- أو الشفع والوتر-
* ملحق الشفاعــــة * - أو الشفع والوتر-

عبد الرحمان حواش في الجمعة ٣٠ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

*  ملحق  الشفاعــــة  *

- أو الشفع والوتر-

ــ الأستاذ عثمان محمد علي.

ــسلام : تحية مباركة طيبة.

ــ أشكركم على تعليقكم ، وملاحظاتكم على الموضوع، زادكم الله تذكيراً وعلماً بكتاب الله .

ــرأيت أن أجعل تعليقاتي عليها، ملحقا للموضوع . فعفواً ومعذرة.

ــ الشفاعة كما بينتها من كتاب الله المبين هي – بالنسبة لدين الله – توسط  وتدخل الملائكة – (ولله ولملائكته المثل الأعلى) – بين العبد الذي كانوا يشهدون أعماله ويكتبونها وبين الله العزيز الغفور، الذي بيده الجزاء الأوفى ، والذي إليه حسن المئاب !

ــ لم تتح ، هذه الشفاعة ، التي هي لله جميعا، لأي كان !ومهما كان !إنما هي إمتياز وفضل - لملائكته الكرام الكاتبين – من بعد أن يأذن الله ، ويرضى لهم قولاً، ويقولون صواباً.

ــ فما معنى إذاً قوله تعالى ?: ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء  ويرضى )النجم 26. ( ... وقال صواباً ) النبأ 38.

ــ وما قول الصواب ?إلاّ الشفاعة !وذلك في الحيثيات ( ولله ولملائكته  المثل الأعلى) التي يستند إليها المَلَـك ويقدمها – بين يدي الله – للمشفوع له.

ــ فما منزلة الملكين عن اليمين وعن الشمال قعيد ?إلا تتبع أعمالنا، وسكناتنا، ما أضمرناه، وما أعلناه....( ووضع الكتاب فترى المجرمين  مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادرصغيرة  ولا كبيرة إلا  أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً)الكهف 49.  ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) الجاثية 29

ــ فلعل شفاعة الملائكة، تأتي للذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. ( وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحا وءاخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الـــله غفور رحيــــم)التوبة 102.

ــ نلاحظ : اعترفوا . وهو ما يبيّنه قوله تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا  الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم ...) 135/136 ءال عمران.

ــ وذلك – والله أعلم – قوله : اعترفوا بذنوبهم .

ــ ولعل شفاعة الملائكة  تأتي - كذلك – للفيْــئات اللاّتي ذكر الله في ءايات كثيرة، بعسى التي هي من أفعال الرجاء .( ... عسى أن يعفو عنهم ...)  ( ... وعسى أن يتوب عليهــــــم ...)  (...وعسى أن يكفر عنهم سيئاتهم ...) ( ... وعسى أن يكونوا مـــــن المهتديــن ...)  (...وعسى أن يكون من المفلحين ...) وذلك في النساء 99 والتوبة والتحريم 8 والقصص67...

ــ ألا يكون : عسى في هذه الآيات ما يعزز عفو الله ( ولله المثل الأعلى ) بشفاعة الملائكة  إن قالوا صواباً، ورضي  الله لهم قولاً .

ــ وأما الذين لا يقبل الله الشفاعة لهم ، فهم الفئة التي ذكرها الله في ءاية غافر18( … ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) وما جاء – كذلك – في قوله تعالى في سورة البقرة 124 ( ... قال لا ينال  عهدي الظالمين )

ــ ظاهرهنا، من غير لبس ولا تردد أن العهد: الشفاعة وذلك بقوله في شروط الشفاعة ( لا يملكون الشفاعة إلا مناتخذ عند الرحمان عهدا ) مريم 87.

ــ أما قولكم: التخفيف في العذاب فمن أين لنا هذا !?من كتاب الله !?وما ذلك إلا من رواسب الإفتراءات على الله !( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )ءال عمران 24 وكذلك البقرة 80 .

ــ قولكم " فإن شفاعة الملائكة لا تعني توسطهم لتخفيف عقاب عن مذنب ، أو لزيادة درجة مومن من درجات الجنة ، فهذا والعياذ بالله كفر بئايات الله عن الشفاعة في القرءان ".

ــ فلنلجأ إلى كتاب الله المبين لنحتكم إليه –ولا نقول على الله ، ما لم ينزل به سلطانا، لتحقيق ما ذهبتم إليه، وما اعتبرتموه دوراً، أم ليس دوراً : للملائكة في الشفاعة.

ــ فإما جنةٌ !وإما سعيرٌ !فلا تخفيف !ولا يوماً واحداً من العذاب !ولا نصيباً !( ... فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار) ( ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ) 47/49 غافـــر. ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم  من عذابها ...) فاطـــــر 36. ( خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ) ءال عمران 88  وكذلك  البقرة 86 و162 و85 النحل. ــفالعذاب عذابٌ !– لا تخفيف فيه !فهو : أليم – مهين – عظيم – أشد العذاب – أخزى العذاب – سوء العذاب – عذاب الهون – غذاب  غليظ – عذاب  شديد – مقيم – العذاب الأخزى- الضِعف – عذابا نُكرا – الخلد – عذابا فوق العذاب إلى غير ذلك ...فلا  تخفيف –

ــ قولكموأن شفاعة الملائكة تعني مصاحبتهم للخلق عند تقديمهم للحساب !

ــ الشفاعة : هي وساطة، لا مصاحبة وبس !-.

