توضيح أكثر و زيادة حجج أخرى
* ملحـق III عــرب وأعــراب *

عبد الرحمان حواش في الخميس ١٩ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

*  ملحـق  III  عــرب وأعــراب  *

 

ــ الأستاذ أحمد شعبان.

ــ سلام: تحية مباركة طيبة.

ــ نظراً، لأهمية ما سيأتي، من توضيح أكثر في الرد على تعليقكم، إرتأيت أن أتخذه ملحقا ثالثا لموضوع : عرب وأعراب ، فعفواً ومعذرة.

ــ سألقي، من جرائه، بعضاً من التساؤلات على الذين يُصرون، ويُصمّــمون، ويتعنتون، من غير حجة ولا بيان !من كتابه المبين، بئس الإسم – وزخرف القول غروراً.

ــ كيف نفسر ونبين قوله تعالى في كتابه المبين ?وما المقصود من ذكر الآية ?( وما أرسلنا من رسول إلابلسان قومه ليبين لهم ...)إبراهيم 4.

ــ نلاحظ أن هذه الآية المحكمة، البينة جاءت معطوفة  بالواو ( وما أرسلنا...) لما قبلها. وما قبلها، قوله تعالى: ( ألم كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور...)إبراهيم 1.

ــ لم يقل الله : ( ... لتخرج قومك من الظلمات إلى النور...) لتخرج  الناس.

ــ جاءت الآية المحكمة بصيغ القصر:

-ا- ما النافية: ( وما أرسلنا...)

-ب- من التي تفيد التبعيض ( ... من رسول ...) ولا حتى بعضاً من الرسل بل  كل الرسل.

-ج- رسول نكرة ( ... من رسول ...) والنكرة في سياق النفي تفيد  العموم.

-د- إلا : تفيد الحصر( إلا بلسان قومه ...).

-هـ- لام العلة ( ليُبـيّـن لهم ...). إذا وُجدت العلة وجد الحكم. وإذا زالت زال المعلول. ولا تقتضي أكثر من غرض فاعل الفعل المعلّــل.

ــ نلاحظ  التعبير : بالتبيين وهو أكثر من التبليغ !لا  " لـيُـبلّغ لهم "  وبس !بل لـيُبيّن لهم. والبيان من القرءان ( ثم إن علينا بيانه )القيامة 19.

ــ لقد سبق أن بينت ووضّحت – في الموضوع الرءيسي: عـرب وأعراب أن هذه الحروف الثلاثة ع.ر.ب. نجدها : في لسان الذين أرسل إليهم  بنفس الجرس اللفظي  urbain – urbi-- (مكــــة ) وorbiorbite: ( حول ) أي كل الأقوام الذين في  المعمورة. وقد بينت ذلك بإطناب في الموضوع الرءيسي وفي الملحق I . وهذه الحروف : ع – ر- ب- لم تأت في الكتاب المبين إلا : أنها تفيد وتصف:

1- اللسان: النحل 103. الشعراء 195. وفصلت 44.

2- الحكمة :الرعد 37.  ولا تخرج عن نطاق اللسان والقراءة ( القرءان ).

3- وهذا اللسان وهذه الحكمة ( urbi )جاءا للتبشير والإنذار في الآيات : ( ... لعلهم يتقون )طه 113. والزمر 28.  ( لتنذر... وتنذر... ) الشورى 7 و الأحقاف 12.

4-كما جاءا مخاطبين العقل والقلب والأفئدة وذلك في قوله تعالى: ( ... لعلكم تعقلون ) يوسف 2 والزخرف 3 وجاءا في قوله تعالى: ( ... لقوم يعلمون) فصلت 3.جاء كل ذلك بالحروف الثلاثة ع.ر.ب. التي تفيد لسان أهل الكعبة ( urbi )الذي انصهر بمن حولها وبمـن أتوا إليها منذ إبراهيم  ( عليه السلام ) الذي ( ... هو سماكم المسلمين مــــــــن قـــــــبلُ... )  (... ياتوك رجالا وعلى كلضامر يأتين من كل فج عميق )الحج 27.

