علم الغيب ام علم الحوادث

علي الاسد في الخميس ٢٦ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم

نقول لايعلم الغيب الا الله..فما هو الغيب

من نقاشات القوم فهمت انهم يقصدون كل ما يحدث في الدنيا من حوادث صغيره او كبيره الى قيام الساعة وما بعدها ..هذا هو الراسخ في العقول حول معنى الغيب بصورة مبسطة..فنسلم بهذا المعنى لحين اكتشاف صحته من عدمها قرآنيا.

فنأتي الى بداية سورة البقرة ونقرأ :  ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِ&iaقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)

اذن الآيه 2 من سورة البقرة وصفت المتقين باوصاف , اولها انهم يؤمنون بالغيب..اذن اول ميزة يمدح بها المتقون (المتقين لكي نلتزم بالنص) هو ايمانهم بالغيب ..فما هذه الميزة؟

هل معناها ان من يؤمن بانه ستكون حوادث في الدنيا كثيرة..من ولادات وموت وحكومات وتعاقب ملوك يكون مؤمن بالغيب؟

وهل هناك عاقل ينكر ذلك؟  ..فان كان هذا امر بديهي , ان يؤمن كل انسان بانه ستكون حوادث في المستقبل الى قيام الساعة ,فما ميزة من يؤمنون بهذا الغيب؟ والجميع يشترك بها؟

وان انكرنا هذا المعنى للغيب وقلنا ان الغيب هو مايحدث للناس بعد قيام الساعة(او يوم القيامه كما اعتدنا ان نخلط بين ايام الله) فهنا بطلت حجة من يرى ان العلم بحوادث الايام المستقبليه هي علم الغيب الذي لا يختص به سوى الله سبحانه وتعالى . وتصبح مسألة علم حوادث الايام المستقبليه أمر قابل للنقاش , صحت ام لم تصح فلا تقدح في ايمان الانسان مادام يجد الدليل على صحتها او بطلانها.

 

فنأتي الى القرآن:

تقول الآيه: ما فرطنا في الكتاب من شيء..الانعام 38

فان اقررنا بمعناها..فاسأل هل ان من انزل عليه الكتاب يعلم ما فيه ام لا؟

بل ما قولنا فيمن يعلم الآخرين الكتاب ((ويعلمهم الكتاب والحكمة..سورة الجمعة 2 ))

فان قلنا ان من  انزل عليه الكتاب لايعلم مافيه ,فهذا اجحاف.

وان قلنا ان من انزل عليه الكتاب ويعلمه للآخرين يعلم مافيه..فهو يعلم كل شيء, لان الآيه تقول : مافرطنا في الكتاب من شيء.

اجمالي القراءات 12962