الخشوع في القرآن

نسيم بسالم في الثلاثاء ٢١ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

والصلاة والسلام على خاتَم الأنبياء والمرسلين

سلسلة المواضيع القرآنية

الخشوع في القُرآن

* الخشوع في اللغة هُو حالة تحصل للإنسان مِن اللين والوَضيعَة، والسكينة والتطامن؛ ومَحلَّه الأصلي القَلب؛ ويَظهَر أثَرُه أكثَر على السَّمع والبَصَر؛ لأنَّهما وسيلَتا التَّلقي والتَّأثُّر؛ ويتبدَّى أثَرُه أيضا على سائِر الأَعضاء والجَوارِح.

gt;

وأصلُه يُطلَق على الأَرض إذَا سَكنَت واطمأنَّت قَبلَ أن يَنزِل عَليها القَطر مِن السَّماء.

يقول تعالى: ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [[فصلت : 39].

- وقريب مِن مَفهُوم الخُشُوع؛ مَفهُوم الضَّراعَة والخُضُوع؛ وإن كانَ الأوَّل يختصُّ بالقَلب عادَة؛ والثَّاني بالجَوارِح.

]وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ[[الأعراف : 205].

]يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً[[الأحزاب : 32].

- وقريب مِنه أيضا مُصطَلح الإخبات الذي هُو النُّزول إلى مُحيط متَّسع مُطمَئن؛ حتَّى يستَقر فيه، ويتَخلَّص مِن الاضطراب والانحِراف، والاختِلاف والتَّردد؛ كما عرَّفه أحد عُلماء اللغة.

]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[[هود : 23].

* مَدحَ الله تَعالى أنبياءه الكِرام؛ ووَصَفَهُم بأنَّهم كانُوا يُسارِعُون في الخَيرات، وأنَّهم كانُوا خاشِعين!

]إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ[[الأنبياء : 90].

تعليق: يُستَفاد مِن عبارَة "لَنا خاشِعين" أنَّ الخُشُوع لا يَكُون إلا لله تَعالى وَحدَه؛ فَكثير مِن النَّاس يَخشَعُون لمُلوكِهم وكُبرائِهم؛ وذَوي السَّطَوة عَليهم؛ أو يَخشَعُون لِفَقد عَزيز لَديهم، أو لرؤية مشهَد مُروِّع حَدث أمام ناظريهم،  ولا يَخشَعُون لخالِقهم وبارِئِهم.

* أثنى الله تعالى على طائِفة مِن أهل الكِتاب؛ مؤمنة، ذاكرة، قائمة، خاشِعة!

]وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ[[آل عمران: 199].

* وربَط فَلاح المؤمنين في الدَّارين بِجُملَة صفات؛ أوَّلُها أنَّهم كانوا في صَلاتِهم خاشِعين!

]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)َالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)[المؤمنون.

* يُوجِّه الخالِق العَظيم نِداء كلُّه رَحمة وحَنان ولُطف لِعبادِه المؤمنين: ألم يأن لكَم تخشعوا لذكر الله وَما نَزل مِن الحق؟!

]أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ[[الحديد : 16].

تعليق: مقابلة  لطيفة في الآيَة بينَ الخُشوع وقَسوَة القَلب ؛ ومقابَلة بينَ الذِّكر الكثير، وطُول الأمَد عَن ذكره سبحانه وتعالى الذي يؤدي بالإنسان إلى الفِسق والخُروج عَن مَنهج الله تعالى.

* النقطة المحوريَّة المفصليَّة في مَوضُوعِنا أن الخُشوع مُرتبط ارتِباطا وثيقا بِذكر الله تعالى  ذِكرا كثيرا مِن خِلال كِتابه العَظيم... والكَثير مِن النَّاس يَقصِر الخُشُوع على الصَّلاة فَحسب!

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد : 16].

* الخشوع مع كَلام الله عزَّ وجل والتفاعل مع آياتِه البيِّنات؛ تدبُّرا وتذكُّرا؛ تمثلا وتطبيقا هُو سِر الخُشوع في الصَّلاة وفي غيرِ الصَّلاة؛ ولذلك سبَّق الله ذِكر الكِتاب عَن الصَّلاة في أكثَر مِن مَوضع مِن كتابِه العَزيز! لنتأمَّل هذه الآيات...

{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت : 45].

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} [فاطر : 29].

{وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف : 170].

* الخُشوع سبب للاستعانَة بالصَّبر والصَّلاة، وقَطف ثَمراتِهما اليانِعة؛ كمَا جاء في سورة البَقرة.

{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45].

تعليق: هذه الآيةَ دليل على أنَّ حالَة الخُشوعِ تَسبق الصَّلاة؛ ويزداد المَرء بِصلاتِه خُشوعا وثباتا وصَبرا.

* لم يَقُل الله تعالى عَن المؤمنين بأنَّهم بِصَلاتِهم خاشِعُون؛ بل قالَ "في صَلاتِهم خاشِعُون"؛ بفي الظَّرفية لا بالباء السَّبيبِيَّة!

]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)[المؤمنون.

 * كثير مِن النَّاس أعياهُم أمرُ الخُشوع في الصَّلاة؛ ولَم يَجِدُوا لَه حلاًّ ، وكبُرَ على قُلوبِهم رؤية الصِّبيان الأحداث يعبَثُون في صَلاتِهم ولا يُقيمُونَها حقَّ إقامَتها؛ ولَم يُدرِكُوا أنَّ الخَللَ الأكبَر إنَّما هُو في العَلاقَة الصَّحيحة بالوَحي؛ وما الصَّلاة إلاَّ نشاط مِن أنشِطة الإنسان في بَحر الحياة؛ رُغمَ كَونِها محطَّة بالِغة الأهميَّة في التَّزوَّد بالذِّكر والنُّور!