ــ نـلاحظ  أن هذه الحروف الثلاثة ع.ر.ب. ( urbi ):

1) أنها جاءت كلها بمعنى اللسان والقراءة والحكمة  كما جاءت تخاطب العقل والقلب وجاءت لتبشّر ولتنذر– كما وضّحت أعلاه -

2) جاءت كلها بعد الحروف المتقطعة  الـر ... طـه ... حـم ... التي تدل أن هذا القرءان المعجز جاء بتركيب تلك الحروف المتقطعة .

3) جاءت كلها بعد ذكر الكتاب وذكر القرءان.

ــ ( ألــر تلك ءايات الكتاب المبين ... قرءانا  عربيا...) يوسف 2.

ــ ( وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا...) طه 113.

ــ ( لقد صرفنا للناس في هذا القرءان ... قرءانا عربيا...) الزمر 28.

ــ ( كتاب فصلت ءاياته قرءانا عربيا ...) فصلت 3.

ــ ( وكذلك أوحينا إليك قرءانا عربيا ...)الشورى 7.

ــ ( إنا جعلناه قرءانا عربيا ...)الزخرف 3.

ــ (... وهذا كتاب مصدق لساناً عربيا...)الأحقاف 12.

ــ إذاً فإن ع- ر- ب- لم ، ولا، ولن، تأت في الكتاب المبين باسم جنس، ولا عرق، ولا عنصر،ولا "  إثنية " ...

ــ حتى اللسان ، لم يكن – يوما – وإلى يومنا هذا !لسان قوم ما !من حين الولد في حجر الأم، ومنذ نعومة الأظافر، بل هو لسان رسالة الله للعالمين urbi  و orbiالذين أرسل إليهم ليبين لهم بلسانهم.

ــ لا ولن يمكن أن يكون " قومه " العرب، أم جنساً ءاخر !كما نفهم من التعبير " بقومك " خطأً، لأن الرسول محمد ( الصلاة والسلام عليه ) لم يأت إلى قوم ما !كما جاء كل الأنبياء والمرسلين، من قبل، إلى أقوامهم. إلى قوم نوح ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وقوم صالح، وقوم شعيب، وقوم فرعون، وقوم موسى ، وغيرهم ( عليهم السلام ) . إنما جاء مــــحمد  (الصلاة والسلام عليه ) للناس كافة، وللعالمين بشيراً ونذيراً، لأنه ءاخر النبيئين ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئين ...) الأحزاب 40.

ــ نلاحظ نفي الأبوّة حتى لأي أحد. ( أهل  البيت ?وكيف بالقوم !?( ... وأرسلناك للناس رسولا...) النساء 79.( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً...)سبأ 28.( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ...) الأعراف 158. ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء 107. ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكونللعالمين نذيراً ) الفرقان 1.( وكذلك أوحينا إليك قرءانا عربيا   لتنذر أم القرى ومن حولها   وتنذر يوم الجمع ...) الشــــورى 7.

( ... يوم يجمعكم ليوم الجمع ...) التغابن 9.

ــ عربيا: (urbi )لسان الذين أرسل إليهم .

ــ ومن حولها: الأعراب ( orbi )كل العالم – مِن حوله.

ــ إذاً، قومك في القرءان هم الناس كافة، الذين أرسل إليهم من يهود ونصارى ( بنو النجار في مكة، وبنو النصير، وبنو قريظة في المدينة )  فهم عرب وكلهم قومه، لأنه أرسل إليهم كغيرهم وإلى " الأعراب " فرس، وروم، و... و... .  فلـمَ  بايعوه ?   ولـمَ حاربهم ?إذا لم يكونوا قومه !?حتى يومنوا أو يعطوا الجزية.( يأيها الذين أوتوا الكتاب ءامنوا بــــما نزّلنا مصدقا لما معكم ...) النساء 47. ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب  ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ...) المائدة 48.

