد هناك لحظة صدق تدخرونها ليوم الميعاد، يوم يشيب الولدان فتقولون يا ليتنا أتبعنا التوبة الأوبة ؟!

انقطع الرجاء، وقست القلوب، وإلى الله المشتكى. وها هى مصانع الروايات يصنع فيها بعناية " إرهابيي الغد"،

يتقدمون بدماء المدنيين قربانًا لمعبودهم بروايات الرجال،

يرقصون طربًا على جثث العجائز والأطفال،

ويفرون فى البرارى والجبال، يتلفحون بالظلام البهيم هربًا من مكان لمكان، وبين الفينة وأختها يَكرون يُكررون العدوان.

 

إن الذين تفننوا فى فتنة الناس عن كتاب ربهم، وعن أحكام إلههم، وفسروا الكتاب المفسر أصلاً على هواهم، وقعدوا للناس بكل صراط سينالهم فى الدنيا خزى، مثل ما يحدث عند مطالعتهم لبعض ما أوردناه هنا، وذلة ممن حولهم من القوى التى تفتك كل حين بهم، ما بين مغول وتتار وحملات صليبية عديدة، وهاهى إسرائيل وُجِدَت بين ظهرانيهم، والأمريكيون وسطهم، والله وحده يعلم ما سيقع علي أمة الرواية فيما هو آت.

أما النصر والعزة فهيهات هيهات، حلم آثر الهوى من حولنا أن يقوله، فقط طريق واحد، ودواء واحد فى الروشتة.

ارجعوا إلى ربكم، توبوا إليه، واستغفروه، إنه كان غفارًا

لم ينته الأمر بعد، وما زال الأمل موجودًا، يقول تعالى:

" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماًI وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "، وقال جل جلاله:

" إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".

ليس من الإنصاف نستمر على حالنا لاسيما أن الفرصة مازالت سانحة. ورجوعنا عن الباطل فى الدنيا أيسر من الوصول للآخرة ، ولم آت بكتابي هذا بكلام من عند نفسى بل هو من الكتاب.

وياليت بدلاً من صب جام غضب أصدقائنا على مخالفيهم (2) أن يتفرغوا لدراسة كتاب ربهم كما فعلت ، فالطريق طويل ويحتاج لمجهود الكثيرين، ليبدأ التصحيح، وعلى أسس سليمة، لنكون كلنا من الربانيين الذين قال الله فيهم:

" مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ".

وبدلاً من أن يهتدى المسلمون بالذكر الحكيم المحفوظ بالله سبحانه، إذا بهم يتفرقون عنه إلى مذاهب يصعب حصرها) أشهرها وأكبرها مذهبي الشيعة والسنة اللذان يختلف ما عند كل منهما عما هو عند الآخر تمامًا)، والسبب في حدوث ذلك هو إشراكهم للروايات والحكايات (المختلفة عند كل مذهب) مع كتاب الله، مع تحذير الله تعالى لهم من التفرق:

" وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ● مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ".

لم يدرس أى واحد من هؤلاء المتمذهبين بقية الفرق دراسة مستفيضة كى يحكم لنفسه بصحة ما هو عليه، ولا يكفيه أضعاف أضعاف عمره لدراسة كل ماهو موجود عند بقية المذاهب من تراث جمعه له سلفه فى التفرق كى يختار منها الأصح. وقد ترتب على ذلك أن اختفى المسلمون المقصودون بقوله تعالى:

" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ".

وتبقى مذاهب شتى لاينتصرون مع قول الله سبحانه:

" وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ". فهم لا يلاحظون انه منذ الف سنة والدعاء لا يتوقف في المساجد بعد كل صلاة ولا يتقبل من احد ؟؟ بل يدعون الله تعالى هو ان يتكفل باليهود " فانهم لا يعجزونك " هذا صحيح طبعا ولكنها دعوة مشابهة لدعوة اليهود سابقا بان يذهي الله مع رسوله بينما اليهود قاعدون!!!

 

 

 

 

 

فما هو الحل ؟!

الحل كما أراه يتمثل فى:-

1- مجتمع يُعلي كتاب ربه، ويُقدس أحكامه، ويحكمه فيما سواه!

2- لايبدأ أحدًا بقتال وسفك للدماء، وإنما يرد كيد المعتدى،

3- ولا يهين المرأة التى كرمها الله كما كرم الرجل ـ كقولهم بالصحيحين إنها تقطع الصلاة هى والحمار والكلب الأسود، وأن الشؤم فيها هى والدار والفرس... الخ ـ،

4- ولايبدل القضايا التشريعية مثل ما بدلوه فى الظهار، والجزية، والرضاعة.. الخ،

5- ولا يخترع عقوبات من عند نفسه مثل عقوبة الرجم المفتراة، وعقوبة الردة المفتراة، وقطع رجل السارق بعد يده...الخ،

6- ولا يبتدع قضايا غيبية من عند نفسه (كقولهم بالصحيحين بعذاب القبر، والحوض، وظهور المسيح الدجال، وعودة المسيح ابن مريم،.. الخ!

