المسلمون فقط هم الذين يدخلون الجنة

رضا عبد الرحمن على في السبت ١٠ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

المسلمون فقط هم الذين يدخلون الجنة

 

 

من خلال قرائتي لبحثين للدكتور / أحمد صبحي منصور / أحدهما بعنوان ( الإسلام دين السلام) وآخر بعنوان (اضطهاد الأقباط فى مصر) فهمت واقتنعت بالآتى

إن المؤمن الحقيقي هو من يبحث فى القرآن الكريم عن الهدى مستعدا بأن يضحى بكل ما توارثه من أقاويل وعقائد تراثية ، هذا هو المؤمن الحقيقي الذي يـُخْـلص عقله وقلبه لله جل وعلا وعلا وأصبح فى أتم استعداد للقبول والإيمان والتسليم بما يقوله ويقره القرآن الكريم حتى لو كان مخالفا لما وجدنا عليه آباءنا .

ولهذا فالشخص المؤمن يكون القرآن الكريم له هدى وشفاء ورحمة ، وعلى العكس تماما فالقرآن نفسه يكون لشخص آخر خسارا لأنه ظالم لنفسه ، والسبب أن هذا الظالم لنفسه ولربه معا يدخل على القرآن الكريم بعقائد وأفكار مسبقة يريد فرضها على كتاب الله ، ويقوم بـِلـَىْ عنق الآيات ليطوعها حسب ما يريد على حسب هواه ليعزز وجهة نظره ، وهو بذلك لا يزداد بالقرآن إلا خسارا. ،وهذا ما يوضحه ربنا جل وعلا فى قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا. الإسراء:82.

ولذلك فهناك رؤيتان للإسلام ، ولكل رؤية  منهما منهجها المتبع :

الرؤية الأولى :هى رؤيته من خلال مصدره الإلهى القرآن الكريم ، ومنهج هذه الرؤية هو فهم القرآن الكريم بلغته ومصطلحاته الخاصة به ، وبدلا من فهم القرآن من خلال اللغة العربية التى تتغير بتغير كل عصر ، كما يضاف لها تعبيرات ومصطلحات حسب كل دولة ، وهذا من منطلق أن اللغة أى لغة هى أشبه بالكائن الحي تتغير وتختلف مدلولات الكلمات فيها حسب الزمان والمكان وحسب الطوائف والمذاهب الفكرية ، ومنطقيا وعقليا لا يمكن أن نحكم على القرآن من خلال شيء غير ثابت مثل اللغة التى تتغير وتتحول وتتلون حسب البيئة ومتغيراتها ومتطلباتها من ناحية ،و لأن من وضع قواعدها كلهم من البشر .

فكل إنسان يريد التعرف على الإسلام من خلال مصدره الإلهى فعليه باتباع منهج وحيد ألا وهو الإلتزام باللغة العربية القرآنية ، وبدون أى فكرة مسبقة يريد فرضها على هذا المصدر الإلهى القرآن الكريم ، وعليه بقراءة جميع الآيات التى تتحدث فى نفس الموضوع المحكم منها والمتشابه وسينكشف أمامه الغموض رويدا رويدا وستظهر امامه الحقائق جلية ، ويكون القرآن له نور وهدى ورحمة.

الرؤية الثانية : وهى الرؤية المتأثرة بكل تراث وعقائد وتدين وتفسيرات المسلمين بعد وفاة خاتم النبيين ، وهى الخلط بين الإسلام وبين المسلمين ، وهى أن يحاول الإنسان فهم الإسلام من خلال إضافة مصادر بشرية متعددة مع القرآن مثل التفسيرات والأحاديث المنسوبة زورا لخاتم النبيين وأقاويل الفقهاء والمفسرين ، وبداخل هذا الزخم التراثي البشري نجد تناقضات بين كل مذهب بل نجد اختلافات داخل المذهب الواحد ، وكل مذهب يبحث عن الآيات التى تؤيد وجهة نظره فيقتطعها من سياقها ليعزز رأيه من خلال فهمها بواسطة مصطلحات تراثه ومفاهيمه ولكى يضعوا مبررا لهذا الخلاف يتهمون القرآن (بأنه حمال أوجه) ، وهذه التهمة تتناقض مع قوله تعالى (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير). هود 1، كما ينكرون قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. النساء. 81.