ــ من الغريب !والغريب !أن يكون " العرب " هم قومه لا غير !ويوم القيامة يقول لربـــه:

( وقال الرسول يا رب إنقومي اتخذوا هذا القرءان مهجوراً )الفرقان 30.

ــ إذا كان المقصود من : قومه  ( من نُـسميهم  " العرب " !?) فغيرهم إذاً من الذين أرسل إليهم: لم يتخذوا القرءان مهجورا !?  لنتدبّر !

ــ فكلما ذكر الله : " قومـك " بالإضافة إلى المخاطَب فالمقصود منه كل من كان حول الرسول في مكة عــرب: ( urbi )وحول مكة والمدينة : أعــراب :  ( orbi )فكل الناس وكل  الأمة  قومه.

ــ ومن الغريب والغريب !والغريب !أن يكون " العـرب " هم : أمتـه  لا غير !فما المقصود من قوله تعالى في  سورة الرعد 30( كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك ...) هل جاء "  للعـرب " ?أم جاء للناس كافة وللعالمــــين ?

( ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي  بينهم بالقسط وهم لا يظلمون )يونس 47.   

ــ ومَن رسول الفرس ?يوم الجمع، يوم القيامة !?ومن رسول الهندوس ?والأتراك  والكرد ?والدرز ?والأروبيين، والأنقلوساكسون ?و... و... إذا كان محمد ( الصلاة والسلام عليه ) ءاخرالنبيئين !?أم  سيتجاهلهم يوم القيامة !?ويتجنبهم، ويوليهم ظهره !وينادي: أمتي... أمتي.. وبس !!( يكاد السماوات يتفطرن وتنشق الأرض وتخرّ  الجبال هـدّا ).

ــ ومن الغريب ! والغريب !والغريب !أن يكون " العـرب " هم النـاس كلما ذكروا في القرءان. وأين إخبار الله لنا أنه  بعثه لجميع الناس ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ...) سبا 28.  وقوله : ( وأرسلناك للناس رسولا...) النساء 79وغيرها من مئات الآيات التي تخاطب الناس في الكتاب المبين مثل : ( قل يأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم ...) يونس 108. ومثلها في الآية57 ، والنساء174  وغيرها كثير وكثير ...

ــ ومن الغريب !الغريب !الغريب !أن يكون " العـرب ": هم العالمين. أم هناك عرب إنس ?وعرب جن !?كما أن هناك عرب مسيح ?وعرب يهود !?( وإنا لما سمعنا الهدى ءامنا به ...) الجن 13.( وما أرسلناك إلا رحمةللعالمين ) ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكونللعالمين نذيرا ) ومثلها في الأنعام 90 و ص 87.والقلم 52.وغيرها كثير...

                                   *  تســاؤلات  *

ــ يا أهل القرءان !ويا عرب !ويا دعاة القومـية !لا نزال في دوامة، ولا  نزال ولن نزال  نضيع الوقت النفيس في سحق الماء  في  المهراس فإلى متـى !?

ــ قبل أن أختم الموضوع وهو الملحق III ويا للأسف - ... أريد أن أقول :

ــ إن الله سبحانه وتعالى بعث نبئه ورسوله محمد ( عليه الصلاة والسلام ) كما سبق أن بينت... وبينت ... بلسان الذين أرسل إليهم ليبــيّن لهم . وقد سبق أن نشرت عشرة فصول وما هي إلا جزء ضئيل من الكلمات الموجودة في كتابه !ولدي المئات. وهذا شئ سهل لمن يتدبر كتابه، وذلك مصداقا لقوله تعالى: ( وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه) ( وبينت القوم ، والأمة ، والناس، والعالمين ) .

  ــ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: ( ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ) يونس 47.