{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً.وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً. وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [الإسراء :107- 109].

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم : 58].

* ولكن هُنالِك شَرط بالغُ الأَهميَّة لابُدَّ للإنسان مِن تَحقيقِه حتَّى يَرزُقَه الله الخُشوع؛ ألا وهُو الابتِعاد عَن اللَّغو، والتَّافِه مِن القَول والفِعل!!

]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)[المؤمنون.

* لمَّا خَشَع الأنبياءُ والمُرسَلُون، ومَن هَداه الله واجتَباهُ مَع كِتابِه ؛ وإذا سَمعوا اللغوَ  أعرضُوا عنه؛ رزَقهم الله تعالى خُشوع القَلب، وظَهر أثَرُ ذَلك في جَوارِحهم، وتصرُّفاتِهم!

{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر : 23].

{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً} [الفرقان :63].

{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان : 19].

تعليق: المَشيُ في الأَرض هَونا بِمدلولِه الشُّمولي؛ ومُقابَلة السَّيئة بالحَسَنة، وغضُّ الصَّوت، والقَصد في المَشي كلُّها مِن آثارخُشوع القَلب وثَمراتِه!

* القُرآن مُؤثِّر في أيِّ إنسان أصغى بآذان قَلبِه لما يُتلى عَليه مِن الحقِّ المُبين؛ ونموُذج النَّصارى في سُورة المَائِدة أصدَق مِثال على ذَلك!

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ. وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة : 83].

* وقَد نقل الله إلينَا الصُّورة الرَّائِعة لتأثُّر إخوَاننا مِن الجِن بالقُرآن؛ وهُم يسمَعُونَه غضا طَريا مِن فَم الرَّسُول الكَريم e... حقا إنَّه قُرآن عَجب!

{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ. يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف :29- 31].

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً} [الجن : 2].

* بل القُرآن يُؤثِّر حتَّى في الجَماد بِصَريحِ القُرآن... سُبحانَك يا رب!

{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر : 21].

* ذَكر العُلُماء أنَّ للخُشوعِ فَوائِد طبِّيَّة عَديدة؛ منها أنَّه:

-  يُخفِّض استهلاك الأكسجين  مما يوفر للجسم حالة راحة مثالية. ويخفّض نسبة التنفس مما يساعد على الوصول لمستويات مثالية في الاسترخاء.

-  يحسِّن جريان الدم كما يحسّن أداء القلب؛ ومفيدةجداً لأولئك الذين يعانون من انفعالات عصبية مزمنة!

- يخفض نوبات القلق، ويزيد من التفاؤل والأمل.

- يخفض التوتر العضلي ويساهم في استرخاء العضلات.

- يساعد على شفاء بعض الأمراض المزمنة مثل الحساسية والتهاب المفاصل.و يقوّي النظام المناعي للجسم مما يساعد على مقاومة كثير من الأَمراض.

- الخشوع أسهل علاج للصداع النصفي والشقيقة.و يساعد على علاج الربو.

- يحسّن النشاط الكهربائي للدماغ ويرفع طاقة الجسم.و يمنح الإنسان ثقة عالية بالنفس.

-  يساعد على التركيز والسيطرة على القدرات العقلية.و يساعد على زيادة القدرة على التعلم والاستيعاب والتذكر.و التفكير الإبداعي.

-  الخشوع يساعد على الاستقرار العاطفي، و يساعد في صيانة الخلايا وبخاصة خلايا الدماغ.

- يساعد على نوم أفضل ويعالج الأرق، ويعالج اضطرابات النوم.

الخُشوع في الآخِرة

* مَن خَشَع لله تَعالى في الدُّنيا؛ وذَرفت عينَاه الدُّموع خَشيَة وإجلالا للكَبيرِ المُتعال، وتأثُّرا بِكلامِه؛ نضَّر الله وَجهَه، وأشرَقَ مُحيَّاه في عرصاتِ يَوم القِيامة...

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ. ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} [عبس : 39].

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة :22- 23].

* وَمن أعرَض وتولَّى؛ ولَم يَخشَع ولَم يَدمَع؛ فليَخشَع في أرضِ المَحشَر؛ ولكن مِن الذُّل والهَوان، والخَيبة والحَسرة!

{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ}[الشورى : 45].

* كلُّ جارِحَة في الأَشقياء تَخشَع قَسرا عَنها يَوم القِيامَة... الوُجوه، الأبصار، وحتى الأَصوات..!

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ. وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ. عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ.  تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} [الغاشية:1-4].

{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج : 44].

{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم : 3].

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ.خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ }[القمر : 7].

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} [طه : 108].

تعليق: مشاهِد رَهيبة فِعلا يُخوِّف الله بِها عِباده حتَّى يتَّقُوه ويَخشُوه، ويَخشَعوا لِذِكرِه، وتَدمَع أعيُنُهم مِن خيفَته؛ جَعلنا الله تَعالى خاشِعين ذاكرين، قانتين، حامدين... والحَمد لله ربِّ العالمين.

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب : 35].

 

 

#بقلم الطَّالب: نسيم بسالم

اجمالي القراءات 64365