وهذا الفهم للإسلام يتعارض مع الرؤية القرآنية ومع حقيقة الإسلام ، ومن هذه الرؤية الخاطئة تخرج التشريعات التى يتهم فيها الاسلام بالعنف والتطرف والارهاب.

وهذا كان واقعا فى دولة الاسلام فى العصور الوسطى ، حيث كانت تسيطر ثقافة الدولة الدينية ومحاكم التفتيش والاستبداد وقام أكثر علماءها بتأويل آيات القرآن واختراع تفاسير وأحاديث تناسب وتلائم تلك الثقافة، وجعلوها مقدسة و نسبوها زورا للنبي .

ومن يحاول فهم الإسلام من خلال هذا الموروث الثقافى البشري لن يجد إلا أكثرية من التخلف والخرافة والعنف والتطرف والإرهاب ، أما إذا رجع للقرآن الكريم طالبا الهدى سيفاجأ بتناقض القرآن مع معظم هذا التراث ، وسيعلم أن الإسلام دين التعقل والتحضر والتمدن والتسامح والسلام الذي لا مثيل له.

لذلك كانت دراسة القرآن فريضة على كل مسلم أكد عليها القرآن الكريم فى سورة النساء:81، محمد 24، المؤمنون:68 ، ولكنها فريضة غائبة عند معظم المسلمين ، وهذه الفريضة لها منهج ديني هو الإخلاص فى طلب الهداية ، ومنهج علمى هو الالتزام بمصطلحات ولغة القرآن وعدم فرض أراء أو أحكام مسبقة على كتاب الله.

وبعد هذا يجب أن نوضح علاقة الإسلام بالسلام :

إن السلام هو الأصل فى مفهوم الإسلام فى علاقات المسلمين بغيرهم ، وفى تشريعات الجهاد فى الإسلام.

الإسلام والسلام من حيث المفهوم :

نبدأ بمفهوم الإسلام والإيمان بمفهوم القرآن ومصطلحاته ولغته الخاصة:

اقتباس:

((ان كلمة الايمان في اللغة العربية وفي مصطلحات القرآن لها استعمالان :"آمن بـ"أي اعتقد في ،"آمن لـ"أي وثق و اطمئن ،ونشرحهما بايجاز:

-

1
ـ آمن ب" أي اعتقد ،مثل قوله تعالي (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله :البقرة 285) وآمن بـ بمعني اعتقد بالإيمان القلبي الباطني. وفي العقيدة أو التعامل مع الله تعالي يختلف الناس حتي في داخل المذهب الواحد والدين الواحد , والقرآن يؤكد علي تأجيل الحكم علي الناس في اختلافاتهم العقيدية الي يوم القيامة والي الله تعالي وحده (البقرة 113،آل عمران 55،يونس 93،النحل 124،المائدة 48 ،الزمر 3،7،46).

2-
الاستعمال الاخر هو :( آمن لـ) أي وثق واطمأن واصبح مأمون الجانب يطمئن له الناس ويثقون فيه ،وتكرر هذا المعني في القرآن خصوصا في القصص القرآني ،ففي قصة نوح قال له المستكبرون (انؤمن لك واتبعك الارذلون :الشعراء 111)أي كيف نثق فيك ونطمئن لك وقد اتبعك الرعاع، وتكرر ذلك المعني عن (آمن لـ )في قصة ابراهيم (العنكبوت 26)وقصة يوسف (17)وقصة موسي (الدخان 21)(المؤمنون 47)وفي حديث القرآن عن احوال النبي محمد في المدينة (آل عمران 73 )(البقرة 75)ومواضع اخرى كثيرة . والايمان بمعني الأمن والامان والثقة والاطمئان هو بالطبع حسب السلوك أو التعامل مع الظاهر ،فكل من تأمنه وتثق فيه ويكون مأمون الجانب هو انسان مؤمن في مصطلحات القرآن ،اما عقيدته ـ ان كانت بوذية او مسيحية او يهودية او اسلامية –فهذا شـأنه الخاص بعلاقته مع ربه .والله تعالي هو الذي سيحكم عليك وعليه وعلي الجميع يوم القيامة.