ــ فإذا كان محمد ( الصلاة والسلام عليه ) المبعوث إلى جميع العالم ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ...) الأعراف 158.جاء للعرب   ( urbi )و  ( orbi)وبلسانـــهم !?فمن يا ترى !?رسول الفرس والروم ?ومن رسول الهندوسيين ?والأروبيــــــــــــــــــين ?

والإنقلوساكصون !?والإفريقييـن ?وغيرهم ... وغيرهم... من ملايين البشر الذي حولنا والمعاصرين لنا !?. وإذا كان مع ذلك ءاخر النبيئين كما أخبرنا العليم الخبير( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم  ولكن رسول الله وخاتم النبيئين وكان الله بكل شئ عليما)الأحزاب 40.

ــ أم سيتجاهلهم وسيتجنبهم يوم تقوم الساعة ?وصدق الله القائل : ( ... ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون وترى كلّ أمة جاثية كلّ أمة تدعى إلى كتابها ...) الجاثية 28. ومن رسول أولئك ?، وما كتابهم . لنستغفر الله !ولنتدبر !...

ــ والله يقول في محكم كتابه المبين:( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ءال عمران 85. فمن عرّف الإسلام ويعرّفه بعد  إبراهيم ( عليه

السلام ) ومحمد ( الصلاة والسلام عليه ) ?

ــ لنتدبر– هداني الله وإياكم – ولنتذكـر !

ــ ( ... وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )الإسراء 15.أيعذبهم الله ومحمد ( ص ) رسول الله إليهم، لم يبلغ لهم وبلسانهم المبين  كما جاء  في القرءان أم سوف يدخلهم الله نعيمه بما فيهم الهندوس ( عباد البقر) والبوذيين !?لخلل في الوحي وفي التبليغ !حاشاأن يكون ذلـــك ! (... وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ).

ــ ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك من قبل أن نذل ونخزى ) طه 134. هذا بالنسبة للعرب ( urbi)ولـلأعراب ( orbi )قبل رسالة  الإسلام ، ولذلك سماهم الله :الأميــين les gentils، لأنهم لم تسبقهم رسالة ولا  كتاب.

ــ  ( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً )الفرقان 51.

ــ ( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى  وما كنا ظالمين )الشعراء 208/209. ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون )يونس 44.( ألم ياتهم نبأ  الذين من قبلهم ... أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) التوبة 70.ومثلها في الروم 9. ( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر24.

ــ الأمــة: كما بينت في المقال II  " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " هم متبعوا رسالة ما بين رسول ورسول.

ــ وأمة محمد ( الصلاة والسلام عليه ) منذ بعثته إلى أن يقوم  الأشهاد وهــــم كــل الناس إلى يوم القيامة.(... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام  دينا...) المائدة 3.

ــ  ( يا معشر الجن والإنسألم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم ءاياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا عــــــلى أنفسهم أنهم كانوا كافرين ذلك أنه لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ) الأنعام 131.ومثلها في القصص 59. ( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا...)

-لفتـة: قوله تعالى في هذا المضمار ( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا ...) الإسراء 58.

ــ فما جاء مطلقا هنا ( ... وإن من قرية ) يقيّدُه ويفصّـلُه ما جاء في ءايات كثيرة منــــــها :

( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون )الشعراء 208.

ــ وخاصة الآيات التالية : ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ... وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث  في أمها رسولا... وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون )القصص 58/59. ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) هود 117. وما جاء في ءايات هود 102 والحج 48 والكهف 59 والأنبياء 11  والطلاق 8.

ــ ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا  كثيراً )

 

*  ختاما  وتذكيــــراً  *

ــ وفي ختام هذا الموضوع لا بدّ من تذكير بعضنا بعضاً ( وذكّر فإن الذكرى تنفع المومنين)

الذاريات 55.  ( ... فذكّر بالقرءان من يخاف وعيدي ) ق45.( ولقديسرنا القرءان للذكر فهل من مـدّكر ) القمر 17.

