ــ رفع الإلتباس عنها ــ بحول الله ــ
* محاولة تحقيق إشكالات في ءايات قرءانيــة *

عبد الرحمان حواش في الأحد ٠٣ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

*  محاولة تحقيق إشكالات في ءايات  قرءانيــة  *

ــ رفع الإلتباس عنها ــ  بحول الله ــ

ــ الأستاذ يوسف حســان:

ــ سلامتحية مباركة طيبة.

ــ الأستاذ  الفاضل :

ــجاءني تعليق منكم على موضوع : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه IV " "وذلك بعد عدة شهور من نشره، فلم أنتبه له إلا بعد مدة، من نشره، حينما راجعت المواضيع الني نشرتُ. فعفواً ومعذرةً.

ــ فلأهمية تساؤلاتكم ، واستفساراتكم ، ارتأيت أن أجعلها موضوعاً، على حده، حتى نستفيد منها جميعاً.

ــ فإليكم - أيها القراء الكرام -  نصّ تعليق الأستاذ : يوسف حسان وتساؤلاته في القسم IV    من سلسلة : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومهIV"

( 49188) تعليق بواسطة يوسف حسان 11-07-2010

أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون

ــ سلام عليكم إخوتي في الدين...

ــ تحية طيبة إلى كل من علق على هذا البحث وأريد أن ألفت الانتباه إلى الفقرة التي كانت عنوان الباحث.

بسم الله الرحمن الرحيم

- وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم – سورة إبراهيم 4.

قد تسألون عن عنوان تعليقي وما علاقته بالموضوع.

بسم الله الرحمن الرحيم

- أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم  نحن الزارعون-  سورة الواقعة 63- 64.

إن كل من يؤمن بالله يعرف هذه الحقيقة أن الإنسان لا يزرع يحرث فقط ولكن في سورة يوسف قال لهم ((  تزرعون ).

بسم الله الرحمن الرحيم

- قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما  تأكلون- سورة يوسف آية 47.

مع العلم أنه نبي هل  تعتقدون أنه أخطأ في قوله ، بالتأكيد لا . لكن لكي يفهموا ما يقول لكونهم لا يعلمون حقيقة يزرع ويظنون أنهم هو الزارعون فإن قال لهم تحرثون سيكون لديهم مشكلة بالفهم فكلمهم بما يفهمون.

واريد أن أضع حدا لمن يحاول  أن يستند على قوارع اللغة العربية ويضع قاعدة ثابتة.

بسم الله الرحمن الرحيم

- قال ربّ  السجن أحب إلي مما  يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم  ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين- سورة يوسف -33-34-35.

نلاحظ كلمة (( إليهن )) وهي للإناث وكلمة (( كيدهن )) وهي كذلك وبدايـــة الآية الأخيرة (( ثم بدا لهم )) لم  لا  لهن ((

ما أريد قوله ان  اللغة العربية هي لغة لحنية لا  تعتمدها قاعدة معينة.

بسم الله الرحمن الرحيم

- وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح  ابنه وكان في معزل  يا  بني اركب معنا ولا  تكن مع الكافرين – هود : آية 42.

بسم الله الرحمن الرحيم

- وقال يا بني لا  تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من  شئ  إن الحكم إلا لله عليه وتوكلت وعليه  فليتوكل  المتوكلون – يوسف  آية 67.

لاحظوا كلمة (( بني )) فالأولى كانت بتونوين الظم والثانية كانت بالفتح احداهما بصيغة الجمع والأخرى بالمفرد. فهل المفروض أن يقول يا أبنائي لكي  يطابق قواعد سبويه؟؟؟ وهناك الكثير مثل  طير وطائر وقد  وربما و   كثيرة.

سلام عليكم .

*  التعليـــــق  *

ــ قبل محاولة الجواب على تساؤلاتكم  الثلاثة أودّ أن ألفت النظرإلى   ما يلي:

ــ استهللتم تعليقكم بئاية 4 ،من سورة إبراهيم  التي جاء فيها : ( ... فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ) .

ــ لفتــة :

قد بينت مراراً أن أكثر ما جاء في كتاب الله  بقوله تعالى : ( يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ) إنما المراد به ( والله أعلم ) :

ــ من يشاء الضلالة فيضله الله ومن يشاء  الهداية فيهديه الله. ( إنا هديناه السبيل إما  شاكراً وإما كفوراً )الإنسان3.( وهديناه  النجدين ) البلد 10.

ــ قولكم : " وأن " اللغة العربية " هي لغة لحنية لا تعتمد ها  قاعدة معينة ..."

ــ أقول لكم وأن هذا لا  يتأتى مع لسان القرءان ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )النساء 82.

ــ فمن يجب أن يطابق قواعد  سيـويه !?أالله الذي خلقه وخلق الكلام  الذي يصوغ  له  سبويه قواعد !إفتراضاً !?وخالق اللسان الذي علمه أبانا ءادم !? ( وعلم ءادم الأسماء كلها ... قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم  الحكيم ) 31/32 البقرة.

ــ فإذا ما اعتبرنا ذلك !فنكون كمن يقرّر نسخ القرءان بما افترى به على الله وعلى كتابــه !لنتــامل !