(3)
وقد جاء الاستعمالان معا لكلمة الايمان في قوله تعالي عن النبي محمد (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين :التوبة 61)أي يؤمن بالله اى يعتقد فيه وحده الاها ،ويؤمن للمؤمنين أي يثق فيهم ويطمئن لهم.

والخلاصة ان الايمان في القرآن الكريم هو الامن في السلوك البشرى وفى التعامل مع الناس ،وكل انسان يامنه الناس ويثقون فيه يكون مؤمنا .ومعناه العقيدى أى في التعامل مع الله تعالي هو الايمان به وحده الاها لا شريك له , هو وحده الشفيع والولى والنصير والوكيل والمستحق وحده بالعبادة والتقديس ،والحكم علي هذا الاعتقاد الذي يختلف فيه الناس- مرجعه لله تعالي وحده يوم القيامة -والمهم ان يتعامل الناس فيما بينهم بالثقة والامن والامان والسلام ..أي ان الايمان في الاسلام هو قرين السلام في التعامل مع الناس .

ب- مفهوم الاسلام يشبه مفهوم الايمان في القرآن له معني سلوكى أو ظاهري في التعامل مع الناس ،ومعني باطني ،قلبي ،اعتقادي في الأعتقاد أو التعامل مع الله.



1-
الاسلام في معناه القلبي الاعتقادي هو التسليم والانقياد لله تعالي وحده . والاسلام بهذ المعني نزل في كل الرسالات السماوية علي جميع الانبياء وبكل اللغات القديمة ،الي ان نزل اخيرا باللغة العربية ،وصار ينطق بكلمة "الاسلام"التي تعني الاعتقاد والتسليم والانقياد والطاعة المطلقة لله تعالى وحده (الانعام 161:163)وهذا هو معني الاسلام في الاعتقاد ،والذي سيحكم الله تعالي عليه يوم القيامة ،لأن الله تعالي لن يقبل يوم القيامة دينا آخر غير الخضوع أو الاستسلام له وحده ،وذلك معني قوله تعالي (ان الدين عند الله الاسلام ). (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين :آل عمران 19،54)فالاسلام هو الخضوع لله تعالي بكل اللغات وفي كل زمان ومكان وفي كل الرسالات السماوية , الا انه عندنا وللاسف قد تحول الى وصف باللغة العربية لقوم معينين في عصور معينة.

والله تعالي لا يهتم بما يطلقه البشر علي انفسهم من القاب وتقسيمات مثل (الذين آمنوا ) والذين هادوا (اليهود ) والنصاري والصابئين (أي الخارجين علي دين اقوامهم )لذلك فان القرآن يؤكد في آيتين ان الذين يؤمنون ايمانا باطنيا وظاهريا (بالامن والامان مع البشر وبالاعتقاد في الله وحده )ويعملون الصالحات ويؤمنون باليوم الاخر ويعملون له فهم من اولياء الله تعالي سواء كانوا من اتباع القرآن ،أو من الذين هادوا ،أو من النصاري او من الصابئين (البقرة 62 المائدة 69 )أي ان من يؤمن بالله واليوم الاخر ويعمل صالحا فهو عند الله قد ارتضي الاسلام أو الانقياد لله عز وجل، سواء كان من المسلمين او اليهود او النصارى او الصابئين في كل زمان او مكان او بكل لسان وذلك ما سنعرفه يوم القيامة، وليس لأحد من البشر ان يحكم علي انسان بشأن عقيدته ،والا كان مدعيا للالوهية، هذا هو معني الاسلام الباطني القلبي الاعتقادي ، هو فى التعامل مع اللة تعالي استسلام وخضوع له بلغة القلوب ،وهي لغة عالمية يتفق فيها البشر جميعا، وعلي اساسها سيكون حسابهم جميعا امام الله تعالي يوم القيامة.