لو اتبع الجميع الرسول الذى أرسله إليهم ربهم، ونبذوا ما يناقض الكتاب من روايات الرجال الذين لم يُشر المولى سبحانه إليهم من قريب أو من بعيد، ونبذوا التشريعات المخالفة التى أتى بها هؤلاء المجهولون، واشتغلوا بتدبر كتاب ربهم لتغير الأمر تمامًا، ولتوحدت الأمة، ولظهر الوجه المشرق المشرف للمسلمين الحقيقيين الفاهمين لدين ربهم، ولتحقق وعد الله، وتحققت العزة للمؤمنين. فالحل باختصار هو في العودة للذكر الحكيم.

ولكنه وللأسف الشديد لن يحدث أبدًا، وسيزالون مختلفين:

" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  ● إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ.. ".

إلا من رحم ربي، وهم قليل:

" وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ● أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ●  فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ●  ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ● وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ".

ولهؤلاء القلة المتسمين بالعقل كتبت وأنشأت موقع وأنا على يقين من أنه لن يغير من الواقع شيئًا.

 

1 ـ يقول ابن تيمية مغالطا على الله، وكتابه، ورسوله : " علماء المسلمين من أهل المذاهب الأربعة مذهب أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد وغيرهم من الأئمة كسفيان الثورى والأوزاعى والليث بن سعد وغيرهم ومن قبلهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين متفقون على أن:-

الإمام لو هدم كل كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهدا فى ذلك ومتبعا فى ذلك لمن يرى ذلك لم يكن ذلك ظلما منه بل تجب طاعته فى ذلك ومساعدته فى ذلك ممن يرى ذلك وان امتنعوا عن حكم المسلمين لهم كانوا ناقضين العهد وحلت بذلك دماؤهم وأموالهم ". وانظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: (28 / 632(

 

2 ـ وكنت قد ذُكِرْتُ منذ أيام عند أحد من يُفتون الناس بالروايات، فقال عنى: إنى منكر سنة وقرآني .يقولها محتكرا الحقيقة كأنها ملكه فقط اتهامًا، وقد عُرِفَ بعد مناقشتي عن كتابي المؤلف أية سنة أُنكر

 

نعم يامتسنن بالرواية، أنا أُنْكِر السنة المؤلفة بعكس كتاب الله، وهذا شرف لى أتقرب به لله تعالى، ولكن أخونا منكر بفتاويه كتاب الله ، فانظر عند من يشرفك ذلك، ولمن تتقرب بأفعالك.

 

وأنا أعلم يقينًا بتزاحم نصوص الآيات أنى متبع لما كان يتبعه رسول الله، أما الغير فبعيدًا عن النصوص يتبع مذهبًا من مذاهب بالعشرات، ويختار أحكامه بحسب من يأخذ عنهم من متغيرات بالمئات، ومعطيات بالألوفات.

تطلقون المرأة بمذهب، وتبقونها بمذهب آخر،

وتسفكون دمًا برأى وتحفظونه برأى غيره قد يكون لنفس متبوعكم فى القديم أو الجديد... الخ. أليس هذا هو الدين الذى تنعى على إنكاره، وتتشرف أنت بإيثاره ؟!

 

فلا هنيئًا لهؤلاء إفتاؤهم ، وعن قريب سيتغير المشهد، ويُفقَد المقعد، وسيجدوا انفسهم بغير حول ولا أسباب، أمام رب الكتاب.

لن يجد أحدهم من دون الله نصيرًا. ولن ينفعهم مزورى معانى الكتاب بالروايات والتفاسير.

ان تبيان النبى وبلاغه القرآني الحقيقي يشرِّفُ أصحابه وأهله، ويدافع عنهم، وسنتهم المزيفة تتوارون من معظمها، وتدافعون أنتم عنها، وياليته بحق.

 

سنتكم تُنشيء وسائط بالآلاف لم يذكرها الله تعالى، ولم ينصّ عليها، ولم يأمر بها، ولم يتعهد بحفظها.

 فإذا كان الواحد منكم فى قرارة نفسه يعلم جيدًا كم هو مذهبكم مضعضع أمام الحق فليس أقل من الحياء.

إننى أذكركم بالله فى أنفسكم وفى من يثقون بكم، وأذكركم بوعيد الله لكل من يتحول عن كتابه لموروثات سلفه. وعن قريب سنقف أنا وأنتم بين يدى الله تعالى، وإنى والله الذى لا إله غيره لأكاد أرى الخزى والعار يُكلل وجوهكم وأنتم تُرجعون القول لبعضكم البعض، وسلفكم لا يُغنون عنكم ولا عن أنفسهم من الله شيئًا.

اتقوا الله فيمن يثق بكم...، قولوا كلمة حق تضعكم مع سحرة فرعون، ولا تقولوا كلمة باطل تُصِرُون عليها تضعكم مع قوم إبراهيم: بدا لهم الحق فغمطوه، وظهر لهم اليقين، فنُكِسوا على رؤوسهم، وراحوا يكيدون كيدهم.

 

أنتم صوت آتٍ من غياهب التاريخ تريدون أخذنا إلى أسلافكم، وقولبتنا فى أشخاصكم، وتنعقون بمذهبيتكم، وتدعون لشيعتكم وفرقتكم. أنتم ماضٍ مزيف، وكتاب الله هو الماضٍى الحق، والحاضر الحق، والمستقبل الحق

 وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ{227.

اجمالي القراءات 17060