ــ ولقد سبق  أن قلت : وأن وصف الله للملكين القعيد  عن اليمين وعن الشمال بالمتلقيان وهما للذين ينسخان كتابنا ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد )ق 17.لأنهما هما اللذان سوف يستقبلان موكّليهم ، في يوم الحشر.( ... وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) الأنبياء  103.

ــ أما المجرمون فعندما يرون  الملائكة ، يعلمون مصيرهم الحتمي :

ــ ( يوم يرون الملائكة لا  بشرى يومئذ للمجرمين ...) الفرقان 22. أما بالنسبة للمومنين ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم تــــوعدون)  فصلت 30. هل كانوا يعلمون الغيب !?عند قولهم : ( ... وأبشروا بالجنة ) !?ثم يبينون صلتهم وعلاقتهم بنا: ( نحن أولياؤكم في  الحياة الدنيا وفي الآخرة ...) 31 فصلت.

ــ نلاحظفي الدنيا تتبع لأعمالنا وكتابتها، وفي الآخرة شفاعة لمن ظنوا، بكرمهم، أنها تجب لهم !.

ــ بعد هذا أنقول : وأن الملائكة إنما هم للمصاحبة وبس !?بل سائق إلى الجنة أم إلى النار نجانا الله منها .( وسيق الذين كفروا إلى جهنم ... وسيق الذين اتقوا ربهم إلـــــى الجنة ...) الزمر 71 و 73. وشهيد ( شفيع ) هذا إن قال صوابا، ورضي الله له قولا أم  شهيد لأنه الناسخ  للكتاب !

ــ يا أهل القرءان – يجب أن تكون حجتنا – من كتاب الله – ولا نأتي بالحُكم- هكذا – من عقولنا، أم  من سلفنا، هكذا جزافا !...

ــ لفتــة: أما قولكم  وأن الشفاعة هي :زوج، لأنها شفع !??

ــ أقول لكم، أستاذي – وأن ليس لدينا على ذلك حجة من لسان القرءان لسان الذي خلق الألسنة.

ــ الشفاعة: ليست اثنين كما حاولتم أن تبينوها ولكن الشفاعة ، والشفيع ، واحد يشفع في الآخر، عند ثالث .

ــ فالملَك الشفيع واحد ،يشفع في العبد ( الإنس) الذي كان عن يمينه قعيد يعلم ما يفعل ويكتب صحائف أعماله ، فيشهد بما حوتـه ، فيتوسط له عند ثالث وهو الله سبحانه وتعالى .

ــ وأما إذا حاولنا فهم الشفع والوتر، الكلمتين اللتين جاءتا مرة واحدة في سورة الفجر، فنجد معناهما بسيطاً في كتاب الله المبين، وفي ءاياته البينات المبينات ، فلا افتراء  ولا  تخمين في  معناهما ، ولا تبعية كما سيأتينا.

ــ  نجد الشفع  إسم فعل شفع.

ونجد الوتر إسم فعل وتر.

ــأما تبيان الكلمتين، من الكتاب الذي هو ( تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة ...) نجد الشفع وما تصرف منه : فعلاً ،واسماً ، ومفرداً، وجمعا ً ، وإسم فعل، وغير ذلك ... في ءايات كثيرة.

ــ وأما الوترفجاء اسم فعل في سورة الفجر، وجاء فعلاً في سورة محمد 35. في قوله ( ولن يتركم أعمالكم ).

ــ نلاحــظ:

1) أن الشفع جاء في الأعمال شفع ، يشفع ، - وما تصرف منها – ( شفاعة الملائكة ) في عمل العبد.

2) والوتر جاء كذلك في الأعمال – بالنسبة إلى الله – ( ... ولن يتركم أعمالكم ) .

ــ وتثبيتا – لما قلته – نلاحظ وأن الوتر الذي معناه – بخس العمل وتنقيصه – جاء في أول سورة محمد وجاء في ختامها:

ــ جاء في أول السورة ( ... فلن يضلّ أعمالهم ) محمد 4. وجاء في ءاخرها : ( ... ولن يتركم أعمالكم ) محمد 35. ويبين ذلك قوله تعالى في سورة هود15 ( ... نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون )وقوله في سورة الجن 13( ... فمن يومن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا)

ــ الخلاصــة: أن الله  أقسم في سورة الفجر(... والشفع والوتر...) بكل ما له صلة بأعمالنا.

ــ ( ... والشفع ... ) شفاعة الملائكة وهو ( ولله وملائكته المثل الأعلى) وهو استجداء – المولى الكريم – والتوسل إليه لالتماس شفاعة منه – وهي زيادة يرضاها – في ثقل موازين المشفوع له.-

ــ ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) .

ــ فمن أين جاءنا – إذاً – تفسير الشفع والوتر بـ : اثنين وبواحد !?فمن أين جاءتنا هذه الترجمة للشفع التي بمعنى زوج ?وواحد ?

ــ هذه الترجمة جاءتنا – والله أعلم – من الإنجيل المحرف على الأقل – ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينـنه للناس ولا  تكتمونه فنبذوه وراء  ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ...) ءال عمران 187. وغير هذه من ءايات التحريف والكتم ، والبدل، والإخفاء...

ــ فعند المسيحيين : العبادة تنقسم إلى اثنين وواحد : dulie  et  laterie.فـــــــــــ : dulie

تعني تقديس، وصلاة موجهة إلى الأولياء، والملائكة، والعذراء,مع عبادة الأب و laterie  التي لا تعني إلا عبادة وتقديس الرب  ( الأب )  وحده.

ــ وهو الشفع والوتر الذي إستعملناه ( تبعا ) لمعنى : اثنين وواحد !لنتأمل !

 

- والله  أعلـــم -

اجمالي القراءات 17950