(2)
اما الاسلام في التعامل الظاهري فهو السلم والسلام بين البشر مهما اختلفت عقائدهم يقول تعالي (يا ايها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة )البقرة 208 .أي يأمرهم الله تعالي بايثار السلم.

ونتذكر هنا تحية الاسلام الا وهي السلام وان السلام من اسماء الله تعالي، كل ذلك مما يعبر عن تأكيد الاسلام علي وجهه السلمي ويؤكد المعني السابق للايمان بمعني الامن والامان.

هذا

(3)
والانسان الذي يحقق الايمان السلوكى في تعامله مع الناس فيكون مأمون الجانب لا يعتدي علي احد ويحقق الايمان العقيدى في تعامله مع الله فلا يؤمن في قلبه الا بالله تعالي وحده الاها، هذا الانسان سيكون مستحقا للامن عند الله يوم القيامة . و الانسان الذي يحقق الاسلام السلوكى في تعامله مع الناس فيكون مسالما لا يعتدي علي احد ،ويحقق الاسلام العقيدى في تعامله مع الله تعالى فيسلم قلبه وجوارحه لله تعالي وحده ،هذا الانسان يكون مستحقا للسلام عند الله تعالي يوم القيامة ،وفي ذلك يقول جل شأنه (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون :الانعام 82)أي ان الذين آمنوا بالله في عقيدتهم وآمن الناس لهم واطمئنوا اليهم لأنهم لم يظلموا احدا ،لهم الامن في الاخرة لأن الجزاء من جنس العمل.

لذلك فان الله تعالي يعدهم بالسلام و الامن فى الجنة: يقول تعالي (ادخلوها بسلام آمنين :الحجر 46)ويقول عن الجنة (لهم دار السلام عند ربهم :الانعام 127)أي ان السلام والامان في التعامل مع البشر +الاستسلام لله والايمان بالله وحده وطاعته وحده =السلام والامان في الجنة .والاعتداء والظلم لله تعالي والناس = الجحيم.

الكفر والشرك فى مفاهيم القرآن الكريم بايجاز نقول:

1
ـ الكفر و الشرك سواء, هما قرينان فى مصطلح القرآن لذلك يأتيان مترادفين فى النسق القرآنى. يقول تعالى:" ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر. التوبة17", واذا قرأت الآيات الأولى من هذه السورة وجدت اطلاق مفهومى الشرك والكفر معا على اعداء الاسلام وقت نزول هذه السورة الكريمة , وأمثلة أخرى منها قول مِؤمن آل فرعون لقومه: " تدعوننى لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لى به علم ": غافر 42"

2
ـ الكفر فى الغة العربية يعنى التغطية, أى كفر بمعنى غطى , ومثلها أيضا " غفر" ومنه المغفر الذى يغطى الوجه فى الحرب. وكلمة "كفر" أى غطى انتقلت الى لغات أخرى منها الأنجليزية: [Cover]. الا ان الله تعالى وصف المزارعين بالكفار, فالزارع كان يطلق عليه فى اللغة العربية "كافر" لأنه" يكفر الزرع " اى يغطيه بالتراب والماء لينمو. وفى ذلك يقول المولى جل وعلا: " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب و لهو وزينة وتفاخربينكم و تكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته. ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما. الحديد 20" . لقد خلق الله تعالى البشر بفطرة نقية لا تعرف تقديسا الا لله تعالى ولا تعرف غيره جل وعلا ربا والاها و معبودا ووليا وشفيعا ونصيرا . ثم تأتى البيئة الأجتماعية وموروثاتها الدينية فتغطى تلك الفطرة النقية بالاعتقاد فى آلهة وأولياء و شفعاء ينسبونهم الى الله تعالى زورا , ويزعمون أنها تقربهم الى الله تعالي زلفا أو أنها واسطة تشفع لديه. ذللك الغطاء او تلك التغطية هى الكفر بالمعنى الدينى . و فى نفس الوقت فان ذلك هو أيضا شرك لأنه حول الألوهية الى شركة وجعل لله تعالى شركاء فى ملكه ودينه.