ــ ( تلك ءايات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وءاياته يومنون)من 6 إلى 11 الجاثية.

ــ مما تقدم في هذا الموضوع، الذي أخذ حقه : الموضوع الرءيسي وثلاثة ملحقات نستنتج أن حسابنا عسيرٌ عند الله.

ــ جاء دين الله" الاسلام " للذين فـي مكة ، ثم في المدينة ، من عـرب ( urbi )  وأعــــــراب ( orbi )ولمن حولهم من الأعـراب ( orbi )فزين لهم الشيطان، وصدهم عن السبيل. ( ... وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً

ولأضلنهم  ولأمنيهم... ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ... )النساء 117/121.

ــ إستحوذنا على الرسالة وعلى لسانهاومن ثمّ على دين الله وذلك باسم القومية ( العروبة) جنسا ، وعرقا ، وعنصرية ، وأهملنا واجبَـنا إزاءها في صونها وتبليغها إلى العالمين رغم أن الله جعلنا على هذه الرسالة شهداء في تبليغها وجعل الرسول ( الصلاة والسلام عليه ) شهيداً علينا يوم الحساب ، وما كان ذلك إلا استمالة ً واسترضاءً للعرب المسيحيين فتشبثنا بالقومية ( العروبة ) فأهملنا الدعوة إلى دين الله " الإسلام " وهجرنا قرءانه.

ــ لنتدبـر مع هذه  الآيات على الأقل.

( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ...)البقرة 143.

ــ وسطا: من الوساطة والتوسيط.

ــ أمة( urbi ) والناس ( orbi )لا قوما وسطا – لنتدبر !" أمة  وسطا " ...

ــ ( كنتم خير أمـة أخـــرجت للناس  تأمرون بالمعروف وتنهون عـــن المنكر وتومنون بالله ...)ءال عمران 110.

ــ نلاحظ : أمـة: الأقوام الكثيرة التي استقرت منذ قرون ، حول بيت الله .( urbi )والناس( orbi )كما في ءاية البقرة 143. ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) إلى قوله: (... ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ...) الحج 78

ــ وجاهــدوا... من باب : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ...)العنكبوت 69.

ــ الناس= orbiأعـراب.

( ... ولكنكم فتنتُم أنفسكم وتربصتم  وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور...) الحديد 14/15. ( ... وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ).

ــ وأكثر من ذلك افترينا على الله الكذب ( ... وغرهم في دينهم مـــا كانــوا يفتــــرون) ءال عمران 24 واتبعنا ما  أوحت  به  إلينا شياطين الإنس والجن. ( وكذلك جعلنا لكل نبئ عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول  غرورا ولو  شاء ربـــــــك  ما فعلوه فذرهم وما يفترون ... وليقترفوا ما هم مقترفون ) الأنعام 112/113. وتركنا وراء  ظهراننا حديث الله الذي لا يأتيه الباطل ( ... وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )فصلت 42. والذي ما كان حديثا ( عن..عن.. عن ..) يفترى (... ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ  وهدى ورحمة  لقوم  يومنون )يوسف 111. ومثلها في يونس 37. ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث  ليضل عن سبيل الله بغير علم  ويتخذها هزؤا أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتـــــــلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في  أذنيه وقـــرا فبشره بعذاب ألـــــيم ) لقمان 6/7. ( الله نزل أحسن الحديث كتابا... ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ...)الزمــــر 23. وءايات أخرى كثيرة : النساء 87. الأعراف 185. المرسلات 50...

ــ ألا نخاف  وعيد الله ?أيها المومنونفي قوله، على الأقل : ( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم أن كيدي متـــــــين) القلم 44/45.  (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون )السجدة 21.

ــ وأكثر من ذلك ، إتخذنا من دونه أولياء. فتفرقنا في ديننا طرائق قددا ( كما قالت الجن ).

