النقاب
نهي عن التنقب بنص القرآن

أحمد عبدالقادر في الإثنين ٢٠ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

         آية النقاب كما يحلو للبعض تسميتها هي تنص على تعرية الوجه وليس العكس، قال تعالى "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَ‌ٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَ‌ٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا ﴿59﴾ سورة الأحزاب

      أول مايصدم قارئ هذه الآية هوالفهم السلفي الذي يشيرإلى وجوب تخفي النساء حتى لا يتحرش بهن الصعاليك، ومن المعلوم أن سورة الأحزاب مدنية فكيف يعقل أن يتحرش أحد بزوجة الرسول إن كانت عارية الوجه معروفة ، ألا يموت ضربا من المؤمنين المنتشرين بالمدينة؟؟؟


         حتى نفهم معنى هذه الآية علينا تدبرها بالآيات السابقة حتى نقف على معنى   الإيذاء, قال تعالى "وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُوا۟ فَقَدِ ٱحْتَمَلُوا۟ بُهْتَـٰنًۭا وَإِثْمًۭا مُّبِينًۭا" ﴿58﴾ سورة الأحزاب ، من الواضح الجلي أن الإيذاء ههنا هو من نوع الإفك والنميمة والإشاعات المشاعة من طرف المنافقين والنمامين وليس كما قال جل  المفسرين بأن الإيذاء هو من قبيل المعاكسة والتحرش في الطرقات وسامحهم الله على الأذى الذي يلحقوه بتفسيرهم هذا بملكات اليمين حيث أن بعضهم يرى أن الستر هو فقط منوط بالأحراركأن الله خلق أحرارا وعبيد وأباح التحرش بالفقراء المعوزين.


         نأتي على معنى كلمة جلباب، ومن الطبيعي أن ورود كلمة خمار في النص القرآني "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ" لا تجعل لكلمة جلباب إلا معنى واحد، فالخمار هو ما يوضع فوق الثوب أما الجلباب فهو ما يسترالجلد ، بخصوص وضع الخمار فوق الرأس فهو مستحب لإكمال العفة (وأن يستعففن خير لهن) ولكنه ليس من الأوامروالأحكام القطعية  فالأمر القطعي في آية الخمار هو ستر  المناطق المقوسة من الصدر والورك ويجب الإشارة أن الخمار الإسلامي الإستعفافي ليس هو ذاك الثوب المقفول الذي يفضح تفاصيل وجه المرأة ولكن هو ثوب موضوع على الرأس مسدل على الكتفين (كخمار السيدة مريم وهل هناك أعف منها؟؟)


              نعود لبيت القصيد، إذا كان الإيذاء النميمي هو المقصود فالآية تحث على تعرية الوجه حتى يسد الطريق على من يريد أن يطلق العنان للسانه، فمثلا إذا كان كل النساء منقبات فسيسهل أن أقول لقد رأيت فلانة تدخل بيت فلان أما إذا كانت الوجوه مكشوفة معفوفة فلو قلت تلك الجملة لنهالوا عليك ضربا لكذبك، وهنا يحضرني قصة المنقبة التي كانت تعتاد بيت منقبة أخرى وبعد سنين اتضح بأنه رجل مختفي وراء نقاب.


           " ذَ‌ٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ"  كلمة أدنى مهمة جدا، فالله أمر بدنوالجلباب لكن إلى أي دنو؟ ، فيأتي الجواب "أدنى أن يعرفن"  فلمن أرادت العفة فأقصى ما يمكن تغطيته هو ما يتركها معروفة عند الناس، كزوجة فلان أو بنت فلان فلا تؤذى بالنميمة الكذابة لأن الناس لها عيون يميزون الصالح من الطالح ويختم رب العزة بأنه غفور ورحيم بالمؤمنات لطرح هذة الغمة على قلوبهن وووجوههن.

 والله ولي التوفيق

اجمالي القراءات 21308