وفى الواقع فان فى داخل الكفر والشرك بعض الأيمان حيث يؤِِِمنون بالله ايمانا ناقصا اذ يجعلون معه شركاء فى التقديس , أو يأخذون من مساحة التقديس ـ التى ينبغى أن تكون لله تعالى خالصة ـ ويعطونها لمن لا يستحقها من البشر و الحجر. وبهذا يجتمع ذلك الايمان ـ الناقص ـ بالله تعالى مع الايمان بغيره أي بتأليه البشر و الحجر , وفى ذلك يقول تعالى :" وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون" : يوسف 106"

والله تعالى لا يأبه بذلك الايمان القليل لأنه " كفر" أى غطى الفطرة الاسلامية بالاعتقاد فى غير الله وتقديس غيره.. ويقول تعالى عن اجتماع الايمان القليل بالكفر :" ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا: النساء 46." ويقول عن ذلك الايمان القليل و كيف لا ينفع عند الله تعالى:" قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون." السجدة 29".

وبعضهم يرى أن الكفر هو الالحاد أى الانكار التام لوجود الخالق جل و علا, وان الشرك هو الاعتقاد فى آلهة واولياء مع الله, فالشرك عندهم يختلف عن الكفر.

و نقول بالاضافة لما سبق ان الله تعالى ذكر فرعون نموذجا لاكثر البشر كفرا والحادا, بلغ به الحاده الى ادعاء واعلان الربوبية العليا وأن يتساءل ساخرا عن الله تعالى منكرا وجوده لأنه ما علم الاها للمصريين سواه ـ يقصد نفسه." النازعات:23 ـ 24" "القصص38" غافر 36 ـ37.

هذا الملحد الأكبر كان فى داخله يؤمن بآلهته الفرعونية , بل و يؤِِمن بأن لله تعالى ملائكة ," الزخرف 53".الأعراف 127" ولكنه انخدع بالملك والسلطان والتراث الدينى الذى يزكى طغيانه والكهنة والجند يؤازرونه فازداد طغيانا وتحدى رب العزة جل وعلا. وحين زال عنه سلطانه وجنده وكهنته وكهنوته و أدركه الغرق انكشف غطاء الوهم ورجع سريعا الى فطرته التى غطتها موروثات الشرك ,واعلن اسلامه فى الوقت الضائع حيث لا يجدى الندم ولا التوبة, و أصبح مثلا فى القرآن الكريم لكل مستبد يصل به استبداده الى الالحاد والتأله. ومع ذلك قل من يعتبر من أغلبية المسلمين من الراعى والرعية والرعاع.

ان اعتى الملحدين فى عصرنا لا يستطيع الغاء الفطرة فى داخله, ومهما اعلن انكاره لله جل وعلا فانه عندما يتعرض للمرض أو الغرق أو المصائب يرجع ذليلا لربه جل و علا. وقد يعود الى عتوه بعد زوال المحنة , و قد يظل في غيه الى لحظة الاحتضار . وهنا يصبح اسيرا بين يدى خالقه يصرخ حيث لا يسمعه البشر من حوله وحيث لا ينفع الندم ولا تجدى التوبة.

هذه هي علاقة السلام باسم الاسلام وحقيقته ولمزيد من التوضيح أنصح بقراءة هذين البحثين للدكتور منصور على الروابط

 

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=14

 

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=80

 

غالبا كثرة القراءة تكون أفضل بكثير من الكتابة

رضا عبد الرحمن على

اجمالي القراءات 18690