ــ نقرأ عشرات المرات، كل يوم، في سورة الفاتحة ( أهدنا الصراط المستقيم  صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) وما  " الضالين " إلا الذين فرقوا دينهم وأشركوا بالله أولياءهم. ( فأقم وجهك للدين حنيفا ... ذلك الدين القيم واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فـــرحون)الروم 30/31. (  فأقم وجهك للدين  حنيفا ...) حنفية إبراهيم ( ... وما كان من المشركيـــــن) وذلك هو الصراط  المستقيم. ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيماً ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ). ءايات كثيرة: يس 60/61. إبراهيم 1. سبأ 6.الشورى 52.الأنعام 126.161. إلى غير ذلك ….

ــ ( اتبعوا ما أنزل إليكم من بركم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون)الأعراف 3.

ــ ( مثل الذين اتخذوا من دونه أولياء  كمثل العنكبوت ... )العنكبوت 41. ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ...)الشورى 21. ( وإذا رأى الذين اشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذي كنا ندعوا من دونك...)النحل 86/88. وءايات كثيرة تنهانا عن التفرقة في الدين واتخاذ  الأولياء شركاء في دينه: ءال عمران 105. الأنعـــــــــــــــام 153/159 الشورى 13. يوسف 38. النساء 125. الفرقان 18. يونس 66. القصص 62/66. الكهف52.

ــ ولكن هيهات !هيهات !صراطناهو ما وضعه لنا أولياؤنا وسادتنا وكبراؤنا ... في الوقت  أن الله يذكرنا بعدم التفرقة في الدين كما سبق أن ذكرت، وذكرت... لم نهتد إلى صراط الله المستقيم في هذه ، فسوف نحشر يوم الجزاء إلى صراط الجحيم : الصافات 28. نعوذ بالله منها جميعا.

ــ ولقد سبق أن وعد الشيطان – لعنه الله – ربه بإغوائنا وتحريفنا عن صراط الله المستقيم في قوله لمولاه سبحانه وتعالى: ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين أيديهم ... ولا تجد أكثرهم شاكرين ) الأعراف 16/17.

ــ صدق الشيطان وعده فقسّمنا إلى: سبل . وطرق .  وأحزاب . ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل  فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) الأنعام 153.

ــ نلاحظ التعبير ( ... ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) فلا تقوى إلا باتباع صراط الله المستقيم وإلا فهو إشراك كما بينت أعلاه ، وذلك ما جاء في ءايات الروم 30/31 وغيرها.

ــ وأخيرا ألا ننتهي أيها المومنون !فلا  تغـرّنا الأماني.

ــ ألا نقتدي بمن حولنا ونتأسى به !ونبكي حالتنا بين الناس !وأن نعتبر بقوله تعالى: ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت  ارجلكم أويلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ... وكذب به قومك وهو الحق ...لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون)65/67 الأنعام .

ــ ولقد رأينا ذلك جليا حولنا !وما  إفغانستان، ولبنان، والعراق، وإيران، والكويت، واليمن و...و... وما ذلك ببعيد !وما ذلك إلا  نموذج  وإنذار !( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) السجدة 21. ويوم يقوم الأشهاد: ( ... وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )ءال عمران24. ( أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضــــل عنهم ما كانوا يفترون )الانعام 24. ( وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين)الجاثية 34. نجاني الله وإياكم منها ءامين .

ــ وبهذا الملحق III  أرجو أنني أعطيب الموضوع حقه، وبإسهاب وتفصيل، من كتاب الله المبين، وبئاياته البينات.

ــ فلن أجيبَ بعدُ، على أي تعليق" سلبي" عليه حتى لا يضيع بعضنا وقت بعض.

ــ جعلنا الله جميعا من ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب  ) ءامين.

ــ  والله  أعلــــم ــ

اجمالي القراءات 19529