ــ ثم طرحتُم إشكالات،  فإليكم محاولة رفع الالتباس عنها :

1) ــ ما جاء في سورة الواقعة 63/64 ( أفرأيتم ما تحرثون ءانتم تزرعونه  أم نحن الزارعون  ) مع ما  جاء  في  سورة يوسف 47  ( قـــــــــــــال تزرعون  سبع سنين دأبا...)

ــ في كلتي الآيتين نجد ما يعززه من كتاب الله .

ــ أما ما جاء في  سورة الواقعة – مثلا – المقصود منه ما يكون بعد الحرث والبذر، في ظلمات الأرض: فمن يجعل البذرة تنفلق وتتأصل وتنمو ?( إن الله فالـق  الحب  والنوى يخرج الحي من الميت  ...)الأنعام 95. وقولـه : ( قـل أعوذ برب الفلق  ) ومن يُخرج ثماراً مختلفة الألوان، والشكل ، والمذاق ،والرائحة ، والفيتامينات و... و... من أرض واحدة ، وتسقى بماء  واحد - كل ذلك – من زرع الله - ويصدقـه  قوله تعالى : ( ... فأنبتانا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرهـــا...) النمل 60. وقوله تعالى : ( ءانتم أنشأتم شجرتها أمنحن المنشئون ) الواقعة  76.                                              

ــ أما ما جاء  في  سورة يوسف 47  ونسبة  الزرع إلى العباد ( قالتزرعون  سبع سنين دأباً ...) فهذا معقول – كذلك – لأن ابن ءادم  يحب أن  يعمل ، ويتحرك ، فلا بد مـــن خدمات : قلب الأرض ، وبذرها ، وزرعها ، وسقيها ، وتعهّـدها  ثم  جني ،  وحصاد ، وصرم ، و... و... و...  وكل هذه العمليات هي  ما عبر الله بها  بقـــــــــوله  (... دأبــا ...)  ( ... تزرعون سبع سنين دأبا  ...) عمل دؤوب، مع مثابرة وتعب ، يجب أن يكرّر سبع سنوات من غير تردد ، وبكل جهد ومواصلة، كل ذلك مع اعتبار قوله تعالى : ( والله خلقكم وما تعملون ) الصافات 96.

ــ ويعزز ذلك قوله تعالى في سورة يس 35: ( لياكلوا من ثمره وما عملته   أيديهم ...)

ــ ما هنا موصولة لا  نافية . بقرينة واو  العطف ( ... وما عملته أيديهم ...)  في  الوقت أن عمل الانسان هنا قد لا يزيد على 1/100%، في كل ذلك،  لم  يهمل الله كـدّ الإنسان وعمله في ذلكم الزرع ( ... وله المثل الأعلى في  السماوات والأرض وهو العزيز  الحكيم ) .

ــ في سورة يوسف عـبّر الله فيها بــتزرعون  إنما المقصود منه جهد الانسان وعمله كما تقدم.

2) ــ أما ملاحظاتكم في الآيات من سورة يوسف 33/35 ،  فإليكم محاولة الــــجواب عليها – وأنها لا  تناقض  فيها -. 

ــ بعد أن شاع  في  المدينة، مراودة  امرأة العزيز – وما أدراك من هي !?– لفتاها ... بدا لهم أن يسجنوه، حتى ينعكس الأمر وتصير الجريمة في  يوسف ( عليه السلام ) .

ــ يُلاحظ التعبير بـ :( بدا لهم )  لأن هناك من أشار، ومن أمر ، ومن نفـّـذ  العزم على سجنـــه ، ومن ... ومن ...

- أ -- ــ فالكيد من النساء ( ... إنه منكيدكن ... ).

- ب - ــ ارتأوا جميعا رجالا ونساء  على سجنه .

- ج - ــ أما المنفـّذ  والمكــلّف  به ،  فرجال. ولذلك جاء التغليب للرجال كما هو الحال في جــلّ  الألسنة . ولذلك جاء بالتريّث : ثم بدا لهم ، وليس : بدا لهن، حسب السياق قبله .

3) ــ أما تساؤلكم الثالث فيما جاء  في  سورتي هود 42 ويوسف 67 في التعبير بقوله تعالـــى:بُــني  في  المفرد  و بَنــي  في  الجمع فإليكم محاولة التعليل :

ــ نلاحظ :  أن " بُــني " جاءت كلها في  التودّد والحنان، ورقة القلب، للنّـسل  الذكر.

ــ جاءت للمفرد ومضمومة  التحتية في :

ــ نوح  لابنه، وهو في معزل، فخاف عليه من الغرق. هود 42.

ــ وفي يعقوب لابنه، خوفا من كيد إخوته له : يوسف 5.

ــ وفي لقمـان لابنه، وهو يعظه : لقمان 13-16-17.

ــ وجاءت في الجمع كلها ، ومفتوحة التحتي  في إبراهيم ويعقوب لأبنائهما : القرة 132.

ــ وجاءت في يعقوب ( عليه السلام ) لبنيه : يوسف 67/87.

ــ وجاءت في إبراهيم ( عليه السلام ) لبنيه .إبراهيم 35.

ــ الخلاصــة :  أننا  نرى أن  بُــنــي  و بَـــني  جاءت كلها، نداء، وللعطف والحنان، على الإبن أم  على  الأبناء  ولم  تأت في غير ذلك ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ والله  أعلــــم ــ

 

اجمالي القراءات 15505